عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
وائل الإبراشى مؤسس علم «التريند»

وائل الإبراشى مؤسس علم «التريند»

يوم الأحد الماضى كان من الأيام المشهودة فى مؤسسة روزاليوسف.. يوم سيظل محفورًا فى أذهان أبنائه اليوم وغدًا وهو يوم عزاء الأخ والصديق والزميل والكاتب والإعلامى الشهير وائل الإبراشى والذي رحل عنا بجسده لكن تأثيره ممتد وعطاؤه خالد. 



يوم عزاء فقيد روزاليوسف فى قلب المكان الذي عشقه وشهد نبوغه وتفوقه وإبداعه تحول إلى استفتاء شعبى فريد من نوعه، يؤكد حب الجميع له يتقدمهم القيادات الإعلامية فى مصر ونخبة من كبار الكُتَّاب والمفكرين الذين حرصوا على حضور العزاء بجانب زملائه وتلاميذه ودراويشه وعدد من الشخصيات العامة من نجوم السياسة والفن والفكر ومختلف الأطياف حولوا سماء الليلة الباردة إلى ربيع دافئ. والذين فرقتهم الكورونا جمعهم حب وائل داخل وخارج سرادق العزاء، بعدد غير مسبوق من أبناء روزا صحفيين وإداريين فى تجمع نادر الحدوث ومن أجيال مختلفة جاءوا لحضور يوم فى حب وائل الإبراشى بعد رحيله الصادم.

تعرفت على الزميل الراحل فى أوائل التسعينيات فى جريدة «العالم اليوم» وقبل أن أدخل روزاليوسف بينما كان فى التوقيت نفسه يشق طريقه فيها وجمعتنا أيام لا تُنسى فى الجريدة الوليدة فى ذلك الوقت حتى دام اللقاء بيننا بعد منتصف التسعينيات بثلاث سنوات عندما التحقت بالعمل فى روزاليوسف وقد تحول إلى صحفى ومحقق عملاق بعد خبطات وحملات صحفية شهيرة ومدوية فترة قيادة الأستاذ عادل حمودة مسؤولية المجلة مع الأستاذ محمود التهامى، أصبح بعدها عضوًا بارزًا فى مجلس قيادة التحرير برئاسة الكاتب الكبير محمد عبدالمنعم ومدير التحرير الكاتب الكبير كرم جبر مواصلًا العطاء لنفسه وتوزيع أفكاره على الزملاء فى قسم التحقيقات وكان أحد أبرز نجومها بعد الفتح الصحفى للتحقيقات الاستقصائية على يده بالمجلة ثم نقلها من الورق إلى الشاشة بفتوحاته التليفزيونية فى قناة دريم وظل مخلصًا لها حتى فى فترات تأزم موقفها المالى كما كان مخلصًا لروزا فترة غيابه عنها وكان من السهل أن تقبض عليه متلبسًا بحبها والطواف حول مبناها بشارع قصر العينى كحنين لا ينقطع لوطنه الأول.

لست هنا فى حاجة لسرد أرشيفه الصحفى بالمجلة والذي بات محفوظًا؛ بل إنه صار من مرجعيات الصحافة الاستقصائية فى الأكاديميات الإعلامية بعناوينه اللامعة التي تصدرت أغلفة روزاليوسف من تفجير قضية لوسى آرتين وتتبع مجزرة الأقصر إلى حواره الوثائقى مع رئيس الأركان الأسبق سعد الدين الشاذلى ومطاردة المتأسلمين والإرهابيين وطيور الظلام ودعاة التطرف والفتنة واستمر الوهج على الشاشة فى برامج «الحقيقة  والعاشرة مساءً والتاسعة مساءً» بنفس المنهج والعقيدة كاشفًَا قضايا شغلت الرأى العام مثل قضية العبارة المنكوبة وغيرها من قضايا الفساد وإهدار المال العام مواصلا «ترينداته» الإعلامية كمؤسس لهذا العلم قبل أن يكون التريند سبيلًا.

والذي لا يعرفه كثيرون أن الراحل النبيل والمحقق الشريف كان يتمتع بقدرات خاصة فى الأفكار الصحفية الفنية وكان فى العادة يهديها «مقشرة» لمحرري الفن والثقافة إلى جانب كتاباته فى القضايا الفنية المنحازة للإبداع والتنوير وبناء الوعى وهى الخاصية التي يتميز بها كبار كتاب روزاليوسف ورؤساء تحريرها من عهدها الأول وحتى الآن، فالى جانب براعتهم فى ملفات الشأن السياسى والاستراتيچى فإنهم مبدعون فى الكتابة الفنية راجعوا الأساتذة فاطمة اليوسف ومحمد التابعى وإحسان عبدالقدوس وصلاح حافظ وفتحى غانم وأحمد بهاء الدين حتى الساحر عادل حمودة وتلاميذه السحرة الذين صاروا عظامًا من الأساتذة عبدالله كمال وإبراهيم عيسى ووائل الإبراشى من رموز الجيل الرابع وحتى الجيل الخامس ويمثلهم فى نفس المدرسة الآن أحمد الطاهرى والجميع يمتلكون چينات فنية جعلتهم إلى جانب الامتياز فى الكتابة السياسية مبتكرين فى الكتابة الفنية بكل فروعها لأنها مدرسة روزاليوسف، وتمتع وائل الإبراشى بعلاقات حميمة بنجوم الشعب من وقت إبداعه على الورق لفترة توهجه ومجده على الشاشة ولهذا لم يكن غريبًا أن يحضر نجوم الفن يوم عزائه بروزاليوسف مع كل أطياف المجتمع المصري ليترجموا عاصفة الحزن التي عمت بعد إذاعة خبر رحيله.

 

رحم الله الكاتب والإعلامى النبيل والخلوق وائل الإبراشى وألهم زوجته سحر الإبراشى وابنته چيلان وائل وأسرته الصحفية الصبر والسلوان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز