د. إيمان ضاهر تكتب: وعاد إلينا رمضان شهر الرحمة والبركة
الحمد لله العلي العظيم، الذي خلقنا ولم يتركنا سدى، وأنعم علينا ببركة نعمة الوجود، ثم بنعمة التقوى والهداية بالإسلام، وأكرمنا بالرسول ذي الخلق العظيم، عليه الصلاة والسلام.
ربي، اجعلنا من أهل السداد والرشاد، من أصحاب الإحسان، والاقتداء بالأخلاق الحسنة، والإصغاء للأحاديث الشريفة والمباركة، في هذا الشهر الفضيل، لزيادة الكمال، والصلاح والخير، في جليل الأعمال.
شهر رمضان، أنزل فيه القرآن، معجزة هذا الدين الجميل، كدليل للبشر، وبراهين كالسيف القاطع، على الرؤية الصحيحة، والتمييز بين الخير والشر، الحق والباطل. إيمان المسلم في جميع الفصول، وساعات الحياة، التي يوهبنا الله، عز وجل، إياها لنحيا الحياة.
رمضان، إحياء للدنيا.
شهر البركة والرحمة، يربطنا رب العالمين بأجنحة السلام، ويرحم بالرحمة، ويبرئ المؤمن من أخطائه وذنوبه، غافرا له وكأنه مولود جديد.
الحمد لله الرحمن الرحيم ، الهادي للصراط المستقيم، وقد شرع للإنسان المؤمن ، شهر رمضان، مرة في السنة، أن يصوم أيامه، ويصلي ليله، وجعله من أركان الإسلام، دين الصواب والثواب. وتستقبل الدنيا رمضان، فتفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتبدأ النفس، بتواضعها وتطهيرها من أخطائها وتنقيتها بالصوم، والصلاة، وتلاوة القرآن، لصقل الأخلاق وترسيخ الحالة الجسدية، لإتقان ملكات الصبر والتقوى، ومضاعفة قدرة المرء، على مقاومة الإدمان بجميع أنواعه، والتخلي عن آثام الشيطان.
رمضان، هو الصوم الذي يحرر الإنسان ويسمح له بالتفكير بطرق عيش المحتاجين والفقراء، والشعور بهم، في حب الله عز وجل، فيتخلى بطوعه كصائم تقي، عن أطايب الدنيا وملذاتها، والتي تشكل بحد ذاتها، السر بين الصائم وربه، وهو جوهر الصوم والرسالة الروحانية منه.
رمضان، شهر الصوم، وتلين القلوب، وتحث على طريق التقوى والعبادة الطاهرة، والأخلاق المرفعة.. فنكون سعداء به، أنه أفضل من كل ما نكدسه من غنائم في هذه الدنيا.
الله أكبر، يا الله! اجعل هذا الصوم، درعا فعالا، ووقاية من الجحيم. قال النبي، الرسول المعلم، عليه الصلاة والسلام: "لكل مسلم دعاء مستجاب".
الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام.
رمضان، موسم الخير، سبيل التسامح، القاهر للكذب والغش والضلال، إنه التقرب من الله ."وإذا سألك عبادي عني، فإني قريب، وأجيب دعوة الداعي، إذا دعاني... فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي، لعلهم يرشدون....".
رمضان، تمهيد السبيل، فكل يوم صيام يسلب وجه الصائم، من لهيب جهنم، مكافأة، وفي الجنة باب الريان، تمهيد السبيل، للصائمين المؤمنين، يدخلون إليه ليستمتعوا، ويفتح يوم القيامة ويقال: "أين الصائمون فيقومون ويدخلون، ويغلق الباب إلى الأبد...".
إنه رمضان، شهر التوجيه والفطنة، والقرب من رب العباد لنستريح، من أحزان الدنيا، في قراءة القرآن: تلاوة خارقة للطبيعة. فضل الرحمن الرحيم، على المؤمن الذي آمن بصفاء وأمان. فالإنسان بدون إيمان، لا يتذوق طعم رمضان، السحري والروحاني، في الأبدان، ويجد نفسه متسولة، في العالم وكأنه في وسط بحر هائل، هائج، محروم من الدعم والإرشاد، لا شيء بوجهه إلا الهاوية، تبتلعه بلا عودة. أما المؤمن بكنوز الإسلام، وشهر الرفق، والرأفة، والحلم، والرحمة، والوئام والتقوى والإحسان، فلا خوف عليه من غضب الأمواج، فهو محاط برعاية رمضان، درع العناية الإلهية، دائما مستعدة لنجدته، وخلاصه، ليتمتع بالسعادة التي ينتظرها بحلول الشهر الموعود.
رمضان، أتأمل السماء في أول ليلة وتظهر لي أكثر جمالا وسحرا، من المعتاد، ويقشعر بدني، وأشعر وكأني في الربيع، شهر أزهار الإيمان، تتفتح عطرها، بفضل رضا الرحمن الرحيم، فيتناثر في كل بقاع الأرض، وكأنه عرس الأرض، فيكتمل إيمان الجميع، وأحس بأن الزمن توقف، عند هذه اللحظات، وكأنني ولدت من جديد.
تبارك الرحمن الرحيم، ورسوله ذو الخلق العظيم، على خلق هذا الدين، معجزة الحياة.
والحمد لله على نعمة الإسلام.