عاجل
الخميس 5 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

صحف أمريكية: "شبكة خفية" تابعة لـ CIA و"الناتو" تخوض حرباً ضد روسيا

شبكة التخفي .. ارشيفية
شبكة التخفي .. ارشيفية

 قالت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية إنه لم يعد سراً أن هناك عناصر تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وبعض بلدان "الناتو" موجودة على الأرض في أوكرانيا لتقديم الدعم لحكومة كييف ، مشيرة إلى أن تلك العناصر ليسوا متطوعين أو متعاقدين عسكريين فحسب، بل عناصر من وكالات الاستخبارات من الجيش الأميركي نفسه أيضاً، على حد تأكيدها . 



 

وبينت المجلة الأمريكية أنه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، ضخت الدول الأعضاء في "حلف شمال الأطلنطي" “الناتو” عشرات المليارات من الدولارات في صورة دعم مادي وعسكري لحكومة كييف، مؤكدة أن تلك الأموال والعتاد والمساعدات ساهمت بدور مهم في إبطاء، وليس إحباط، تقدم القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية. 

 

ولفتت المجلة إلى تقرير نادر تناول تلك العمليات بثته صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نسبت إلى الولايات المتحدة الفضل في إقامة "شبكة خفية من الكوماندوز والعملاء"داخل الحدود الأوكرانية) الذين يندفعون لتزويد البلاد بالأسلحة، والاستخبارات، والتدريب.. عناصر وكالة الاستخبارات المركزية CIA، واصلوا العمل في البلاد سراً، ومعظمهم في العاصمة، كييف، للقيام بتوجيه وتسليم كم هائل من المعلومات الاستخباراتية الأميركية التي تتشاركها مع القوات الأوكرانية." 

 

ولفتت " ميليترى ووتش " إلى أنه في الوقت الذي تؤكد فيه عناصر الاستخبارات المركزية والبنتاجون عدم انتشارها للقيام بمهام قتالية، فإنهم يقدمون النصح للوحدات على الجبهات من مقار موجودة في أماكن أخرى في أوكرانيا.، وقالت إن هناك "دلائل ملموسة في جبهات القتال لذلك الدعم الخفي على صعيد اللوجيستيات، والتدريب، والاستخبارات." 

 

 

وقالت إن هناك "عناصر كوماندوز من بلدان أخرى أعضاء في الناتو، من بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وليتوانيا، يعملون أيضاً داخل أوكرانيا.. يدربون القوات الأوكرانية ويقدمون لهم النصح ويزودونهم بتعليمات استخدام الأسلحة على أرض الواقع، إضافة إلى تقديم مساعدات أخرى."، وأعربت عن ارتياحها "بحجم الجهد السري المبذول لمساعدة أوكرانيا في هذا السياق." 

 

وتعود مجلة "ميليتري ووتش" للحديث عن "الشبكة الخفية" لحلف "الناتو" وأمريكا في أوكرانيا، مؤكدة أن تقديم العناصر والدعم والعتاد، جرى تعزيزه بتزويد أوكرانيا بكم هائل من المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن تزويد الضباط الأوكرانيين بحاسبات وأجهزة تابلت لإدارة المعارك، ورسم تطبيقات الخرائط لاستهداف الوحدات الروسية ومهاجمتها، إضافة إلى السماح لهم بالوصول إلى صور أقمار صناعة من منظومة أجهزة الاستطلاع العسكري الأميركية. 

 

و يقول المراقبون لمسار المواجهات العسكرية الروسية الاوكرانية ، ان خير تجسيد للدعم الغربي السخي المقدم لأوكرانيا يمكن ملاحظته في القوات الخاصة الأوكرانية التي تعمل في إقليم دونباس المتنازع عليه، التي قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنهم يستخدمون عتاداً يحمل شارات بها أعلام أميركية، ومزودون بقاذفات صواريخ غربية مضادة للطائرات محمولة على الكتف، ويحملون في أياديهم بنادق آلية بلجيكية وأمريكية. 

 

علاوة على تلك الجهود داخل أوكرانيا، فإن هناك دعماً مهماً يجري تقديمه لعناصر القوات الأوكرانية داخل دول حلف "الناتو" نفسه، وخير مثال على ذلك تدريب القادة الأوكرانيين في ألمانيا بواسطة المجموعة الـ10 من القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي. كما أنه داخل "قاعدة رامشتاين الجوية" في ألمانيا، تقوم عناصر من سلاح الجو والحرس الوطني الأمريكيين بتدريب عناصر القوات الجوية الأوكرانية. 

 

 

من جانبها، تقول "ميليتري ووتش" إن مدى دعم الدول الأعضاء في حلف "الناتو" وانخراطها في أوكرانيا، لا تترك مجالاً للشك بأن هناك حرباً بالوكالة تشن ضد روسيا، تحاكي ما حدث من قبل ضد موسكو وحلفائها في سوريا، التي ظهرت في صورة وحدات مسلحة مشكلة دعمتها القوات الخاصة الغربية ودربتها وزودتها بالمعلومات الاستخباراتية التي وردت من الدول الأعضاء في "الناتو".  وتشير إلى المجلة إلى الخلفيات التاريخية للأزمة الراهنة موضحة أن أوكرانيا كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، وظلت حتى عام 2014 موالية ومقربة إلى روسيا أكثر من الكتلة الغربية، بيد أن إطاحة الحكومة الأوكرانية في عام 2014 بدعم غربي وتشكيل حكومة موالية للغرب في كييف ، مهد الطريق أمام جهود تعزيز قدرات الدولة السوفييتية الصغيرة السابقة مقابل العملاق السوفييتي السابق. 

 

كانت النتيجة اندلاع الحرب فعلياً على أقاليم كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق، يتراشق فيها الطرفان بأسلحة، غالبتها، سوفييتة الصنع، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام أعضاء حلف "الناتو" لاستخدام وسائل فعالة لإنهاك القوة الروسية بكلفة منخفضة نسبياً للتحالف الغربي، على حد تعبير المجلة الأمريكية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز