12:00 ص - السبت 28 يونيو 2014
يتحجج الكثيرون دائما بعصر الإحتراف وزمن المادة عندما يخرج أحد اللاعبين ليؤكد أنه لن يلعب قبل أن يحصل على مستحقاته المادية مقدما وكاش – ومن دون شك هذا حق أصيل - لأنه لايمكن لأي كائن كان أن يعمل بدون مقابل .
ولأن المال والبنون هما زينة الحياة الدنيا فكل إنسان فينا يصارع الأموج وينحت في الصخر ليؤمن مستقبله ومستقبل أولاده لتوفير حياة كريمة لهم خوفا من عثرات الزمن وتقلباته المستمرة ..ولكن هل هذا هو كل شئ في الحياة ..؟
هذا السؤال وجدته يطرح نفسه بقوة أمامي عندما وجدت لاعبي غانا يقبلون الدولارات قبل أن يلعبوا مباراة البرتغال والتي إشترطوا على مسئولي إتحاد الكرة ووزارة الرياضة ببلادهم إرسالها ليلعبوا ويؤدوا بشكل جيد ،وكم كان المشهد مؤلما والأموال تنتقل في السيارات بعد قدومها في حقائب خاصة وطائرة خاصة أيضا .
هذا المشهد الذي جاء أيضا كإمتداد لمهزلة نجوم الكاميرون أيضا وهم يساوموا على مكافآت الفوز قبل أن تبدأ البطولة بل وهددوا بعدم السفر للبرازيل أكد على أن البعض لايزالوا يخطأون في حساباتهم ،لأن المال ليس هو كل الشئ فهناك معاني أخرى سامية وتستحق التضحية من أجلها حتى ولو كانت بدون مقابل وهي ليست كذلك .
فالمعني الأبرز هو حب الوطن ،الذي يستحق بالفعل أن نضحي من أجله لانه هو الذي يبقى ،وكم كان لاعبو غانا والكاميرون مخطئين بالبحث عن بعض الدولارات وهم الذين يحصلون على الملايين فخسروا حب جماهير طالما وضعت ثقتها فيهم ومنحتهم من الحب الكثير وهم لايستحقوه ،والخروج المبكر من الدور الأول كان رسالة إلهية لهؤلاء النجوم الطماعين بأن الباقيات الصالحات خير وأبقى ،وأعتقد أن حب الوطن والإنتماء إليه من الأعمال الصالحة التي يجب أن نسعى لها طالما حيينا في هذه الدنيا فليتهم يتعلمون .
وعلى الجانب الآخر كل التحية والتقدير لمحاربي الصحراء على عزيمة الرجال وهمة المحاربين التي لعبوا بها طوال منافسات المونديال حتى حققوا إنجازا تاريخيا بالتأهل لثمن النهائي فنقلوا صورة جميلة عن رجولة العرب وإيمان المسلمين وإن شاء الله يواصلوا بنفس الروح لتحقيق المزيد .