عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
أم الدنيا «أد الدنيا»

أم الدنيا «أد الدنيا»

وسط أجواء وحشية وظروف شرسة وقضاة ملاعب مشبوهين أبدع الفراعنة، ففى مثل هذه الملابسات يظهر معدن المصريين الذين يقبلون التحدى ويقهرون المستحيل وينتصرون بجدارة ويكتبون التاريخ على أصحاب الأرض بضربات الجزاء الترجيحية وبلوغ المباراة النهائية ومواجهة السنغال لتحقيق النصر المبين والبطولة الثامنة غدًا بإذن الله وإهدائها لفخامة الرئيس لتكتمل إنجازات الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة وأم الدنيا، وترجمت تهنئة الرئيس السيسي الفورية مشاعر المصريين.



مباراة أسُود الكاميرون فى مشوار الفراعنة هى مَلحمة فى علم علوم الكرة بعد 360 دقيقة (6 ساعات) من النضال خلال 3 مباريات متتالية وتوقيت متقارب والمواجهة الرابعة التي تدخل فى نطاق النهائيات المبكرة بعد أن واجه 4 منتخبات قوية، ففى أول المشوار قابل نيجيريا وكعادة البدايات خسر الفراعنة ووضع المصريون أيديهم على قلوبهم، لكن يصعد المنتخب ويتخطى الدور الأول، ثم يواجه أفيال كوت ديفوار ليقدم مباراة بطولية بكل المقاييس وينتصر، ثم واجه المغرب نسور الأطلسى ويفوز باقتدار مع عودة الشخصية المصرية فى الملاعب الكاميرونية، وأخيرًا يصطدم بأصحاب الأرض ونجمهم «إيتو» الفتى الطائش الذي دق طبول الحرب للضغط على الفراعنة والحكام معًا ويقهر الأسُود فى عقر دارهم، والآن أصبحنا على مشارف تحقيق النصر الخامس وتحقيق البطولة لتسيّد القارة الإفريقية.

فى مباراة الكاميرون لعب منتخب الفراعنة بتشكيل تحكمه الإصابات وعناد كيروش وتربص الحَكم بكارى «جاساما» فى كل قراراته وأخطائه «الجسيمة» وإصراره على غض البصر عن مخالفات فادحة لصالح مصر وطرده المدير الفنى للفراعنة، ثم إنذار مدير الكرة وائل جمعة وسط اندهاش الجميع، بينما لم يترك أى شروع فى مخالفة للكاميرون.

فنيًا افتقد الفراعنة لصانع الألعاب مع غياب واضح لنجم دائرة الملعب فى ظل تذبذب «الننى» الذي غادر الملعب رغم تألقه اللافت قبل تغييره بدقائق وصعوبة وصول الكرة للملهم «صلاح» المراقَب ليس من المنافسين؛ بل الشعب الكاميرونى بأكمله، ورغم ذلك تعامل مع الكرات التي وصلته بكفاءة رغم سو حظه، فى المقابل اختفى حضور «مصطفى محمد»، بينما تفرغ مرموش للعب الفردى دون الاهتمام بفتح جبهة هجوم لتخفيف العبء عن «صلاح» باستثناء كرة وحيدة مررها لصلاح سددها بطريقته، لكنها ضلت الشباك، ثم كررها صلاح فى هجمة واعدة تحسَّر على إهدارها لأنها فى زمام تخصصه مثل هذه الكرات.

غامر كيروش بنزول «تريزيجيه» محل «عمرو السولية» وتابعه الدفع برمضان صبحى بدلاً من «مرموش» الذي عانى من الغيبوبة ونزول إمام عاشور ومهند لاشين، ثم أحمد سيد زيزو بدلاً من «محمد شريف» بعد لحظات من نزوله بحجة الاقتراب من اللجوء لضربات الجزاء وتميز زيزو فيها وهو تغيير صادم، لكن فى النهاية البدلاء أثبتوا جدارتهم رغم صعوبة المباراة وكانوا (أد المسؤولية).

المصريون الذين ولوا وجوههم شطر استاد «باول بيا» تعلقت قلوبهم واتحدت من أجل الفرحة الكبرى، ولهذا كانت الفرحة عارمة فى كل شبر من أرض مصر رغم قسوة الطقس البارد فى ظل الظروف الوحشية بالكاميرون وتربص غبى للحُكام فى مباراتى المغرب والكاميرون، والإصابات التي طالت كبار النجوم؛ محمد الشناوى وأحمد حجازى، لكن رُبَّ ضارة نافعة إيذانًا بمولد عمالقة جُدد فى مقدمتهم الحارس العالمى محمد أبوجبل ومحمد صبحى والواعد الجديد محمد عبدالمنعم وأحمد فتوح ومهند لاشين وإمام عاشور بصحبة الملهم محمد صلاح، واكتسابهم الشخصية الدولية القادرة على صناعة أمجاد تليق بتاريخ مصر، ورغم أخطاء «كيروش» التي يتداركها يومًا بعد يوم ولكنه انتزع تعاطف المصريين.. «كيروش» البرتغالى تحول إلى «كيروكس» مبيد للأفيال والأسُود وجاساما الحَكم الطاغية والمستبد. واكتسب حب المصريين تطبيقًا للمَثل الشعبى الشهير «لا محبة إلا بَعد عداوة» وكيروش عاند الجميع وأخطأ وفى طريقه للتعلم من أخطائه وصناعة مجد تاريخى له فى أرض الكنانة.

ومن المَشاهد الرائعة ولأول مرة منذ فترة منتخب الفراعنة يوحّد قلوب كل العرب بعد المَشاعر الغالية والصادقة للجزائر الشقيق الذي نقل المباراة على الهواء للمصريين والعالم العربى بقلوب عاشقة وبركات مليون شهيد مع دعاء 120 مليون مصري وكل الشعوب العربية (راجعوا الاستوديو التحليلى الجزائرى وصوت المعلق وليد فرحانى) وفرحة الجزائريين والعرب بانتصار مصر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز