عاجل
الثلاثاء 8 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
أبناء النيل
البنك الاهلي

أمانى أبوزيد رئيس مفوضية الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى لـ«روزاليوسف»: «حياة كريمة» أضخم مشروع لتنمية الريف فى إفريقيا

أمانى أبوزيد رئيس مفوضية الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى
أمانى أبوزيد رئيس مفوضية الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى

أرقام صادمة تحدثت عنها الدكتورة أمانى أبو زيد، مفوض البنية التحتية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة بالاتحاد الإفريقى، عن واقع ومعاناة الدول الإفريقية من نقص الطاقة، خلال مشاركتها فى مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول إيجبس ٢٠٢٢ فى دورته الخامسة، الذي استضافته القاهرة بحضور دولى ومحلى كبير.



خلال هذا المؤتمر الدولى الذي شهد حضورا إفريقيا رفيعا، استعرضت رئيس مفوضية الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الإفريقى، الإحصائيات الخاصة باستخدامات الطاقة فى إفريقيا وحجم إنتاجها ومعانا ملايين الأفارقة من نقص الطاقة، والفرص المتاحة فى القارة الإفريقية.

من هذا المنطلق، تحدثت الدكتورة أمانى أبو زيد فى حوار خاص لـ»روزاليوسف» عن حجم معاناة إفريقيا من الطاقة، رغم ما تذخر به من موارد، حيث يتم تصدير 70% من إنتاجها من البترول، كما أن 40% من الغاز العالمى المتكشف فى آخر 10 سنوات تم اكتشافه فى إفريقيا، ورغم ذلك هناك 900 مليون إفريقى يعانى من أساليب الطهى النظيف ويعتمدون على الحطب فى الطهى.

وتوقفت مفوض الاتحاد الإفريقى للطاقة مع مشروع حياة كريمة لتنمية الريف المصري، وقالت إنه أضخم مشروع تنموى فى إفريقيا، وغير مسبوق على مستوى القارة الإفريقية، كما أن توافر المياه النظيفة والطاقة والربط الرقمى هى 3 قطاعات قادرة على تحقيق نقلة نوعية فى حياة القارة الإفريقية.. وإلى  نص الحوار..  

 

 

■ داية نتحدث عن مشاركة حضرتك فى معرض مصر الدولى للبترول إيجبس ٢٠٢٢، وأهم المكاسب التي خرجت من هذا المعرض المهم؟

- سعدت جدا بحضورى مرة أخرى لمعرض مصر الدولى للبترول إيجبس 2022، المعنى بالبترول والغاز فى مصر والمنطقة، وسعدت استضافة مصر لهذا الحدث الكبير وهذا الزخم والحضور الكبير والشخصيات المشاركة من الوزراء والشركات الكبرى وشباب قطاع الأعمال، لأنه يأتى بعد انقطاع عامين، حيث كانت آخر مشاركة لى فى 2019.

 

 

■ خلال هذا المعرض كانت هناك مجموعة من الرسائل بخصوص وضع الطاقة فى القارة الافريقية، وتحدثنى عن أزمة الطاقة بإفريقيا حيث إن هناك 600 مليون إفريقى يفتقدون للكهرباء، ما أبرز تحديات القارة الإفريقية فى ملف الطاقة والكهرباء؟

- القارة الإفريقية، هى قارة غنية جدًا بالموارد، ولا يوجد معدن أو مورد طبيعى إلا وموجود بوفرة فى إفريقيا، ويعتمد عليه فى العالم فى التصنيع، فمثلا الموبايل الذي أتحدث منه به بطارية تعتمد على اللثيوم، هذه المادة مصدرها من إفريقيا، فمن غير المعادن والموارد الخام فى إفريقيا ما كانت هناك نقلة عالميًا، مثل نقلة الاتصالات.

وفى نفس الوقت إفريقيا هى الأسرع نموًا من حيث عدد السكان، كما أنها القارة الأكثر هجرة للناس من القرى للمدن، وبالتالى الاحتياجات بالنسبة للطاقة كبيرة، فمثلا الطموحات فى القارة الإفريقية عالية، حيث نتحدث عن الصناعة والتصنيع والتحول الرقمى، وكما تعلمون التحول الرقمى قائم على أن يكون لديك طاقة وكهرباء حتى تكون هذه التكنولوجيا موجودة.

كما أن جائحة كورونا أضافت لهذه الاحتياجات: حيث إننا وجدنا أنه فقط 28% من المراكز الصحية فى الدول الإفريقية جنوب الصحراء هى التي لديها طاقة كهربائية يمكن الاعتماد عليها، وهذا رقم صعب ويعكس مدى الحاجة للطاقة والكهرباء فى إفريقيا.

كما أن هذه المراكز تحتاج لتبريد وسلسلة حفظ للقاحات كورونا وبروتوكولات العلاج فى هذه البلاد، حتى تحافظ على لقاحات كورونا، وبالتالى لا أحد يتصور حجم الاحتياج للطاقة الكهربائية فى إفريقيا.

بُعد آخر وهو الطاقة المستخدمة فى الطهى بكثير من دول إفريقيا، حيث تعانى كثير من دول إفريقيا من استخدامات منزلية للطاقة غير نظيفة مثال الحطب والمواد العضوية غير المعالجة، وذلك رغم أن القارة غنية بمصادر الطاقة.

غير أن 70% من البترول فى إفريقيا يتم تصديره للخارج فى صورته خام، ولا يتم حتى استخدامه فى صناعات تحويلية إلا فى عدد قليل من الدول على رأسها مصر، وأيضًا الغاز يتم اكتشافه بشكل متسارع فى القارة، فهناك السنغال وموريتانيا وموزمبيق وغيرهم تم اكتشاف الغاز فيهم مؤخرًا وتنعقد عليه آمالا كبيرة لشعوبهم.

وللعلم فإن ٤٠% من الغاز المكتشف فى العالم خلال العشر سنوات الأخيرة تم اكتشافه فى القارة الإفريقية، وأيضًا تتمتع القارة بموارد أخرى للطاقة فهى تتمتع بالشمس، ومصادر مائية ضخمة، وبالرياح، والطاقة الكامنة فى الأرض ذات الطبيعة البركانية بشرق إفريقيا، كل هذه مصادر للطاقة المتجددة.

ورغم هذا التنوع الهائل فى مصادر الطاقة، إلا أن أكثر من نصف سكان القارة يعانى من عدم النفاذ للكهرباء، و900 مليون إفريقى وإفريقية يفقتد لمصادر الطهى النظيف ويعتمد على الحطب فى طهى الطعام، وبالتالى كان لزاما أن نأخذ خطوات حاسمة لسد احتياجات القارة الإفريقية من الطاقة.

 

 

■ كما تحدثتى عن ملف الزيادة السكانية لأن إفريقيا الأسرع نموا فى السكان، ما حجم احتياجات القارة الإفريقية من الطاقة لتلبية احتياجات سكانها؟ 

- كما تحدثنا عن النمو السكانى المتسارع فى إفريقيا، فالقارة الإفريقية تحتاج إلى 4 أضعاف إنتاج الطاقة الحالية حتى تلبى احتياجاتها واحتياجات سكانها من الطاقة، فوفقا لوتيرة الإنتاج الحالية لن نستطيع أن ننتج أكثر من 600 جيجا من الطاقة بحلول 2030، لكن يلزمنا 1.7 تيرا، أى 4 أضعاف الإنتاج الحالى.

وهناك فجوة تمويلية ضخمة جدًا، ولا يصح فى هذه الظروف أن نستبعد مصدرًا من مصادر الطاقة، فلابد من الاعتماد على كل مصادر الطاقة، حيث ليس من المنطق أن نوقف استثمارات فى الغاز فى ظل هذه الظروف و لكن ننتقل تدريجيا الى الطاقة النظيفة بما تسمحه ظروفنا.

 

 

■ خلال معرض إيجيبس 2022 كان هناك حديث من الرئيس عبد الفتاح السيسي عن معاناة إفريقيا من الطاقة، رغم ما بها من موارد، فى رأيك كيف يمكن استثمار الإمكانيات الإفريقية خصوصا فى مجال الطاقة والبترول والغاز؟

- القارة الإفريقية لا تتحدث عن مساعدات، لكنها تتحدث عن استثمارات، والرئيس السيسي تحدث فى كلمته بمعرض مصر الدولى للبترول إلى الشركات الكبرى فى هذا المجال، بأن هناك فرصة ضخمة جدا للاستثمار فى إفريقيا، وبالفعل أكبر فرصة للاستثمار فى العالم فى مجالات الطاقة والبنية التحتية موجودة فى القارة الإفريقية، وبالتالى هناك فرصة قوية جدًا للاستثمار فى القارة.

الفجوة التمويلية هناك مفاوضات تتم من خلال شراكات مثل المؤتمر متعدد الأطراف، وهناك أيضا تمويل الدول النامية 100 مليار، وبعد الجائحة نحتاج مثلهم مرتين أو ثلاثة فى العام الواحد وذلك بسبب الآثار الاقتصادية للجائحة، لأن دول قليلة فى العالم التي استطاعت أن تحقق معدلات نمو إيجابية بعد الجائحة مثل مصر.

والقارة الإفريقية رغم أنها لم تشهد معدل إصابات مرتفع مثل مناطق أخرى فى العالم، إلا أنها تأثرت اقتصاديا بشكل كبير، وهناك مشروعات كبيرة فى القارة توقفت نتيجة ظروف الجائحة.

 

 

■ كرئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقى المعنية بالطاقة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات، كيف يمكن الاستفادة من التجربة المصرية فى هذه المجالات؟

- نحن نتحدث عن ضرورة وجود تمويل إفريقى إفريقى، بأن تقوم شركات إفريقية بعملية الاستثمار، وأن يكون هناك أيضًا الخبرة الإفريقية بالاستفادة من القدرات الفنية فى إفريقيا، وتحدثت عن أن مصر لديها خبرات رائعة فى مجالات الطاقة ومجالات أخرى كثيرة، وندعم ونشجع دول القارة الإفريقية على الاستفادة من الخبرات المصرية فى هذا المجال.

أيضًا توطين الغاز فى مصر واستخداماته المنزلية، ولدينا مثلا مشروع عملاق فى مصر وهو حياة كريمة، وأن من أولويات المشروع نقل الغاز إلى 4 ملايين أسرة فى الريف، فهذه نقلة نوعية كبيرة جدًا.

 

 

■ تحدثت عن أن الريف فى إفريقيا يتحتاج لأولويات المياه والطاقة والربط الرقمى، فى هذا الإطار كيف ترى مشروع حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري؟ وإلى أى مدى يمكن أن يكون نموذجا للتنمية لقرى الريف فى إفريقيا؟

- القارة الإفريقية 55 دولة تتفاوت فيما بينها فى التنمية وحتى بين القطاعات وبعضها، ولكن هناك تفاوت فى مستوى التفاوت، بمعنى تفاوت بين الريف والحضر، وعادة الاهتمام بالمناطق الحضرية والمدن، لكن عندما تأتى الدولة المصرية وتقول إنه لا يمكن أن نستمر بهذا الوضع ويجب أن يكون للريف نهضة حقيقية، بمشروع ضخم وهو حياة كريمة، بالأرقام الكبيرة والأعداد المستفيدة منه وهى ملايين الأسر حوالى 60% من سكان مصر، وبالتالى فهذا وضع غير مسبوق القارة الإفريقية.

وهناك 3 قطاعات هى التي ستحقق النقلة النوعية فى حياة القارة الإفريقية بما فيهم مصر، وهى المياه النظيفة — وهى شريان حياة، والقطاع الثانى الطاقة والقطاع الثالث الربط الرقمى.

ومن الأمور الجيدة جدا أن يتم أيضًا ربط رقمى لقرى الريف المصري التي يتم تطويرها ضمن مشروع حياة كريمة، وهذا رائع لأن الربط الرقمى لا يمكن الاستغناء عنه، لأنه الأساس فى توفير الخدمات والأساس فى الوصول للخدمات الحكومية وفى المعاملات المالية، وللتعليم و الصحة، وفى كل المجالات.

هذه القطاعات الثلاثة يتم تحقيقها ضمن مشروع حياة كريمة، وأنا أحى الدولة المصرية على هذا المشروع الضخم غير المسبوق.

 

 

■ فى ملف الطاقة، قطعت مصر شوطًا كبيرًا فى تنوع مصادر الطاقة وأصبحت مركزا إقليميا لإنتاج وتصدير الطاقة وخصوصا الكهرباء، كيف يمكن الاستفادة من التجربة المصرية فى هذا الملف لتصدير الطاقة والكهرباء لدول الجوار الإفريقى، خصوصًا أن مصر نجحت فى تحويل العجز لفائض إنتاج ثم لمشروعات ربط مع دول الجوار فى 7 سنوات؟

- هو السؤال كيف تم ذلك فى مصر؟ الإرادة السياسية هى الفارق فى هذه المشروعات، فنجاح هذه المشروعات بالأساس تم لوجود إرادة سياسية ورغبة حقيقية للإنجاز والعمل ومواجهة الصعاب والتحديات مصحوبة برؤية ثاقبة مدروسة وعمل دؤوب.  واليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث عن أرقام ضخمة جدًا من العمل والإنجاز والتكلفة.. فهذا أمر يستحق التقدير والإشادة.

وبالتالى كان لابد من البداية أن تكون هناك الإرادة السياسية، والرؤية الثاقبة، حتى نستطيع أن نوفر سكنًا جيدًا وتعليمًا جيدًا وصحة جيدة للمواطنين.

بالإضافة لذلك لدينا فى مصر فنيين وخبرات على أعلى مستوى، ولو نظرنا للخبرات المصرية فى مجال البترول والغاز والكهرباء، سنجد الأطقم فى هذه الوزارات على درجة كبيرة من الكفاءة.. وأنا أرى من حقق النهضة فى مجال الكهرباء فى مصر سيدات يعملن فى وزارة الكهرباء، وهن يستحقن الإشادة وإظهار جهدهن، ومنهن قيادات فى الوزارة، ونفس الشىء فى وزارة البترول التي تخصص يوم للمرأة فى قطاعى البترول والغاز وسبق وأن شاركت فيه من قبل.

ونحن نحتاج فى كل قطاعات البنية التحتية ليس فقط مهندسات، ولكن أيضًا صاحبات شركات ورائدات أعمال ومديرات فى مشروعات ضخمة ونريد أن تكون السيدات فى هذه القطاعات الكبيرة.

 

 

■ كيف يمكن تصدير هذه الخبرات المصرية لإفريقيا، والاستفادة منها على مستوى القارة؟

- على أكثر من مستوى، ونحن فى مفوضية الاتحاد الإفريقى صوت إفريقيا فى العالم وفى كل المحافل، ولدينا لجان وزارية فى كل قطاع سواء بنية تحتية أو طاقة أو نقل أو كهرباء، ومصر كانت على ترأس اللجنة الوزارية للكهرباء حتى يونيو الماضى، وأيضًا فى مجال الرقمنة وإسهامات مصر كانت كبيرة جدًا لوضع الرؤى.

وتحدثت عن السوق الإفريقية الموحد للكهرباء، وإن شاء الله تم إطلاق مشروع هذه السوق الاتحاد الإفريقى فى ظل رئاسة مصر للجنة الوزارية لقطاع الكهرباء فى الاتحاد الإفريقى، والسوق الإفريقية الموحد للكهرباء AFSEM سيكون أكبر سوقا لتبادل الطاقة الكهربائية فى العالم بحلول 2040.

هذا بجانب إسهام الخبرات الفنية المصرية، وأنا أعلم أن عددا كبيرا من الشركات المصرية أن تعمل فى القارة الإفريقية بالفعل، أيضا هناك محافل مثل المؤتمر الدولى للتغيرات المناخية COP27، حيث حصلت مصر على رئاسة هذا المؤتمر من خلال المنصة الإفريقية، حيث يطلق عليه قمة المناخ الإفريقية، ونحن نلقى آمالًا عليه لدعم القضايا الإفريقية.

 

 

■ بمناسبة قمة التغيرات المناخية، وهى من القضايا المهمة التي تولى مصر لها أولوية هى قضية التغيرات المناخية، كيف تدعمون الجهود المصرية لاستضافة قمة المناخ COP27 فى شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل؟

- ما تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى معرض إيجيبس 2022، ونريد أن يسمعه العالم، فجميعنا معنيين بقضية المناخ ولو أن القارة الإفريقية هى الأقل فى العالم تسببًا فى الانبعاثات الحرارية حوالى 3%، ولكن الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية، ونتحدث عن التحول العادل للطاقة النظيفة، حيث يجب الوضع فى الإعتبار وضع الطاقة فى القارة الإفريقية.  

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز