عاجل
الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
العبادات بين الموسمية والربانية

العبادات بين الموسمية والربانية

العبادة ليست مجرد أداء الطقوس وإقامة الشعائر الدينية، بل لها مفهوم شامل يغطي جميع جوانب حياة الإنسان، حيث تشمل كل ما يرضي الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. 



 

تعتبر العبادات من أهم جوانب الحياة الروحية والإيمانية، وتتنوع أشكالها وممارساتها بين ما هو موسمي مرتبط بأوقات ومناسبات محددة، وما هو رباني مستمر وثابت في حياة المؤمن.

 

يُعد شهر رمضان وأداء مناسك الحج والعمرة وغيرها من الشعائر  والمناسبات والأعياد الدينية من الأوقات التي يكثر فيها كافة العبادات "فرائض ونوافل" ومنها: أداء الصلوات الخمس والتراويح بالمساجد، وصيام شهر رمضان، وإيتاء الزكاة، والطواف حول الكعبة، والسعي في فعل الخير ومساعدة المحتاجين والإحسان إلى الناس، وقراءة القرآن الكريم ،والحرص على صلاة التهجد، والإكثار في الدعاء وغيرها من العبادات، وهناك من يخفف أو يتوقف عن هذه العبادة بعد انقضاء المناسبة الدينية، وهذا ما يطلق عليه العبادات الموسمية. 

 

بينما العبادات الربانية هي التي تستمر على مدار العام، وتشمل الصلوات الخمس، والذكر وقراءة القرآن، والدعاء، وعمل الخير ومساعدة الآخرين، والتفكر والتدبر في خلق الله والتقرب إليه، وقد تتميز هذه العبادات بطابعها الدائم المستمر، الذي لا يرتبط بمناسبة أو وقت معين، حيث أنها تساهم في بناء علاقة قوية ورباط وثيق بين العبد وربه. 

 

يعد شهر رمضان محطة روحية عظيمة، وبعد انقضاء الشهر  المبارك وعيد الفطر السعيد، فاز من فاز وخسر من خسر، لذلك ندعو الله أن نكون من الفائزين المقبولين الذين غفر الله ذنبهم، وتقبل أعمالهم، وأعتق رقابهم من النار ، وينبغي على المسلم الأ ييأس أو يتوقف عن السعي نحو التقرب إلى الله تعالى، فباب التوبة والعمل الصالح مفتوح على مصراعيه طوال العام، وغير مرتبط بوقت محدد أو مكان معين. 

 

انتهز الفرصة وعوض ما مضى من الوقت  هباءًا ،دون أن تستفيد به في عبادة الله عز وجل، حيث أنه لاتزال هناك فرص عديدة لاغتنام الخيرات والتقرب إلى الله تعالى، كما أن الإسلام لا يعرف موسمية العبادات، بل يدعو إلى استمرارية الصلة بالله في كل زمان ومكان. فالله تعالى يقول: "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، واليقين هنا هو الموت، ونصيحتي لكم جميعا أن تسعوا جاهدين إلى أن تكونوا من أصحاب العبادات الربانية لا الموسمية. 

 

في النهاية، البعد عن الله وعباداته يسهم بشكل كبير فى أن يجعل المرء يقع فريسة سهلة ويرتكب العديد من الذنوب والمعاصي، لذا فإن تعزيز الالتزام بالقيم والمبادئ الدينية في جميع جوانب الحياة، والإخلاص في العبادة لوجه الله تعالى دون النظر لأي مصالح وفوائد دنيوية، قد يعمل على تهذيب النفس وتزكيتها، ويحقق السكينة والطمأنينة في النفس، وهنا يعيش العبد حالة روحانية وإيمانية صادقة وممتعة. 

 

ختامًا.. إن الغاية الأسمى التي يسعى إليها كل إنسان هي التقرب إلى الله وطلب الرضا والغفران، وذلك من خلال فهم مفهوم العبادة وتطبيقها كما يجب أن ينبغي، لتحقيق السعادة والطمأنينة في الدنيا والأخرة وحتى نفوز بالجنة. فمن كان يعبد رمضان فإنه ينقضي ويفوت، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز