

د. راندا رزق
مصر قلب الإنسانية النابض بالمنطقة
تكمن أهمية اليوم العالمي للإنسانية في كونه منصة عالمية لتعزيز الوعي بقضايا اللاجئين والنازحين والضحايا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها العاملون في الحقول الإنسانية وسط المخاطر والصراعات.. يدعو هذا اليوم الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لتكثيف الجهود من أجل تحسين حياة الملايين الذين يعانون من الفقر والحروب والكوارث الطبيعية، وضمان استمرار الدعم الإنساني الشامل والمتكامل.
في هذا السياق، تبرز مصر كدولة تمتلك تاريخًا طويلًا من العمل الإنساني والتضامن، حيث يحتل الدعم لجهود الإغاثة والتنمية الإنسانية مكانة بارزة في سياساتها الدولية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. منذ توليه الحكم، أتبعت مصر نهجًا واضحًا يعتمد على تقديم يد العون للدول الشقيقة والصديقة، خصوصًا في أفريقيا والشرق الأوسط، سواء من خلال المساعدات المالية أو بالمشاركة في عمليات الإغاثة والطوارئ.
مصر لم تكتفِ بدعم الجهود الإنسانية على المستوى الخارجي فقط، بل أولت اهتمامًا خاصًا أيضًا للقضايا الإنسانية داخل حدودها، من خلال تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة تستهدف تحسين مستوى حياة المواطنين ورفع معدلات الفقر والبطالة. المبادرات الرئاسية مثل "حياة كريمة" و"مشروع المليون ونصف المليون فدان"، تعكس رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف الأسر الأكثر احتياجًا، هذا إلى جانب دعم مصر للملاجئ ومراكز الرعاية الصحية والتعليم في المناطق النائية.
كما تلعب مصر دورًا محوريًا في الإطار الإقليمي والدولي، من خلال المشاركة الفاعلة في المنظمات الإنسانية، ودعم تنظيم المؤتمرات الدولية التي تركز على تعزيز التعاون الإنساني وحماية حقوق اللاجئين والنازحين. وتعمل مصر على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالأزمات، مثل قطاع غزة، واليمن، والسودان، عبر جهود دبلوماسية وإغاثية متواصلة.
ومن أبرز المبادرات التي دعمتها مصر في مجال القضايا الإنسانية مبادرة "حياة كريمة" التي ركزت على تحسين مستوى المعيشة في الريف المصري عبر توفير خدمات صحية وتعليمية وبنية تحتية أساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، وكذلك مشروع المليون ونصف المليون فدان، الذي يهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، مع توفير فرص عمل للشباب وتحسين دخل الأسر في المناطق الريفية، إضافة إلى دعم قطاع التعليم والصحة، وتحديث المدارس والمستشفيات، وتوفير معدات طبية حديثة، وإطلاق حملات للكشف المبكر على الأمراض في المناطق الفقيرة.
كذلك لا يمكن أن نغفل ملف مساعدات اللاجئين والنازحين، فمصر تستضيف آلاف اللاجئين من دول مجاورة، وتقدم لهم خدمات تعليمية وصحية، وتعمل مع منظمات دولية لضمان توفير الحماية والدعم وتعمل على تيسير وصول المساعدات إلى غزة وسوريا واليمن من خلال فتح معابر إنسانية وتنسيق مع الجهات الدولية لضمان وصول الإغاثة دون عوائق.
وتظل مشروعات الشباب والتمكين الاقتصادي، وبرامج لتدريب الشباب على مهارات حديثة وتمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة لتمكينهم اقتصاديًا.
فمصر تجمع في مشروعاتها بين التنمية والإغاثة، تأكيدًا لدورها كقلب إنساني نابض في المنطقة.
باختصار.. اليوم العالمي للإنسانية يشكّل فرصة للاعتراف بدور مصر كقوة فاعلة في الساحة الإنسانية، حيث تجمع بين العمل الوطني والاهتمام الدولي، مستندة إلى قيادتها السياسية ورغبتها في تقديم نموذج رائد في التضامن والتعاون من أجل بناء عالم أكثر عدلًا وإنسانية.
واليوم العالمي للإنسانية هو مناسبة عالمية تحتفي بها الأمم المتحدة سنويًا في 19 أغسطس، لتكريم جهود العاملين في المجال الإنساني حول العالم وتسليط الضوء على أهمية التضامن والتعاون الإنساني في مواجهة الأزمات والكوارث. هذا اليوم يذكرنا بقيمة الحياة البشرية والكرامة والحقوق الأساسية لكل إنسان، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو خلفيته، ويشجع على تعزيز ثقافة العطاء والتسامح والمحبة في المجتمعات.
د. راندا رزق - عضو المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية