الماسيترو صالح سليم بطل إمساكية اليوم
شيماء حلمي
وفي امساكية اليوم الثالث من رمضان تتواجد معانا اسطورة جديدة من أساطير و رموز النادي الاهلي و الذي يعد نسرالأهلى الخالد، أعظم الرياضيين فى تاريخ مصر، وأشهر أساطير الإدارة، الأسطورة الرياضية المايسترو صالح سليم.
نشأة صالح سليم
ولد صالح سليم في 11 سبتمبر عام 1930 في حي الدقي بمحافظة الجيزة ووالده هو الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر، ووالدته هي السيدة زينب الشرف، التي كان والدها من أشراف مكة المكرمة قبل انتقاله للعيش في تركيا ومنها إلى مصر. و كعادة أساطير و عمالقة عالم الكرة عشق صالح سليم رياضة كرة القدم منذ نعومة أظافره، و كان دائما ما يقوم باللعب مع جيرانه بالحي حتى التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944 ، ويرجع الفضل في الكشف عن موهبة مايسترو النادي الاهلي هو حسين كامل المشرف علي فريق الاشيال بالمارد الاحمر ، لينضم صالح الي صفوف القلعة الحمراء بعمر الثالثة عشر.
صالح سليم وبداية رحلته الكروية
تدرج المايسترو داخل جدران القلعة الحمراء حتى انضم في عمر السابعة عشرة لصفوف الفريق الأول فلعب مع الفريق الاول ليكون احد أفضل لاعبي خط الوسط بالنادي الاهلي . وتألق صالح سليم مع الاهلي ونجح في حصد العديد من البطولات ، في رحلة استغرقت 23 عاما ، تكللها فترة انفصال بسيطة دامت لثلاث سنوات لتحقيق حلم الاحتراف بالخارج ، حيث انضم الي فريق جراتس بالنمسا عام 1963 ، ثم عودته مرة أخرى للقلعة الحمراء ، وإكمال مسيرة نجاحه حتى عام 1967 .
بطولات المايسترو مع الأهلي
يعد احد اسباب اشتهار صالح سليم بالمايسترو نظرا لتمكنه من قيادة الاهلي للترويج بالعديد من البطولات ، و التي كان جزءا منها كلاعب ، حيث حقق مع الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها صالح منذ بداية بطولة الدوري لكرة القدم عام 1948، فضلا عن الفوز 8 نسخ من بطولة كأس مصر، كما توج بكأس الجمهورية العربية ، بينما اوضح صالح بنفسه ان سبب اشتهاره بلقب المايسترو وفقا لاحد المجلات الرياضية هو طريقة لعبه المميزة كونه لاعب خط وسط و صانع ألعاب فكان يتولي مهمة بتمرير الكرة للاعبين و توزيعها عليهم ، لبناء الهجمات الامر الذي يشبه بحد كبير دور المايسترو في قيادة فرقته الموسيقية.
صالح سليم بالمنتخب الوطني
و على المستوى الدولي ، شارك صالح بشكل اساسي مع المنتخب الوطني طوال فترة لعبه الدولية، و تعود بدايات انضمام صالح سليم إلى منتخب الوطني الي عام 1950، و تمكن صالح من قيادة المنتخب بالفوز و التتويج بكأس بطولة الأمم الإفريقية عام 1959، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية ب روما عام 1960.
٧ أهداف في لقاء واحد
ينسب الي صالح سليم انفرادها بكونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف ، بينما يمتلك المايسترو في رصيده الكروي من الاهداف 101 هدف ، منها 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس.
إداري محنك علي غرار كونه لاعبا محنك
يعد صالح سليم أحد أفضل الرؤساء التي مرت بتاريخ القلعة الحمراء ، حيث تمكن المايسترو من اسر قلوب عشاق القلعة الحمراء من خلال أتباعه و ارسائه لعدد من القواعد التي اصبحت فيما بعد تعد بمثابة قوانين تدار بها القلعة الحمراء حتى الان .
بدأت حياة صالح سليم الإدارة داخل صفوف القلعة الحمراء، كمديرا للكرة عام 1971 ، الا انها لم تستمر سوى لعام واحد ، ليقرر صالح بان يترشح لخوض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بعد انتخابه لعضوية مجلس الإدارة ، الا انه خسر الانتخابات بفارق ضئيل امام رئيس النادي السابق عبدالمحسن كامل، حتى ع من جديد عام 1980 للترشح و استطاع تلك المرة من الفوز بالمنصب ، لتبدأ حقبة من عمر القلعة الحمراء لم تشهدها من قبل فقد ارسي عدد من الشعارات و السياسات التي ورثها ابناء النادي حتى الان والتي لا تزال تزين جدران القلعة الحمراء و تدار بها ، التي تعد اشرها "الأهلي فوق الجميع" والتي طبقها في عدة مواقف خلال فترة إدارته أشهرها استبعاده لنجمي الفريق وقتها التوءم حسام و ابراهيم حسن والتي اصبحت سياسة يتعامل بها جميع رؤساء مجلس إدارة النادي الأهلي ، فضلا عن مقولته التي توفي جماهير القلعة الحمراء حقها "الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه" .
وكسب صالح سليم احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة في مصر، وليس مشجعي النادي الأهلي فقط، بإخلاصه وحبه للنادي الأهلي وعطائه الذي استمر حتى وفاته عام 2002.
وفاة مايسترو القلعة الحمراء
توفي صالح سليم في صباح يوم السادس من مايو عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاما، اثر تمكن المرض اللعين منه ، و الذي قد عانى منه علي مدار ٤ سنوات قبل وفاته ، ليرحل و ليترك لكرة القدم مسيرة رياضية و ادارية يفتخر بها كل منتمي للقلعة الحمراء ، ويحترمها كل مشجعي كرة القدم.
جان السينما المصرية
ولم تتوقف اهتمامات و مواهب صالح سليم الي عالم كرة القدم ، بل فتحت له أبواب عالم السينما ، الا ان رصيده الفني لم يكن كبيرا كرصيده الكروي ، حيث شارك صالح في ٣ أفلام فقط هى" فيلم السبع بنات، فيلم الشموع السوداء، وفيلم الباب المفتوح ويرجع سبب قصر عمر رصيده الفني و دوره كممثل الي عدم اقتناع المايسترو بنفسه كممثل ، حيث قام يرفض العديد من العروض مؤكداً أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني.