عاجل
الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مملكة "مقديشو" ومملكة "كلوة"

د. إبراهيم محمد مرجونة
د. إبراهيم محمد مرجونة

تعد مملكة مقديشو من أشهر ممالك الطراز الإسلامي، والتي أسسها في عام (285هـ-908م) 7 إخوة هاجروا على رأس مجموعة من قبيلة بني الحارث في أواخر القرن الثالث الهجري، وأصبحت مملكة قوية ذات شوكة ونفوذ حتى وصفها الرحالة المسافرون بأنها “مدينة الإسلام المشهورة”، “كثيرة المساجد عظيمة العمران”.



 

وتمكن بنو الحارث مع السكان الصوماليين الأصليين من إنشاء مدينة أخرى سميت مركة، وهي تقع على بعد نحو 100 كم جنوب غرب مقديشو اليوم.

 

وسادت مملكة مقديشو المنطقة كمركز تجاري مهم ينبض بالحياة، ويعج بحركة التجار، ويقبل عليه المسلمون الأفارقة من كل مكان لأداء الصلاة في مسجدها الكبير، وبقيت متصدرة السيادة في المنطقة زهاء سبعين عامًا، إلى أن أنشئت إمارة كلوة في الجنوب فنافستها في السيادة. 

 

 

وتجدر الإشارة إلى أن الرحالة الشهير ابن بطوطة زار مملكة مقديشو سنة 731هـ، ووصف بعض مظاهر الحياة فيها.

 

 

مملكة كلوة

 

هي المملكة التي أنشئت بعد مملكة مقديشو، وأسسها الشيرازيون (365-902هـ/ 975-1499م) بقيادة علي بن الحسن بن علي الشيرازي وبنيه، وعاصمتها كُلْوَة التي اشتهرت كقاعدة ومركز كبير لنشر الإسلام والثقافة الإسلامية بين القبائل الإفريقية في الساحل، وفي داخل المنطقة.

 

 

وهذا ما أجمعت عليه المصادر العربية القديمة بخلاف المصادر التي تنسب تأسيس هذه السلطنة إلى جماعة هاجروا في عهد عبد الملك بن مروان.

 

 

وسيطرت هذه المملكة على جزر كثيرة لساحل شرق إفريقيا والجزر المواجهة، وامتد نفوذها على المدن المجاورة، مثل مومباسا وزنجبار، والبعيدة مثل جزر القمر، وشهدت الممالك على طول الساحل من مقديشو شمالًا إلى سفالة وموزمبيق جنوبًا لسلطان كلوة، على أنه الأقوى في ذلك الزمان. 

 

 

وقال ابن بطوطة يصف كلوة: “وركبنا البحر إلى مدينة كُلْوَة وهي مدينة عظيمة ساحلية أكثر أهلها لهم شرطات في وجوههم، ومدينة كلوة من أشهر المدن وأتقنها عمارة، وكلها بالخشب والأمطار بها كثيرة، وهم أهل جهاد لأنهم في بر واحد متصل، والغالب عليهم الدين والصلاح، وهم شافعية المذهب”.

 

 

وأضاف الرحالة الشهير: “وكان سلطانها في عهد دخولي إليها أبو المظفر حسن، ويكنى أيضًا أبا المواهب لكثرة مواهبه ومكارمه، وكان كثير الغزو إلى أرض الزنوج يغير عليهم ويأخذ غنائمهم فيخرج خمسها فيصرفه في مصارفه المعينة في كتاب الله تعالى، ويجعل نصيب ذوي القربة في خزانة لوحده، وكان الشرفاء يقصدونه من العراق والحجاز وسواها، ورأيت عنده من شرفاء الحجاز جماعة، وهذا السلطان له تواضع شديد، ويجلس مع الفقراء، ويأكل معهم، ويعظهم أهل الدين والشرف”.

 

 

ويذكر المؤرخون أنه كان في كلوة آنذاك 360 مسجدًا، وهي تقع اليوم في تنزانيا.

 

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية – كلية الآداب جامعة دمنهور  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز