عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المراكز الثقافية في غرب إفريقيا

د. إبراهيم محمد مرجونة
د. إبراهيم محمد مرجونة

للمراكز الثقافية في شمال إفريقيا أثر في انتشار الثقافة العربية في دويلات الغرب الإفريقي، ومن أبرز الأسس التي ارتكزت عليها الثقافة العربية، الحماس المتزايد للعلم والثقافة، فقد برزت النهضة التعليمية المستمدة أصولها من القرآن والسنة في دولة مالي وصنغي، التي تمثل قمة التطور والازدهار الثقافي والفكري في المراكز الثقافية. 



أما في دولة غانا فقد دخلت الثقافة العربية الإسلامية عند تأسيس مدينة كومبي صالح عام ١٠٧٦م، فقد كانت كومبي ملتقى القوافل من مصر، القيروان، ومراكش، قاصدة نهر السنغال والنيجر. 

وتطورت نقاط التجارة التي قصدها التجار المسلمون على طرق القوافل، حتى أصبحت مدنًا مهمة، ثم إمارات مستقلة بعد سقوط دولة غانا، تمثلت في مدينة أودغست التي تعتبر من أهم مراكز الثقافة في شمال غرب القارة الإفريقية، وتأتي أهميتها الثقافية من كونها تجمع بين التجارة والثقافة بما فيها من المساجد والمدارس.

وقد أسهمت هذه المدن في نشر التعليم العربي الإسلامي، وكان التجار دعاة يقومون بواجبهم في نشر الثقافة الإسلامية، واتسعت قاعدة التعليم وانتشرت مدارس تعليم القرآن والفقه واللغة في المساجد، وما حولها في المدن. 

وكانت حركة التعليم في صورتها الأولى تقتصر على بعض الضروريات التي يحتاجها المسلم في مجال العبادات والمعاملات وإقامة شعائر الدين، وكان المعلمون متوفرين بالنسبة للمجالات التي لا تحتاج إلى تبحر في الدين، وبانتشار الإسلام ازداد عدد المسلمين الوافدين من خارج غانا للتجارة، أما في دولة غانا فقد بدأت المساجد تقوم بدورها في عملية التعليم.

وظهرت مدينة غانا مركزًا علميًا متميزًا من حيث عدد الأئمة والفقهـاء الذين كانوا يترددون على المناطق الداخلية في مملكة غانا، ومنها مدينة "تاد مكت" التي تقع على نهر النيجر، ومنها الفقيه أبو محمد بن عبد الملك، ومعه مجموعة من الفقهاء، وتصل مرحلة اهتمام أهلها بالتعليم الديني على حد قول البكري إلى أنها أشبه بلاد الدنيا بمكة، وأنها مدينة كبيرة أهلها من البربر المسلمين، وهي أحسن بناء من مدنية غانا.

وقوله: "تاد مكة أي أن تاد تعني ارتياد- مكة- أطلقوها وأردوا بها انتشار الإسلام بها، ولذلك فهي أحسن وأكثر أهلها مسلمون، وتاد تعني هذه- على رأي الحميري- ونلاحظ اهتمام أهل غانا ومراكزها الداخلية بالعلم الديني والثقافـة العربية الإسلامية، وظهور عدد من الفقهاء ورجال الدين وحملة العلم، إذ لم يقتصر ذلك على خارج المدينة فقط، وإنما على المناطق الداخلية، وقد ذكر البكري أن لغانا حيين، مدينة يسكنها المسلمون وهي مدينة كبيرة بها اثنا عشر مسجدًا، يجتمع بها الأئمة والمؤرخون، وبها فقهاء وحملة علم.

المدينة الأخرى، مدينة الملك، والمباني بينها متصلة وبها مسجد، وملكهم يسمى المسلماني، وقد وجد عنده ضيفًا يعلم القرآن والسنة والفقه.

ومما يؤكد اهتمام الدولة بالعلماء انتشار العلوم في المناطق الجنوبية، وكانت هذه العلوم تتركز على حفظ القرآن وقراءته أولًا، ثم العلوم الإسلامية المتفرعة، التفسير، النحو، البلاغة، الصرف، الفقه، والفرائض، وهذه الدراسات تغذي المراحل العليا وكل من المراكز الثقافية الأخرى، كما أنشأت المدارس التي تعلم القرآن والعربية.

وأسهمت الحضارة العربية في تعميق الدين الإسلامي في مملكة غانا، ووجد عناية كبيرة واهتمامًا في الدولة، وهذا أدى إلى انتشار الإسلام واللغة العربية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز