الفيصل استقبله بالمطار وولي العهد على باب القصر
بايدن في جدة أهداف واسعة وترقب عالمي
جدة - أيمن عبد المجيد
استقبل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فور وصول طائرته مطار الملك عبد العزيز بجدة، في محطته الثانية بجولته الشرق أوسطية، التي بدأها بزيارة لإسرائيل وبيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن.
ربما يعجبك
وكان في استقبال بايدن سفيرة خادم الحرمين الشريفين بالولايات المتحدة الأمريكية، والسفير الأمريكي بالمملكة العربية السعودية.
ويرافق الأمير خالد الرئيس الأمريكي إلى مقر الاستقبال الرسمي بقصر السلام الملكي، حيث يستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعدد من الأمراء والقيادات بالمملكة.
واستقبل الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي جو بايدن على باب قصر السلام، حيث تلامست قبضتا يديهما بشكل خاطف، وهي المصافحة الوقائية في ظل الإجراءات الاحترازية، ليسيرا في طريقهما إلى داخل القصر يتبعهما مرافقوهما.
ويضم الوفد الأمريكي المرافق لبايدن نحو 50 من الوزراء الأمريكيين والمستشارين ورجال الأعمال وعدد من الصحفيين والإعلاميين الأمريكان.
وتعد الزيارة الأولى لجو بايدن إلى دولة عربية، وهي الجولة الأولى بالشرق الأوسط منذ توليه الحكم، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي 9 زعماء عرب في قمة خليجية تضم ست دول تشكل مجلس التعاون الخليجي، مصر والأردن والعراق.
ويلتقي الرئيس الأمريكي، للمرة الأولى بموقف عربي موحد تمثله الدول العربية التسع الأكثر قوة واستقرارًا، في ظل عالمية غير مسبوقة، وتجاذبات للقوى العالمية وإعادة رسم خارطة التوازنات الجيوسياسية، في ظل تنامي انعكاسات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوروبية في أوكرانيا.
وسبق القمة الخليجية العربية الأمريكية المرتقبة، زيارات عربية عربية للقادة العرب لتنسيق المواقف، حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة ثلاثية بشرم الشيخ جمعته بشقيقيه الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
القمة الثلاثية المصرية الأردنية البحرينية، التي سبقت زيارة بايدن بأسابيع تلتها زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى مصر حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزيارة الأمير تميم بن حمد أمير قطر إلى مصر؛ حيث عقد لقاء قمة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، 25 يونيو الماضي.
وتعكس تلك القمم الثلاثية والثنائية العربية العربية التي عقدت في مصر بشرم الشيخ والقاهرة، حجم التنسيق العربي العربي لبناء وجهات نظر موحدة حول القضايا المرتقب تطرق القمة الخليجية العربية الأمريكية بجدة، ووضع أولويات العرب في ظل التحديات العالمية.
وكان بايدن استبق زيارته للسعودية بمقال له نشره في جريدة الواشنطن بوست الأحد 10 يوليو الجاري، حمل عنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية؟"، في سلوك هو الأول للرئيس الأمريكي الذي يحدث فيه الرأي العام عبر مقال يشرح فيه أسباب وأهداف زيارته قبل أيام من القيام بها، قال فيه إن هدفه هو إعادة توجيه العلاقات -ولكن ليس قطعها- مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا.
وأضاف بايدن: "اليوم، ساعدت المملكة العربية السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وأعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين".
ويمثل ملف أمن النفط إحدى القضايا المهمة على أجندة أمريكا في القمة المرتقبة، حيث تعد السعودية المصدر الأكبر للنفط عالميًا، في ظل تنامي أسعار النفط نتيجة الحرب الروسية الأوروبية بأوكرانيا، وما لذلك من انعكاسات سلبية على أمن الطاقة بأمريكا والاتحاد الأوروبي.
وبحسب أوبك، تنتج خمس دول خليجية 18% من الطلب العالمي للبترول، تتصدرهم الملكة العربية السعودية، فيما تعد روسيا المنتج الثاني عالميًا بعد السعودية، وتجمعهما مع 33 دولة أخرى منتجة للنفط اتفاقية أوبك بلس.
وتستهدف الدول العربية تعزيز قدرات الأمن القومي العربي، وقدراتها الشاملة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، في ظل تجاذبات القوى العظمى والتأثيرات السلبية للحرب على إمدادات الغذاء والطاقة، وما يعقبها من موجات تضخم عالمي غير مسبوقة.
وتحتل القضية الفلسطينية أولوية على الأجندة العربية، حيث تتمسك الدول العربية التسع، بحل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الوقت ذاته، تسعى الولايات المتحدة الامريكية لتعزيز اندماج إسرائيل في علاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، فيما وقّع بايدن خلال زيارته تل أبيب مذكرة أمنية مشتركة مع رئيس وزراء إسرائيل "لابيد"، تستهدف التعاون في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وتعزيز قدرات إسرائيل العسكرية.
ورغم تأكيد بايدن تبنيه خيار حل الدولتين، وسعيه لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إلا أنه لم يتخذ قرارات يطلبها الرئيس محمود عباس أبو مازن في مقدمتها إعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بأمريكا، ورفع المنظمة من قوائم الإرهاب وإعادة افتتاح القنصلية الأمريكية بالقدس الشرقية، لتمثيل دبلوماسي مع السلطة الفلسطينية.
وجاء لقاء بايدن بالرئيس محمود عباس أبو مازن بمدينة الخليل، حيث زار كنيسة بيت لحم وزار مستشفى أمريكيا بالقدس الشرقية، متحدثًا عن دعم الفلسطينيين بـ200 مليون دولار عبر منظمة الأونروا.
ويعقد اليوم الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين قمة ثنائية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للتباحث حول أبرز القضايا الثنائية قبل انعقاد القمة الموسعة المرتقبة غدًا.
وتنشغل أمريكا بست قضايا بالشرق الأوسط، في ظل تحولات جيوسياسية غير مسبوقة، على رأسها أمن الطاقة، للحد من قوة استخدام روسيا لتلك الورقة في مواجهة أمريكا والاتحاد الأوروبي، وهي الورقة التي أرقت حكومات أوروبية عدة وقلصت شعبية زعماء أوروبيين مع تزايد الأسعار والأعباء على المواطنين.
في حين تأتي القضية الثانية، ممثلة في أمن الملاحة بالبحر الأحمر وحماية المصالح الأمريكية بالمنطقة، والحرب على الإرهاب وتعزيز الشراكات الاقتصادية ودعم الحلفاء وتعزيز الشركات الاقتصادية.
وفي المقابل، يركز القادة العرب على تعزيز الأمن العربي المشترك، والعمل على تحريك فعلي للقضية الفلسطينية في طريق نيل الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتعزيز التعاون الاقتصادي للحد من الآثار السلبية للتضخم، وبناء علاقات سياسية متوازنة مع القوى الدولية بما يحقق المصلحة العربية.
على الجانب الآخر تترقب روسيا نتائج تلك القمة، وتقييم ما إذا كانت نتائجها تنال من مستويات شراكاتها مع الحلفاء العرب من عدمه، وتبعث برسائل مفادها أن أي تباعد سيقابل بتقارب مع قوى إقليمية بينها تركيا وإيران.
وينتظر العالم المخرجات النهائية للقمة العربية الخليجية على كل المحاور ومدى خروجها بآليات تنفيذ ما ستخلص إليه، وهو ما ستكشف عنه الـ48 ساعة المقبلة.
جوجل نيوز
