عاجل
الجمعة 8 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حتى كذبة ابريل..!!

حتى كذبة ابريل..!!

بقلم : حسام طلعت



 

حتى "كذبة ابريل" فقدت قيمتها كسائر ما فى هذا الوطن..!!

 
الآن أصبح الكل يكذب فى كل أيام السنة صيفا أو شتاءا،فى  الأشهر الحرم وفى رمضان، في موسم الحج وفى عيد القيامة وعيد الميلاد، من أصغر من فى مصر إلى أكبر من فيها كاذبون..
 
فنحن جميعا أصبحنا كاذبين..!!
 
اليوم هو الأول من إبريل يوما كان يتفرد المصريون فيه بنشر الشائعات فهو يوم "كذبة ابريل"، كنا - إلى حد ما- صادقين لذلك كانت مميزة، كنا نعرف على الأقل نصف الحقيقة بينما نحن الآن نبحث عن أطرافها وحينما كنا نسمع "كذبة ابريل" كنا نكتشفها بمجرد سماعها بمنتهى السهولة لسببين الأول أننا كنا نعرف بعض الحقائق فنبنى عليها من خيالنا لنكمل الصورة أما الآن فليس لدينا سوى الخيال..!!
 
والسبب الثاني أننا لم نكن مشغولى البال كما نحن الآن فكان لدينا الوقت لكى نبحث ونعرف الحقيقة فلم نكن نقضى معظم أوقاتنا فى طوابير السولار أو فى توصيل أبنائنا و بناتنا حيث لا أمان..!!
 
لم نعد الآن نعرف أين الحقيقة، لم نعد نعرف من يقف فى صفوفنا ليدعمنا ومن يقف فى صفوفنا ليمد يده فى جيوبنا فيسرقها!!
 
الكثير كانوا يلقون تأييدا شعبيا مهولا حتى أن صورهم كانت ملأ السمع و البصر فإذا بهم يسقطون، الكثير وعدونا و لم نجد فى أفعالهم شيئا مما يقولون، البعض فقط هم الثابتين على مبادئهم حتى هؤلاء لا أستطيع أن أرشحهم لأن يكونوا محل ثقة فالزمان كفيل بكشفهم إن كانوا أيضا كاذبين..!!
 
لم نعد نعرف من هو الأمين، من هو المخلص للوطن، الكل مواقفه تتبدل حسب الهوى و حسب المصلحة، الكل يقول ثم يثبت كذبه...الكل يصرح بشيء و يفعل عكسه ..!!
 
الكثير منا له مصدراً يثق فيه إلا أن هذه الثقة ليست "مستقرة" فلم يعد هناك ثقة في الثقة نفسها!!
 
لم يعد لدينا من مؤسسات الدولة ما نثق فيه  بعد أن أصبح لدينا شكوك فى معظم أركان الدولة سوى الأزهر الشريف وجيشنا العظيم فالأزهر لا يزال يمثل الإسلام الوسطي الحنيف،الدين كما تعلمناه من آبائنا و أجدادنا، إسلاما خاليا من الجفاء، إسلاما لا يكفر أحدا ولا يتاجر بدين الله الحنيف فلم يثبت ذلك على أي من شيوخه "الكبار" على مر الزمان..
 
أما الجيش فهو الشعب نفسه فكلنا يدخل الجيش بالتناوب حتى العاملين فيه هم أبنائنا وأقاربنا فهو من نسيج الشعب نفسه و رأيه يعبر دائما عن رأى الشعب و أصدق دليل هو ما فعلوه مع قائدهم الأعلى "مبارك" حين أراد الشعب الإطاحة به لبى الجيش ما أراد الشعب، لهذا فإذا لم يثق الشعب فى الجيش فقد فقَد الشعب الثقة فى نفسه!!
 
قال رسول الله محمد ( صلى الله عليه و سلم)
عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر و ان البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إياكم و الكذب فان الكذب يهدي الى الفجور و ان الفجور يهدي الى النار و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .
 
صدقت يا سيدي يا رسول الله

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز