عاجل
الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
تنظيم حفظى السينمائى

تنظيم حفظى السينمائى

من أجمل التعليقات التي تداولت فى مواقع التواصل الاجتماعى بعد عرض فيلم الضجة الكبرى «أصحاب ولا أعز» تقول أن مشتركى نتفليكس فى مصر لا يتجاوزون الألف مشترك، ومع ذلك شاهد الفيلم أكثر من مليون فى 24 ساعة.  فالفيلم الذي طرحته المنصة لمشتركيها فقط أصبح نسخته موجودة فى عدد قياسى من اللابتوبات وعلى أجهزة المحمول وبجودة عالية.



والسؤال المطروح هنا هل تتأثر المنصة من هذه السرقة وستكون خسارتها فادحة والإجابة لا، لأنها قد حققت الهدف ووصلت الرسالة وهذا هو المطلوب إثباته..

منى زكى فى المصيدة

ولهذا فإن وجود منى زكى فى العمل كان مؤثرًا ولا يُقدَّر بمال لأن دائرة مشاهدته ستكون أكبر، أما لو كانت الدائرة محددة بالفنانين اللبنانيين فإن التأثير أقل رغم أنه سوف يلاقى نفس الصدى راجعوا أفلام نادين لبكى وكيف أنها لاقت شعبية كبيرة لكن وجود منى جعل الأمر أكثر انتشارًا.. وبعض الأفلام اللبنانية تحقق الانتشار ولا تلقى هذه العاصفة لأن طبيعة العادات والتقاليد فى لبنان تختلف عن مصر.

مصر وطن المبدعين المؤثر فى العالم العربى  وتأثير أعمالها أعمق وأكبر ولغتها فى الإبداع هى المتداولة والأكثر انتشارًًا.. ولهذا فإن اختيار حفظى كان شيطانيًا بحكم شهرته التي امتدت وتجارته السينمائية توسعت من نتفليكس إلى تيك توك وما خفى كان أعظم، بعد أن قدم فروض الطاعة فى أفلام سابقة تؤهله لتقديم هذا الخط من الإنتاج تحت راية الإبداع المشبوه.

 وبنفس الفكر الشيطانى الممتد، اختار منى زكى وهى أكثر نجمات جيلها شهرة فضلا عن ضمان الجدل لأن هذه النوعية من الأدوار ترفضها؛ بل واعتاد عشاقها على تجسيدها لأدوار تلقى إعجاب الجميع. منى وقعت فى مصيدة حفظى لأنها ممثلة وطموحها أنها قادرة على تجسيد كل الأدوار باقتدار. لكنها أصابت جمهورها بالصدمة.. لأنها تمثل قيمة كبيرة ومن نجمات معركة الوعى التي تخوضها الدولة المصرية.

 إن أزمة  فيلم «أصحاب ولا أعز»  ليس لأنه يطرح بجراءة بعض المشكلات الحساسة الموجودة فى المجتمع والمسكوت خصوصا عنها وسبق أن قدمتها السينما فى أعمال متعددة أثارت ضجة كبرى «راجعوا فيلم المذنبون المأخوذ من قصة للأديب نجيب محفوظ»، وكان من الأفلام التي أثارت ضجة ورُفع من دور العرض بسبب المشاهد الخارجة واعتراض الجمهور والأسر المصرية عليه رغم أنه كان يكشف قضايا فساد بالجملة. وإذا كانت هذه الأعمال قد طرحت فى فترة إغلاق كل مجتمع على نسقه الأخلاقى وأثارت جدلًا واسعًا.

 اقتباس مشبوه

إن الفيلم لا يدخل فى بند الإبداع لأنه منقول حرفيًا «مشهد مشهد» من الفيلم الإيطالى perfect strangers (غرباء بالكامل) والإبداع مقصور فيه حرفيًا على موهبة منى زكى وقدرتها على التقمص مع باقى أبطاله. أما الأزمة فأصبحت تنحصر فى وجود منتجه المثير للجدل ومنتجاته السينمائية التي يشارك فى إنتاجها مع جهات لها رسائل مريبة.

إنتاج مريب

المشكلة الحقيقية هى ارتباط الأفلام التي تثير عاصفة من الجدل بمنتج واحد وهو «محمد حفظى» بدءًا من فيلم «اشتباك» بعد ثورة يناير2011 والذي يكشف تعاطفًا مع الجماعات الإرهابية ثم فيلم «ريش» الذي أظهر الفقر الوحشى متجاهلًا مبادرة حياة كريمة وإعادة بناء مصر وما أعقبه من هجوم شرس على من وراء الفيلم ثم سرعان ما ظهر فيلم «أميرة» الذي اتهم بأنه يشكك فى نسب أطفال الحرية الفلسطينيين والذي تبرأت منه السلطات الأردنية وقالت إنه لا يمثلها، وطالبت بسحبه من الترشيح فى بيان رسمي بتهمة أنه يروج لأفكار خبيثة وأخيرًا فيلم «أصحاب ولا أعز».

وكيل حصرى

«محمد حفظى» أصبح الوكيل الحصرى والعضو المعتمد من جهة مجهولة فى إثارة الأزمات والجدل فى الشارع السينمائى، وأنه بحكم موقعه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى استغل المنصب المرموق بعقد صفقات مع جهات غامضة تسعى لترويج فكرها وتركت له حرية أن يمرح فى المكاسب التي يحققها على المستوى المادى.

 أما المفاجأة الكبرى التي تطرح العشرات من علامات الاستفهام والتعجب والتي ربما تكشف عن أغراض مشبوهة وتدعم تورط فيلم «أصحاب ولا أعز» مع مشروع ليلى الداعم للمثلية الجنسية، فقد فجرها كارل جرجس وهو أحد أعضاء الباند عبر صفحته الخاصة على الموقع الشهير انستجرام عن أن الفيلم تم تصويره فى منزله، فى تلميح واضح منه إلى فيلم «أصحاب.. ولا أعز». والمعروف أن باند مشروع ليلى أعلن بوضوح فى أكثر من حفله غنائية له دعمه للمثليين جنسيًا ورفعوا الأعلام الخاصة بهم وهذا جاء تزامنًا مع الاتهامات الشديدة التي وجهت لصناع فيلم أصحاب ولا أعز بدعمهم للمثلية الجنسية.

فيلم «أصحاب ولا أعز» بطولة  منى زكى وإياد نصار ونادين لبكى. وتدور أحداثه حول مجموعة من 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أداء لعبة ترفيهية، حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون جميع الرسائل أو المكالمات الجديدة التي تأتى لهذه الهواتف على مرأى ومسمع من جميع الحاضرين على طاولة العشاء. وسرعان  ما تتحول اللعبة التي كانت فى البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي جاءت إلى الهواتف المفتوحة، والتي لم يكن يعرف بها أحد، بمن فيهم أقرب الأصدقاء وتتضمن شذودا وواقيات ذكرية وخيانات زوجية وألفاظًا خارجة. 

 من سوابق «حفظى» المثير للاستفهام والجدل أنه فى أول ولاية له عندما أعلن عن قدوم المخرج الفرنسى كلود ليلوش ضيفًا للمهرجان الدولى وهو المصنف المعروف سينمائيًا بالدفاع عن الكيان الصهيونى ووقتها قامت الدنيا عليه حتى اضطر لإلغاء الدعوة لتهدئة الأجواء حوله بعدها تعثر فى استدعاء نجوم عالميين مثل كل المهرجانات التي تحمل الشارة الدولية لمهرجان ولد عملاقًا بحضور نجوم العالم إليزابيث تايلور وصوفيا لورين أبرز نجمات العالم فى السبعينيات.

هذا المهرجان الذي وُلد عملاقًا فى ضوء ورقة أكتوبر التي أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والنصر والسلام لتغيير وجه الحياة فى مصر بعد انتصار السادس من أكتوبر وإقامة فعاليات فنية عالمية وتوارث رؤسائه رفض الكيان الصهيونى بكل أشكاله إلا حفظى وحده.

من يسند حفظي

حفظى هذا العام وبعد ثلاثة دورات تحت قيادته لقى فيها دعمًا كبيرًا من المسؤولين والإعلام المتطلع لإنجاح فعالية عالمية تقام فى بر مصر؛ لكنه لم يتعلم من الدروس وحزم الأخطاء التي يرتكبها وسط دهشة كل من تابع المهرجان.

ولأن حفظى يستمر فى القيادة من دون محاسبة فقد حول المهرجان إلى عزبة خاصة لغواية نجوم أعماله، والغريب هو قبوله منصب المستشار فى مهرجان ولد كبيرًا وهو مهرجان البحر الأحمر بالسعودية بينما هو يرأس مهرجانًا عريقًا مثل القاهرة السينمائى، الأمر الذي جعله فى لوحة تنشين النقاد عندما قام بتغيير موعد المهرجان من أجله رغم أنه من الوراد أن يتبادل المسؤولون عن المهرجانات سواء بداخل مصر أو خارجها فى المنطقة العربية من أجل عدم تضارب المواعيد والتنسيق وهذا ما يدعمه الاتحاد الدولى للمهرجانات فى فرنسا.

 فليس من العيب أن تتعاون المهرجانات العربية معًا من أجل النجاح وتبادل الخبرات أو التوأمة؛ لكن الخطأ أن يوزع مسؤول جهوده بين مهرجانين وفى الوقت نفسه يباشر عمله كمنتج من خلاله بل ويقدم أعمالًا لا تخلو من الشبهات وتروج لأهداف صهيونية.

حفظى المتخرج في كلية الهندسة قسم معادن ابتعد عن تجارة عائلته فى الحديد والصلب واتجه إلى كتابة السيناريو ليقدم نفسه للوسط الفنى ومنذ عام 2001 قدم أكثر من تجربة أبرزها أفلام السلم والثعبان وتيتو وملاكى إسكندرية وأسوار القمر، وأسَّس شركة للإنتاج السينمائى وفتح لنفسه أسواقًا مع جهات أجنبية ممولة بعد اتساع شهرته بحكم منصبه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائى بدأها مع نتفليكس وقريبًا مع تيك توك هذه الشركة التي تحمل اسم تطبيق شهير جذب الشباب والصغار وبدأت مخاوف الباحثين منه لأهدافه المشبوهة وإلهاء الشباب العربى وبث عادات وتقاليد دخيلة.

الغريب بعد وضوح تجاوزات حفظى وأفلامه المريبة ورغم أنها لا تتفق مع أهداف الدولة المصرية والجمهورية الجديدة ودعوة القيادة المصرية للفنانين للمشاركة فى معركة الوعى، لا يزال رئيسًا لمهرجان سينمائى يحمل اسم مصر وسط صمت غريب من وزارة الثقافة على تجاوزاته فى المهرجان وما يقدمه سينمائيًا رغم مركزه المسؤول.

رسائل الرئيس

فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اللحظة الأولى من ظهوره بعد ثورة يناير وبعد ثورة 30 يونيو قبل توليه حكم مصر أكد على رسالة ودور الفن والقوة الناعمة وبعد انتخابه بإجماع كل المصريين رئيسًا ترجمها نجوم الشعب للشعب فى أعمال حظيت باحترام الجميع خلال العامين الماضيين.

أما الرسالة الثانية التي انطلقت من المشير عبدالفتاح السيسي للفنانين الذين اجتمعوا معه في مؤتمر غير مسبوق ضم كل الأجيال الفنية من الراحلة فاتن حمامة لميرفت أمين وليلى علوى وإلهام شاهين إلى نيللى كريم من نجم النجوم عادل إمام، مرورًا بحسين فهمى ومحمد صبحى ونور الشريف إلى أحمد السقا وكريم عبدالعزيز لرد الجميل لقائد الجيش الذي لبى نداء الشعب وأنقذ المبدعين من مصيدة الإخوان.

المشير السيسي ناشد الفنانين بالمشاركة فى معركة الوعى والعودة للأصالة والقيام بدور تنويرى وعودة السينما كصناعة بعد أن كانت بعد القطن المصري تحتل الصدارة فى الدخل القومى، بعد الإشادة بدورها فى نشر اللهجة المصرية فى الوطن العربى مستشهدًا بالسينما الأمريكية التي تحتفظ بثوابت تصدرها للشاشة  لصياغة  قيم المجتمع الأمريكى. وأن الفن والثقافة لهما دور فى مواجهة التطرف والابتذال.

رسالة الفن»

نجوم الشعب وفى فترة بسيطة ترجموا إيمانهم الكبير بأعمال سيكتب لها الخلود بدءًا برائعة فيلم «الممر» الذي يجسد إحدى بطولات جيش مصر العظيم، بطولة مهدت الطريق لنصر أكتوبر المجيد ثم جاءت رائعتا (الاختيار 1و2) ومسلسل «هجمة مرتدة» لتكمل سلسلة لا تتوقف من بطولات المخابرات المصرية، ومسلسل «القاهرة كابول» الذي يفضح الوجه القبيح للإرهاب الدولى والدور المصري العظيم فى مكافحته وفى الطريق فيلم (السرب) الذي يسجل إحدى بطولات العزة والكرامة ونسور الجو المصري،وفى مشروع الشركة المتحدة التي تحاول تقديم أعمال هادفة وضبط عجلة الإنتاج واستثمار صناعة الدراما وتوسيع دوائر الشراكة مع جهات لها اسمها وكيانات كبرى لها رسالتها لمواصلة الإنجاز وخلق مناخ مناسب للمبدعين وفى أيد أمينة بعيدًا عن الأيدى الخبيثة التي تشارك فى زرع أهداف مشبوهة؛ وتحاول تشويه الفن المصري ونجومه  ولن يفلحوا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز