عاجل
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

هل حضارة مصر إفريقية؟ الدكتور حسين عبد البصير يجيب عن هذا السؤال

دكتور حسين عبد البصير
دكتور حسين عبد البصير

أكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أن حركة "الأفروسينتريك"، هي حركة عنصرية بغيضة توجد بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، التي ينتشر بها بعض من الجماعات ذات الأصول الإفريقية.



 

وكرد فعل للتفوق الحضاري الغربي الحديث، ونتيجة لما عانى منه الأفارقة من استعباد وعنصرية واضطهاد في الغرب، خصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ونظرًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة في مواجهة حضارة الغرب الحديث، وكنوع من إثبات الذات والتفوق الحضاري، ادعى أصحاب تلك الحركة أن أصل الحضارة المصرية إفريقي فقط، وأن الأفارقة هم من بنوا الحضارة المصرية القديمة، وأن أجدادنا المصريين القدماء لا علاقة لهم بها، ولم يكن لهم أي دور في بناء الحضارة المصرية القديمة العريقة.

 

ويدعي أولئك، أيضًا، أن موطن المصريين القدماء الأصلي هو شبه الجزيرة العربية، وأننا تركناها إلى مصر، وهاجمنا الأفارقة، واحتللنا مصر، بلدهم، وطردناهم منها، وأننا المصريون دخلاء على الأرض وعلى الحضارة، كما يدعون جهلاً وعنصرية وكذبًا. 

ويدعو أولئك المدعون إلى العودة إلى الجذور، أي العودة إلى وطنهم الأصلي، أي مصر، أرضنا الخالدة المباركة. وكي يوهموا العالم بصحة ادعاءهم، يغيرون من شكل التماثيل والمناظر المصرية القديمة، ويظهرون وجوه المصريين القدماء بلون أسود للإيحاء بأن أصلهم إفريقي بكل كذب واحتيال.

 

وينشرون تلك الصور ذات الوجوه السوداء، في كل كتاباتهم ومعارضهم بالخارج.

وسوف يتم انعقاد مؤتمر تدعمه حركة الأفروسينتريك، وعنوانه "إفريقيا الموحدة - العودة للجذور" المقرر يومي 25-26 فبراير الحالي بأسوان مع بث مباشر للعالم. ومعظم متحدثي وحاضري المؤتمر من أساتذة الجامعات الأمريكية.

والمؤتمر ضمن حركة الأفروسينتريك، التي ظهرت من سنوات وتزداد انتشارًا ومدعومة من جامعات ومؤسسات أمريكية ومعادية. وربما تصدر توصيات عن المؤتمر. وقد توصي مثلاً بأن الحضارة المصرية هي حضارة الأفارقة، وأنهم هم أصحاب الأرض المصرية، وأن مصر الحالية هي وطنهم الأصلي، مما يعني أنهم هم بناة الحضارة المصرية العظيمة، وهم أصحاب أرض مصر، ويحق لهم العودة للأصل أو لجذورهم، ثم تعلن هذه التوصيات على العالم.

وقد تكون هناك ترتيبات بعد المؤتمر بدعم من مؤسسات ما، وقد تطالبنا كمصر بقبول توصيات المؤتمر باسترداد أرضهم أو إعادتهم لأرضهم! وقد تترتب على ذلك المؤتمر مشكلة دولية وثقافية، وعلينا أن نرد وندافع عن حقوقنا الواضحة ونواجه ادعاءاتهم الكاذبة.

 

وموضوع المؤتمر وانعقاده على الأرض المصرية مرفوض جملة وتفصيلاً. ويجب إلغاء انعقاد ذلك المؤتمر؛ لأن مجرد الموافقة على انعقاده على الأرض المصرية، قد يعتبر موافقة ضمنية على موضوع المؤتمر، وموافقة على أن نسمح لهم بمناقشة الموضوع أصلاً بأن الحضارة المصرية إفريقية، وأن الأرض المصرية هي أرضهم الأصلية، كما يدعون كذبًا. وبعد الغاء المؤتمر، يجب أن نعقد مؤتمرًا علميًا عالميًا يضم العلماء المصريين والأجانب الثقات والمتخصصين في التاريخ والآثار وعلم الإنسان للرد على أولئك الأدعياء، وفضح ادعاءاتهم الكاذبة ضد مصر العظيمة وحضارتها الخالدة، وتوضيح الحقائق التاريخية للعالم كله؛ وذلك لإيقاف نشاط حركة الأفروسينتريك المعادية ضد الحضارة المصرية.

مصر القديمة هي التي علمت العالم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز