
رفضه الأهلي فأصبح أسطورة الإسماعيلى فى الثمانينات.. ومسيرة رياضية حزينة
"ساحر الدراويش" محمد حازم.. والحادث المفجع

شيماء حلمي
بطل إمساكية اليوم الـ 25، واحدًا من عملاقة برازيل مصر، النادي الإسماعيلي، والذي لقب بـ"ساحر الدراويش" الكابتن محمد حازم، رفضه الأهلي فأصبح أسطورة الإسماعيلي في الثمانينات.. ومسيرة رياضية حزينة.
نشأته
ولد محمد حازم في7 يونيو 1960 بمحافظة الجيزة، وبدأت قصته برفض والده اقتحام عالم كرة القدم، وهو ما مثل أول صعوبات رحلته الكروية، إلا أنه لقى الدعم من شقيقه طارق، الذي شجعه على دخول عالم كرة القدم، ليبدأ الساحر اتخاذ أول خطواته بالتقدم إلى اختبارات النادي الأهلي، وتم استبعاده من الاختبارات الأولوية بسبب ضعف بنيانه، إلا أن ضربة الاستبعاد دفعته لاستكمال مشواره الكروي بالانضمام إلى اختبارات نادي الإسماعيلي.
اكتشاف موهبته
وكما كانت نكسة 67 سببا في إنهاء مسيرة أكبر أساطير كرة القدم في ذلك القدم لتوقف النشاط الرياضى، إلا أنها كانت سببًا في بداية مسيرة أساطير أخري، منهم الساحر محمد حازم، حيث انضم لأشبال الإسماعيلي الذي كانت يتدرب حينها بمركز شباب الجزيرة بسبب التهجير، وأعجب بمهاراته المدرب محمد عثمان، الذي اعتبر محمد حازم هديته للإسماعيلى، وبالفعل أصبح أحد أهم نجومه وأصغر كابتن للفريق الأول عبر تاريخه.
وعقب انتهاء الحرب واجه الساحر ثاني أزماته، والتي تمثلت في عودة الدراويش إلى الإسماعيلية، فكان من الصعب عليه السفر يوميًا للتدريبات، ثم العودة دون أن يلاحظ والده ذلك.
ويرجع نجاح محمد حازم إلى إصراره وعزيمته بالإضافة للموهبة، وكان يحضر تدريبات الأهلي مع رفيقه خالد العنتبلي، الذي حاول إقناعه بالانتقال لصفوف المارد الأحمر، لكن حبه للدراويش حال دون ذلك، وبعد وفاة والده عاد الساحر لاستكمال تدريباته مع الإسماعيلى.
طومسون
لمع اسم محمد حازم منذ كان بقطاع الناشئين بالإسماعيلي، وقرر طومسون، المدير الفني للفريق الأول أنذاك تصعيده وهو بعمر 17 سنة، لتكلل رحلته القصيرة بالعديد من الإنجازات، ويعد أبرزها حصوله على إشارة قيادة فريق الدراويش عن عمر 21 عامًا.
إنجازات الساحر
شارك محمد حازم مع الدراويش في 197 مباراة ببطولة الدوري، أحرز خلالهم 63 هدفًا، كما لعب 21 مباراة بكأس مصر، أما عن مبارياته الدولية فتقدر بـ 8 مباريات ببطولة دوري إفريقيا للأندية الأبطال، كما تمكن من احتلال صدارة هدافي الدوري الممتاز لموسمي 1984-1985 و1985 -1986، رغم وجود محمود الخطيب- الذي كان أحد أقرب أصدقاء الساحر- وغيره من أساطير كرة القدم بالثماننيات، وهو ما يعكس حجم وموهبة محمد حازم.
وأمام تألقه الكبير كان لابد من انضمامه للمنتخب الوطني، وهو بعمر الـ20 سنة فقط، وكانت أبرز إسهاماته مع المنتخب، هي تتويجه بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقيه عام 1986 التي استضافتها مصر، فضلًا عن حصوله على الميدالية الذهبية مع الفراعنة بدورة ألعاب البحر المتوسط.
سر صداقته مع بيبو
كانت الروح الرياضية التي يتحلي بها محمد حازم كلمة السر في صداقته الكبيرة بالكابتن الخطيب، وكانت شرارتها في مباراة الفريقين بالإسماعيلية عام 1980، عندما سقط على الخطيب كرسيا من مدرجات الدراويش أصاب ظهره، ليسارع محمد حازم بإخراج فريق الأهلي من الملعب بعد كسر ثابت البطل قفل ممر غرفة الملابس، وأنقذ "حازم" فريق الأهلي من كارثة محققة، ولكن كانت بدأية صداقة الخطيب ومحمد حازم، وفى معسكرات المنتخب تعززت صداقتهم.
الحادث المؤلم
استيقظت جماهير الدراويش يوم 12-11 على خبر موت محمد حازم وزملاء له بالفريق كالصاعقة، قبل ذلك بيوم 11- 11 – 1986 كانت الجماهير تهتف باسمهم خلال مباراة الإسماعيلي مع المحلة، وعقب المباراة استقل "حازم" سيارته إلى القاهرة ومعه فاروق حسنين، الإداري بالفريق، وعلي أغا، حارس المرمى، ومحمود جابر، وعند الكيلو 47 بطريق الإسماعيلية تقاطع مدخل وادي الملاك وقعت الحادثة الشهيرة ليتوفي محمد حازم وفاروق حسنين، ويلحق بهما على أغا بعد أيام.
مباراة الـتأبين
وسط دموع جماهير الدراويش وكل من حضر، أقام الإسماعيلي مباراة تأبين، بحضور ناديى الزمالك والمصري، وحرص عبد الأحد جمال الدين، رئبس المجلس الأعلى للشباب والرياضة على الحضور. مصادفات رقم 11 لم تخل حياة الساحر محمد حازم من رقم 11، حيث كان رقم العقار الذي يسكنه، ويصادف انضمامه لقطاع ناشئي الدراويش وتاريخ وفاته 11-11 - 1986.