الغزال

بقلم : د. عزة بدر

 

لكل من اسمه نصيب , ولأن من هوايتى البحث فى القواميس فوجدت  اسمى يعنى الغزالة الصغيرة , ومن يومها وأنا أحلم أن أستيقظ ذات صباح فأجد لى سوقا أربعة أنهب بها الأرض نهبا , وأعدو إلى غابات بعيدة , كل ليلة أنام على أمل أن أكون اسما على مسمى فأصبح يوما غزالا صغيرا , بعينين نجلاوين تلمعان بالدمع والأمل , أن تمتد الطرق  أمامى , وتتسع الغابات لى لأتمكن من العدو إلى آخر خضرة فى الأرض , إلى عين ماء لا أعطش بعدها أبدا , دائما أقول لنفسى : أنت اخترت أن تسيرى فى كل المساحات المكشوفة , ريح مجنونة خير من ذراع مكتوفة  ولكننى دائما أجدنى بلا ذراعين وبلا سوق أربعة , فى مكانى لا أبارح فأحلم وأبكى  ولايبقى معى سوى صدى أغنيات حالمة بعيدة " رمش الغزال يانا .. ميل وسهانا خدنا على خوانة , آه يانا يانا يانا " فأندفع بكل شوق أبحث عن طريق يمنحنى سوقا أربعة وعينين نجلاوين تلمعان بالدمع والأمل , وأسمع من يغنى "  ياغزال .. ياغزال العشق حلال دوبنى دوب خلتنى خيال " فأعدو وراء حلم بألوان الطيف بأن أصبح ذاك الغزال الفائز بهذا العاشق , وعندما أقترب وتعذبنى الأمانى أكتشف أن الغزال الذى غنوا له كان غزالا فى بحر ! , فعلا وحياة النعمة , ألا تصدقون ؟ قسمة ونصيب  فله يغنون فيصبح اسما على مسمى ! " ياغزال اسكندرانى الشوق رمانى ع الحليوة الأسمرانى " , ولأننى غزال دمياطى , وبيضاء كشمعة ناحلة أخبو وأمضى بخيباتى بعينين تملأهما الحيرة والدمع فأنام وأحلم أنى ذات يوم سأصبح ذاك الغزال المخضب بدمه فى البحث عن غابة  فإذا رأيتمونى فى شارع قصر العينى أعدو فأنا فى أول الحلم حتى أبلغ آخره : " و أسهر الليل غصب عنى  وأحضن النسمة وأغنى , وأدعى بالشوق ع الغزال اللى هوانى " .