أمريكا تعلن عن خطة لإعادة توطين عشرات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين على أراضيها
وكالات
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في تحمل مسؤوليتها تجاه اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك بين القوات الروسية والمقاومة الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الجمعة/ - إلى أنه على الرغم من التصريحات التي صدرت عن البيت الأبيض الأسبوع الماضي بأن الغالبية العظمى من اللاجئين الأوكرانيين يفضلون اللجوء إلى دول أوروبية، إلا أن مسؤولين أمريكيين أعلنوا أن أعدادا هائلة من اللاجئين الأوكرانيين يسعون إلى الوصول إلى الأراضي الأمريكية هربا من الصراع المسلح الدائر على أراضيهم.
وأوضحت الصحيفة أن كلا الرأيين صائب؛ حيث إن أعداد الأوكرانيين الفارين من بلادهم تجاوز 3.5 مليون، معظمهم من الأطفال والنساء وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ خطوات عملية لتحمل مسؤوليتها تجاه تلك الأعداد الضخمة من اللاجئين والتي أصبحت تمثل عبئا كبيراً على الدول المضيفة.
وأكدت الصحيفة أن البيت الأبيض أعلن أمس خطة لإعادة توطين ما يقرب من 100 ألف لاجئ أوكراني في أمريكا في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون أمريكيون أن إدارة الرئيس بايدن سوف تتخذ إجراءات عاجلة من أجل لم شمل اللاجئين الأوكرانيين مع أقاربهم المقيمين حالياً في أمريكا.
وتشير الصحيفة إلى أن حجم مأساة اللاجئين في شرق أوروبا يفوق الوصف؛ حيث إن أعداد اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا في أقل من شهر واحد فاقت أعداد الذين هجروا أفغانستان وجنوب السودان وميانمار مجتمعة بسبب عدم الاستقرار في هذه الدول.
وأضافت الصحيفة أن الدول المضيفة للاجئين الأوكرانيين، وعلى رأسها بولندا، التي استقبلت ما يزيد على مليوني لاجئ أوكراني، وبدأت تعاني من الضغوط التي تفرضها تلك الأعداد من اللاجئين على قطاعات عديدة من اقتصادها كالتعليم والرعاية الصحية والمواد الغذائية.
وفي ظل هذه الأوضاع، فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالسماح لحوالي 75 ألف لاجئ أوكراني بالإقامة والعمل داخل الأراضي الأمريكية لمدة 18 شهراً قابلة للتجديد، إلا أن هذه الأعداد غير كافية لتخفيف عبء اللاجئين علي الدول الأخري في ظل الأعداد الكبيرة التي تفر من أوكرانيا.
واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن واشنطن خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قامت بتقليص أعداد اللاجئين الوافدين إليها إلى الحد الأدنى، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استقبلت عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان الذين فروا من بلادهم في أعقاب سقوط أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان في العام الماضي، مؤكدة أنه بإمكان إدارة الرئيس جو بايدن استعادة الدور الأمريكي والمسؤولية التاريخية التي طالما تحملتها أمريكا لاستقبال اللاجئين.