حكاية الذهب عند شعب الونقارة الإفريقي

اشتهرت مملكة مالي (596-874ه) بمناجم الذهب الكبيرة، التي جعلتها تفوق مملكة غانة التي كانت قد تأسست قبلها، واشتهرت هي الأخرى منها بـ"تجارة الذهب".

وذلك لأن سلاطين مالي ضموا لمملكتهم مناجم ذهب جديدة، لم تكن تحت سيطرة ملوك غانة. ولعل أهم تلك المناجم، التي نالت شهرة وصيتًا كبيرًا، تلك التي تعرف باسم: "مناجم الونقارة"، التي بسببها صارت مملكة مالي من أكثر بلاد الدنيا ثراءً بالذهب، وذلك إبان العصور الوسطى. 

ولهذا يقول الدكتور إبراهيم طرخان: "إن سيطرة مالي على حقول الذهب في ونقارة أدت إلى عظم ثروتها، ورخائها، وقوتها، فضلًا على شهرتها، حتى إن بلاد السودان الغربي ظلت أعظم مصدر للذهب لعالم البحر المتوسط منذ العصور الوسطى، حتى تم كشف أمريكا...". 

وكان سلطان مالي يتحكم في أكثر "مناجم الذهب" في بلاد السودان الغربي إن لم تكن كلها، لذا يقول المؤرخ أبو العباس القلقشندي (ت: 821ه/ 1418م): "إن في طاعة سلطانها بلاد مغارة الذهب...".

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي