الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حكاية الشاب مامادو

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

 قصة هذا الشاب من روائع الأساطير الإفريقية القديمة، وهي حكاية أسطورية ترجع في الغالب لحقبة العصر الوثني، ثم نالتها بعض التعديلات في العصر الإسلامي، وهو ما يتضح بشكل جلي من خلال تسمية الشاب مامادو، أو ممادو، أو أمادو بحسب بعض المرويات الإفريقية الأخرى.

 

ويقصد بتسمية مامادو: محمد، وأمادو هو أحمد باللغات الإفريقية التقليدية، تذكر الميثولوجيات الشعبية الإفريقية أنه كانت تلك الفتاة، التي سوف تقدم قُربانًا للثعبان (بيدا)، مخطوبةً لشباب من "طبقة النبلاء" Noble Birth، وكان خطيبها يُدعى: "ماماري ساكو" Mamari Sako. 

 

وبحسب روايات أخرى كان اسمه "مامادي" Mamadi أو "مامادو" Mamadou، وقيل: "أمادو" Amadou. وتذكر إحدى الروايات: "وحدث أنه في أحد الأعوام كانت الفتاه التي اختيرت للأضحية تدعى سيان أو سيا.. ولها رفيق يُدعى مامادي Mamadi". ويتضح لنا بروز العديد من التأثيرات العربية والإسلامية في متون "أُسطورة الثعبان بيدا". 

 

ويعتقد المؤلفُ بدوره، من جانب آخر، أن الأسماء العديدة لحبيب تلك الفتاة الواردة في الروايات الغانية مُشتقة في الأصل من اسم: (محمد، أو محمود، أو أحمد.. إلخ)، أما الاسمُ الشائع لذلك الشاب الإفريقي الذي يرد في أكثر متون تلك الأُسطورة: (مامادي) Mamadi. وسوف نستخدم في كتابنا الذي نحن بصدده الاسم الأكثر ذيوعًا (وهو اسم "مامادي"). ثم تروي هذه الأسطورة أن الشاب "مامادي" أُصيب بحزنٍ شديد لما علم بأن محبوبته سوف تكون قربانًا للثعبان المقدس ("بيدا").

  غير أن الشاب المكلوم كان قد عقد العزم على إنقاذ محبوبته من براثن هذا الثُعبان مهما كلفه ذلك الأمر من تضحيات، وكان لا بد أن يتخلص منه بأي وسيلة. وتذكر الأسطورة الغانية عن الشاب: "ولكي يُنقذ الشاب (مامادي) حبيبته من مصيرها المشؤوم قرر مامادي أن يقتُل الثُعبان بيدا".   

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي

تم نسخ الرابط