إنه من دواعي سرور الكاتب، أيا كان نوع كتابته، مقالا، أو قصيدة شعرية، أو قصة سردية، أو غير ذلك من صنوف الكتابات المختلفة، التي تبدأ من خاطرة تدور بخلد صاحبها ثم يدبرها في ذهنه كيفما يشاء إلى أن تصير واقعا ملموسا متجسدا على الصفحات الورقية أو المواقع الإعلامية المعتبرة.
فإنه مما يجعل الكاتب فرحا مسرورا، بل ولا أخفيكم سرا، قد يطير طربا وفرحا عندما يجد من يهتم به وينشر هذا الفكر بعدما يضفي عليه صبغة لغوية تتمثل في دقة المراجعات اللغوية التي تثري هذا العمل وتزيده رونقا وجمالا على رونقه وجماله ، فيستشعر حلاوته من خلال متابعة القراء له مما يزيده تشجيعا، فيحلق بأفكاره في فضاء رحيب فيبدع أكثر وأكثر محاولا أن يخرج أفضل ما في جعبته.
هكذا حال كل مبدع في مجاله، ينتظر الفرصة التي تخرج ما بداخله من حيز الوجود بالقوة إلى حيز الوجود بالفعل.
وهذا ما لمسناه في روزاليوسف القومية بإصداراتها المتنوعة.
روزاليوسف متنوعة تبحث عن كل ما هو واقعي وجديد، الجريدة الورقية، البوابة الإلكترونية، دأبهما وديدنهما المواكبة والمعاصرة، تسعى رئيس مجلس إدارتها ورؤساء تحريرها، سواء الصحيفة الورقية أو الموقع الإلكتروني إلى مواكبة الحدث، فلا تغيب عنها شاردة ولا واردة، ولا كل ما يهم واقعنا المصري المعاصر الذي في صيرورة وتغير كل يوم، وتلك سنة كونية لا يمكن لأحد مخالفتها.
نعم واقعنا المصري المعيش يعج بالقضايا والمشكلات سواء مشكلات اقتصادية، أو ثقافية، أو اجتماعية، وهنا يأتي دور الصحف، فالصحافة عين الشعوب التي تنقل ما تعانيه الشعوب عبر أدواتها المختلفة للمسؤولين حتى يجدوا حلولا لهذه المشكلات، فيستشعر المواطن أن هناك من يهتم به ولا يتركه هملا، وهذا هو دور وسائل الإعلام الصادقة دون تزييف للواقع أو تجميل له وإنما نقله كما هو بحلوه ومره حتى لا يكون المسؤول في واد والشعب في واد آخر.
ليس هذا وحسب بل تغطية مستمرة لكل الأحداث الجارية على الصعيد الإقليمي والدولي، وشاهدي على ذلك متابعة ما يجري على أرض الواقع في فلسطين وخصوصا غزة، وإبرازها للدور المصري الرائد ومواقف الرئيس الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية الرافضة رفضا قاطعا لفكرة التهجير، وتبني فكرة لا للتهجير، نعم للتعمير.
عندما التقى فخامة الرئيس بالهيئات الإعلامية العليا، وخرج علينا المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، قائلا، فإنه من وصايا الرئيس، البحث عن المواهب والوجوه الشابة، وادعموها بخبرات الكبار.
تذكرت على الفور روزاليوسف العريقة، وتذكرت رئيس تحريرها الأستاذ الفاضل أيمن عبد المجيد، وتذكرت إحدى تلميذاتي في مرحلة الليسانس الآنسة سارة هليل، وتذكرت حوارا دار بيني وبينها في المحاضرة، اكتشفت خلاله حاسة الفتاة الصحفية وبعدما انتهت المحاضرة سألتها، هل تتدربين في الصحافة، ردت قائلة نعم أتدرب في روزاليوسف مع الأستاذ أيمن عبد المجيد رئيس التحرير الذي دوما ما يبحث عن المواهب الشابة متبنيا إياهم.
ومن هذا الموقف الرائع أدركت أننا ما زلنا بخير طالما موجود أمثال هذا الكاتب الصحفي الكبير، أولئك الذين لا يتعاملون بأنا عليا مع الناس، بل يسعون وجل اهتمامهم الكشف عن مثل هذه المواهب.
نعم روزاليوسف راع رسمي للمواهب.. تبحث عن كل موهبة وتقف خلفها تدفعها دفعا إلى الأمام، وأشهد على ذلك أمام الله.
فمن كان يعرف عادل القليعي، نعم هو معروف أكاديميا، لكن صحفيا لا أحد يعرفه، وهذا اعتراف مني بذلك، من الذي اكتشف موهبته في كتابة فن المقال، أقولها بكل فخر روزاليوسف، وبالتحديد بوابة روزاليوسف الإلكترونية، كيف، طلبت من تلميذتي أن ترسل مقالا من مقالاتي إلى رئيس تحرير البوابة وقتها الأستاذ أيمن عبد المجيد.
أثنى على المقال وتواصل معي وأعطاني رقم الحبيب الأستاذ وائل محمود مسؤول نشر المقالات على البوابة ومن حينها ومنذ أربع سنوات تقريبا لم أتوقف عن الكتابة على بوابة روزاليوسف، بل ولا أخفيكم سرا كانت فاتحة خير لي ولنشر فكري فذاع صيت مقالاتي في كل الصحف المصرية القومية والحزبية تقريبا.
بل وبعد فترة انتقلت مقالاتي من قائمة الأقلام الزائرة إلى المقالات، مقال ثابت أسبوعيا تنشره البوابة كل يوم جمعة.
إن بوابة روزاليوسف التي أنتمي وبكل فخر إلى قائمة كتابها مع رئيس تحريرها الجديد الأستاذ أحمد إمبابي وفي سعيها المستمر إلى القمة والصدارة، نقول له هنيئا لكم رئاسة تحرير البوابة وهنيئا للبوابة بكل هيئات تحريرها بكم، حتى وإن لم ألتقيكم لكنني تعرفت عليكم من خلال مقالاتكم الممتعة فسر على بركة الله متمنين لكم المزيد من النجاحات للارتقاء بهذه المؤسسة العريقة والارتقاء بهذا الصرح الإلكتروني الذي تديرونه في عالم جديد متغير، عالم الذكاء الاصطناعي، وعالم الرقمنة، فضاء افتراضي يخترق الزمكانية، أي يصل إلى الجميع من خلال ضغطة زر، وهذه مسؤولية عظمى تقع على عاتقكم من خلال فكرة الانتقائية.
لكن الشيء بالشيء يذكر، نعم نكتب على البوابة الإلكترونية، وهذا جد رائع، لكن وهذه مناشدة للسيدة الفاضلة رئيس مجلس إدارة روزاليوسف الأستاذة القديرة هبة صادق، لماذا لا تكون هناك صفحات ورقية لمقالات الرأي، وهذا يدعم الصحافة الورقية فواهم من ظن أن الفضاء الإلكتروني سيبطل عمل الصحافة الورقية، فكما أن هناك عشاقا للصحافة الإلكترونية، فإن هناك قراء لا يزالون مهتمين بالجريدة الورقية، ومن هذا المنطلق أناشد سعادتها، وسعادة رئيس تحرير الجورنال الورقي الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد أن يجعلا هذا الموضوع في دائرة اهتماماتهما لا أقول أسوة بالصحيفة الورقية الفلانية، فروزاليوسف صرح إعلامي يتأسى به الجميع.
حقا الكتابة على صفحات بوابة روزاليوسف ممتعة لا أقول ذلك رياء أو نفاقا وإنما هذه حقيقة، فنحن نكتب حبا في الكتابة، وعشقا أيضا للكتابة، وما يزيدنا عشقا أننا نجد أنفسنا وسط هذه الكوكبة الرائعة من الكتاب، فكل كاتب يعد مدرسة أتعلم منها.
حفظ الله روزاليوسف ورئيس مجلس إدارتها ورؤساء تحريرها، وجميع محرريها، وجميع طواقمها الفنية والإدارية.
أستاذ الفلسفة بآداب حلوان



