د .عبد الله المغازى
تداعيات محاكمة القرن
بقلم : د .عبد الله المغازى
ﻻ شك أن خليط من المشاعر الإنسانية المتباينة تجتاح الشعب المصري و الشعوب العربية بسبب الحكم بين مؤيد ومعارض، لكن تبقى حقيقة قانونية واحده هى (أن الحكم هو عنوان الحقيقة ) وأن أهم دعائم دولة القانون احترام أحكام القضاء وعدم التعليق عليها، وبالتالي لن نعلق على الحكم ﻷن طبيعتي كرجل قانون تجعلني أحترم الدستور والقانون.
لكن الحكم رغم أنه جنائي لكنه _مما ﻻ شك فيه_ له تداعيات سياسية خطيرة قد تظهر لنا مع مرور الوقت، و يجب على المسئولين عدم تجاهل هذه التداعيات الخطيرة ، وإﻻ من الممكن أن نعاني جميعا من ذلك فى المستقبل، فهناك من ينتظر أن يصطاد في الماء العكر، وأصحاب الأجندات الخاصة الذين جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب لبث القلاقل في ربوع الدولة المصرية مرة أخري ، والشباب "إيقونة الثورتين"الحائر المحبط من كل ما يحدث فى المشهد السياسي وهم يترقبون ويشاهدون المشهد بإحباط شديد حتى اﻷن.
أن الوضع ليس جيد والأمور تزداد صعوبة وتعقيد فى مجمل المشهد المصري، والجيش والشرطة لن يستطيعوا البقاء في الشارع للمواجهة لفترة طويلة _إذا حدث خروج للشباب مرة أخري _كما حدث من قبل، لان الدولة المصرية في مرحلة البناء ألان وهي في اشد الحاجة الي كل جنية يمكن إنفاقه علي فض مظاهر او احتجاج لإنفاقه في البناء والتعمير والتنمية، وفي اشد الحاجة كذلك الي كل جندي يحمي المشروعات القومية ويبسط الأمن إمام جذب الاستثمار.
لذلك أتمنى من سيادة الرئيس الخروج على الشعب المصري وتوضيح أن عجلة الزمان لن ترجع للوراء مره أخرى، وأن المتربصين من الفاسدين من النظام السابق لن يفلحوا فى خطف ثورة 30 يونيو مثلما نجح من قبل جماعة الإخوان وحلفائهم من خطف ثورة 25يناير، أعتقد أن التأخير في توصيل تلك الرسالة يمكن أن يسبب الكثير من المشاكل وسيستغل أيضا اﻻخوان وحلفائهم وأصحاب الأجندات الارتباك فى المشهد الداخلي لتأجيج الوضع وخصوصا مع الشباب، كما أتمني ان يحدد سيادة الرئيس خارطة طريق لتمكين الشباب، لان الرؤية لم تتضح بعد والطريق مازال ملبد بالغيوم،هذه الخارطة تهدف الي بث ونشر الطمأنينة في نفوسهم، يا سيادة الرئيس ورئيس الوزراء أتمني أن يتم التوضيح واعلان خارطة لتمكين الشباب في أسرع وقت لان ما كنا نعيب علية في النظام السابق هو البطء في اتخاذ القرار ...حمي الله مصر وشعبها