"مسحراتي الإسماعيلية": كل شيخ وله طريقته باختلاف الزمن وطبيعته الشخصية

لانزال دائما في رحلة من البحث عن موروثاتنا وعاداتنا القديمة، التي ارتبط وجودها ببداية هجرة رسول الله صلي الله وعلي آلي وسلم، وفي البداية كان يمر  "المسحراتي" علي البيوت يدق أبوابها بعصاته الخشبية، يوقظهم وينبههم لموعد السحور وتناول الطعام قبل إطلاق مدفع الامساك.

وبدأ ظهور المسحراتي في مصر منذ مايقرب من 12 قرن مضي وتحديدا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر الي مصر ، وكان والي مصر العباسي إسحاق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلا في رمضان لإيقاظ اهلها لتناول وجبة السحور فقد كان يذهب سائرا علي قدميه في مدينة العسكر بالفسطاط الي جامع عمرو بن العاص وينادي في الناس.

ومع التطور والحداثة التي يشهدها العالم بين الحين والآخر، تغير شكل وهيئة المسحراتي القديم، والذي كان حاملا لطبلة كبيرة الحجم يدق عليها بقوة فيوقظ بها الجميع ويتنبه لموعد السحور.

ليستقل "التروسيكل " الحديث، يضع عليها الطبة الشهرة وبجوارة احفاده اللذين حرصوا علي التواجد مع جدهم "مسحراتي الإسماعيلية.

ولكن لم يقتصر الامر في التطوير علي هذا فحسب، ولكنه وصل الي تطوير البعض منهم للطريقة ايضا والكلام، ففي منطقة عرايشية مصر التابعة لحي ثاني الإسماعيلية، يأتي المسحراتي مرتان لإيقاظ الناس ففي المرة الاولي  ياتي مستقلا وابناءة للتروسيكل ،ولم يتفوه باي اناشيد او عبارات تدل علي كونه مسحر المنطقة، اما وفي المرة الثانية وفبل موعد الفجر بحوالي ساعة، يأتي ماشيا علي الاقدام يدق علي الطبلة قائلا " الله يا كريم رمضان كريم اصحوا يا نايمين" هذه العبارات التي لم نعتاد عليها من المسحراتي قبل ذلك، فلم نسمع او نعرف منها الا " اصحي يانايم وحد الدايم رمضان كريم ،يانايم وحد الدايم ياعافي وحد الله ،قوموا الي سحوركم جيه رمضان يزوركم.

هنا يقول الحج عربي مسحراتي المنطقة الذي رفض التقاتنا صور فوتوغرافية له: كل شيخ وله طريقته، وهذه الطريقة والعبارات اعتدت علي قولها كل عام ، وميزتني عن غيري من زملاء مهنتي.

أما عن خوفي من انقراض المهنة، فانا لا اخشي من ذلك وعلي قناعة ان مهنة المسحراتي لم ولن تموت ابا او تنتهي الا بانتهاء الزمن واختفاء شهر رمضان الكريم اعاده الله علينا وعلي الامة العربية بالخير واليمن والبركات.

ويختتم حديثه قائلا : آتي انا واولادي واحفادي خلال ايام عيد الفطر المبارك، متجولا في شوارع مدينة الإسماعيلية الجميلة، اعلم الناس بانقضاء شهرا مباركا ، فيأتوني يعطوا لي فطرة العيد والعيدية لأبنائي ، فالخير في امتي الي يوم الدين هذا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم.