لا يختلف أحد على مكانة المملكة العربية السعودية لدى العرب والمسلمين، خاصة في أرجاء المعمورة كافة، السعودية شهدت تحولات تقنية ضخمة، خصوصًا بعد إطلاق رؤية 2030، التي جعلت من القطاعات السعودية حافلة بكل إمكانيات الثورة الصناعية الرابعة، لا سيما أن المملكة قطعت أشواطًا كبيرة في المجال الصناعي، بداية من سبعينيات القرن الماضي؛ ببناء المدن الصناعية.
كانت زيارتي للمملكة لحضور مؤتمر ومعرض "LEAP" التقني الأول بمدينة الرياض، والذي استعرض تقنيات المستقبل ومحترفي التكنولوجيا الأكثر نشاطًا من جميع أنحاء العالم، حيث يعكس النقلة النوعية التي تعيشها المملكة في شتى المجالات، وخصوصًا في المجال التقني الذي أثبتت المملكة تفوقها فيه، والذي يمثّل منصة عالمية للمنظومة الشاملة للابتكار، وحلقة وصل بين رواد ومبتكري التقنية من جهة، ورواد الأعمال والجهات الحكومية والمستثمرين وغيرهم من جهة أخرى.
من أبرز التطبيقات التي يعرفها كل زائر للمملكة أو مقيم، أو مواطن سعودي، هو تطبيق "توكلنا"، التطبيق الرسمي المعتمد بالمملكة العربية السعودية للحد من انتشار فيروس كورونا، وتم تطويره من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، بداية من مسمى التطبيق، والذي يؤصل للمعايير الثقافية، والدينية في الأخذ بالأسباب ويعكس نضج الرؤية في تنظيم حركة كل إنسان على أرض المملكة، للتأكد من تيسير حركة الناس في زيارة الحرمين الشريفين، وفي تنظيم دخول الأماكن العامة، والحد من الزحام، وغيره من التطبيقات الأخرى التي تعكس حجم المملكة العربية السعودية في مواكبة التحول الرقمي، وتوظيف التكنولوجيا بطريقة مثالية وإيجابية تنعكس على حياة كل زوار المملكة.
استعرض مؤتمر "LEAP" إسهامات الثورة الصناعية الرابعة، وتقنيات الذكاء الصناعي في إعادة تشكيل مستقبل العمل، وتطوير التقنيات، واستحداث وظائف ومناصب جديدة؛ مما يجعل الفرصة مواتية لإعادة التفكير في مفهوم العمل، والقيادة المؤسسية بطريقة مبتكرة تهدف إلى تعزيز الإنتاجية، والأداء، وزيادة الكفاءة، والمرونة التشغيلية في الشركات، والمؤسسات.
السعودية كدولة كبيرة ورائدة في المنطقة العربية وضعت رؤية 2030 التي ساعدت في تسريع الرقمنة في جميع القطاعات في المملكة، كما قامت السعودية بتوظيف الذكاء الاصطناعي للتعامل مع جائحة "كوفيد-19"؛ من خلال العديد من البرامج، والتطبيقات الذكية.
وأعلن مؤتمر "LEAP"، عن برنامج Ignite الجديد لإنشاء المحتوى الرقمي وإنتاجه، باستثمارات جديدة لدعم الجيل التالي من الاتصالات والبنية التحتية، برنامج Ignite الجديد، الذي من شأنه أن يحول المملكة إلى مركز رائد لمحتوى الترفيه الرقمي والإنتاج الإعلامي.
ويُعدّ البرنامج والاستثمارات الجديدة، جزءاً من خطط المملكة لتسريع وتيرة نشاطات منظومتها الرقمية الشاملة وتسخير موقعها في قلب منطقة الشرق الأوسط لتصبح اقتصادًا رقميًا دوليًا رائدًا.
كما أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات شبكة WIFI 6E وتَحالُف مشغلي الأقمار الصناعية، حيث أوضح محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن سعود التميمي أن تقنية WiFi-6E ستتيح سرعات اتصال عالية تصل إلى 2,4 جيجابايت في الثانية، وستُمكِّن المملكة من ريادة تبني التقنيات الرقمية الحديثة كالواقع الافتراضي والواقع المعزز وإنترنت الأشياء بما يعزز من عوائد الاقتصاد الرقمي ويدعم الاستثمار في التقنيات اللاسلكية الناشئة.
ومن المتوقع أن تتضاعف مساهمة تقنيات WiFi في الناتج المحلي للمملكة بأكثر من أربعة أضعاف، وذلك ارتفاعاً من 4,7 مليار دولار في العام 2021 إلى أكثر من 18 مليار دولار بحلول العام 2030.
وإضافةً إلى ترقية شبكة الـWiFi في المملكة، ستكون هناك مبادرات أخرى لتعزيز الاتصال، بما في ذلك التجربة الإقليمية الأولى لتقنية الأقمار الصناعية - المدار الأرضي المنخفض (LEO)، وذلك لتوسيع وصول التغطية الموثوقة إلى المناطق النائية في المملكة.
كما تم الكشف عن بحيرة بيانات الأمن الرقمي، وتُعد مستودعاً مركزياً لحفظ وإدارة جميع السجلات أو مصادر البيانات الأخرى ذات الصلة بشؤون أمن الشركات.
وتوفر هذه البحيرة مكاناً واحداً وشاملاً يمكن من خلاله تخزين بيانات الأمن الرقمي وتحليلها والبحث عنها واستخدامها.
المملكة بإطلاقها مؤتمر "LEAP" التقني أكبر منصة تقنية في العالم في إطلاقته الأولى، بنت جسر وصل بين رواد القطاع وأصحاب الأفكار المبتكرة والاستثنائية والشركات والمسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين لاختبار تقنيات المستقبل الرائدة.
نائب رئيس تحرير جـريدة الجمهورية
[email protected]