عاجل
الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الفرق بين الإغراء والإغواء

الفرق بين الإغراء والإغواء

بقلم : د. دينا أنور

كثير من الفتيات لا يفهمن المعنى الحقيقي للأنوثة، ويعتقدن أنها مرتبطة بإثارة الرجال وفتنتهم، ولكن المجتمع لعب دوراً كبيراً في خلق هذه المفاهيم داخلهن، فهو المجتمع الذي يطالب من الفتاة أن تتحجب وتغطي جسدها ويقنعها بأن جسدها سلعة يجب أن تنتظر من يشتريها بماله لتكشفها أمامه، وهو المجتمع الذي لا يبيح للفتاة التزين والتعطر والتأنق بل وربما السهر والتدخين إلا لو كانت في عصمة رجل، فمن هنا وللأسف نشأت كثير من الفتيات على إستمداد أهميتهن من إرضاء الرجل والسعي لكسب إعجابه بل والتفنن والمبالغة في التأنق ووضع مساحيق التجميل في أي مجتمع حافل بالرجال.




وهنا أود أن أشرح مفهوماً بسيطاً رغم تحفظ المجتمع عليه وإعتباره خروجاً على التقاليد السائدة ولكنه يروق لي كثيراً بمفهومه الحقيقي، ألا وهو مصطلح" الإغراء"، فأنا أرى أن الأنثى التي تغري الرجل هي أكثر جمالاً وإثارة وجاذبية من الأنثى التي تغوي الرجل، فالأولى تجذبه إليها بأساليب شتى ليست فقط مرتبطة بالجسد والجنس، فربما بعذوبة حديثها أو نعومة أسلوبها أو بساطة مظهرها أو سحر إبتسامتها أو أناقة تعاملها تجعله يراها أميرة أحلامه ويسعى لكسب ودها وربما صداقتها وقربها وليس فقط حبها وقلبها، فهي تجعله يراها في منزلة عالية ويتلذذ بدلالها وكبريائها ويستمتع بخجلها وربما بصمتها أيضاً، أما الأنثى التي تسعى لإغواء الرجل فهي تثير غرائزه من وجهة جنسية بحتة، وتجعل تفكيره منحصراً فقط في إقامة علاقة معها، حتى وإن كانت علاقة زواج شرعية، ومن هنا تأتي الصدمة للفتاة عندما تقارن لهفته وشوقه المبالغ فيه قبل أن يمارس معها الجنس وبين فتوره وبرود مشاعره وربما إهماله وهروبه بعد العلاقة، فالرجل وإن كانت غرائزه تتحكم في الجزء الأكبر من تفكيره، إلا أنه أيضاً لا يتعلق إلا بالمرأة صعبة المنال ولا تروقه المرأة السهلة المتاحة في أي وقت.


ومن هنا يمكن أن نفسر إعجاب الرجال الشديد بالنساء اللواتي من نماذج الفنانة شادية وهند رستم وسعاد حسني وفاتن حمامة، على الرغم من وجود العديد من الفنانات اللواتي كن يفوقهن أنوثة وتكشفاً وإباحية، ولكن فناناتنا الجميلات كن يعلمن المعنى الحقيقي للأنوثة والإغراء، ولم يكن هدفهن أبداً الفتنة والإغواء، فأصبحن حتى يومنا هذا هن النموذج المحبب لنفوس الرجال والنساء أيضاً في التعبير عن الأنوثة الحقيقية، وكثيرات ممن إستخدمن سلاح الجسد العاري والمفاتن "المسلعة" تواروا خلف أسوار الماضي ولم يعد لهن أي ذكر.


ما أريد قوله لكل الفتيات هو أن لا يكون هدفهن من إبراز جمالهن والاهتمام بأنوثتهن صيد الرجال والصراع على الفوز بعروض الإرتباط والزواج، يجب أن يكون هدفهن الشعور بالذات والتميز ، ومن هنا سيصبحن نموذجاً لفتاة الأحلام لا للعشيقة المؤقتة، وهذا التصور هو الأحب للفتيات والرجال على حد سواء خاصة فيما يخص العلاقات العاطفية التي دائماً يسعى الطرفان لوجودها في حياتهم لتزيد حياتهم جمالاً.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز