"فلسفة الدِّين عند برتراند راسل".. إصدار لـ"البحوث الإسلامية" يعالج التحديات التي تواجه الخطاب الديني المعاصر
السيد علي
يعرض مجمع البحوث الإسلامية ضمن جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين كتاب: "فلسفة الدِّينُ عند برتراند راسل" نقد لأهم دعاوى الإلحاد واللاأدرية، للدكتور محمد محمود أحمد شعبان، عضو هيئة التدريس، بجامعة الأزهر الشريف.
يستهدف الكتاب تقديم أجوبة فلسفية على هذه الأسئلة الشائكة، يستخدم فيها الباحث نفس الأداة العقلية والعلمية التي يتم توظيفها لنقد المعتقد الديني عند الملحدين واللا أدريين، كما يهتم البحث في كتابه بمعالجة كثير من التحديات التي تواجه الخطاب الديني المعاصر في مواجهته للخطاب الإلحادي.
وتحتوي الدراسة على مقدمة تتناول أهمية الموضوع، وسبب اختياره، والهدف من دراسته، والدراسات السابقة، ومنهج الدراسة، وأما التمهيد: فيتناول التعريف بـ”برتراند راسل”، ويتناول الفصل الأول: منهج “برتراند راسل” وتطوره الفلسفي، وأما الفصل الثاني فيتناول الدين، دراسة في فلسفة المفهوم والتكوين، وأما الفصل الثالث يركز على: الدين، دراسة في فلسفة النشأة، والفصل الرابع، عنوانه: الدين، دراسة في الإسهامات الحضارية وإشكاليات الوجود والاستمرارية.
كما يستهدف الفصل الخامس: الدين بين العلم والفلسفة، والفصل السادس يركز على قضية وجود الله -عز وجل-، وموقف”برتراند راسل” منها، والفصل السابع يعالج مشكلات الروح والوعي والإرادة، والفصل الثامن يتناول: أهم قضايا الدين الأخرى عند “برتراند راسل”، والخاتمة تتناول أهم النتائج والتوصيات التي انتهت إليها الدراسة.
كذلك تركز الدراسة على الكثير من الأسئلة الشائكة في قضايا فلسفة الدين عند برتراند راسل، مثل: من برتراند راسل؟، وما منهجه الفلسفي العام، وما انعكاسات هذا المنهج على موقفه من الدين والعقيدة؟، وما موقف برتراند راسل من قضية المفاهيم المتعلقة بالدين، كمفهوم: “الدين-العقيدة-الإلحاد-اللاأدرية-...إلخ”؟، وكيف نشأ الدين قديما؟ وما أسباب نزوع البشر نحو التدين؟، وهل للفلسفات القديمة كالفيثاغورية، والأورفية، تأثيرات حقيقية على تشكيل بنية العقيدة الدينية كما يرى برتراند راسل؟، وماذا قدم الدين للبشرية؟ وهل لم يقدم للبشرية إلا أفكارا أسطورية بجلت الرعب والخوف ووقفت حائلا دون تحقيق العدالة بين الناس كما يرى راسل؟.
ويتطرق الكتاب إلى عدة قضايا خاصة بالالحاد مثل: ماذا قدم الإلحاد للبشرية؟ وهل فعلا يحمل الملحدون مشاعل النهضة كما يصور الملحدون أنفسهم؟، وهل التعصب والإقصاء صفات لازمة للمعتقد الديني كما يروج برتراند راسل وغيره من الملحدين؟، وهل دعوى برتراند راسل وغيره من الملحدين أن المعتقد الديني في طريقه إلى التلاشي والتحلل في المستقبل القريب، وهل هذا الكلام له مبرراته، أم أساطير إلحادية حالمة؟
يوضح الكتاب طبيعة العلاقة بين الدين والعلم، وهل هناك فعلا صراع قائم بين كل الأديان والعلم؟ وما مصدر هذا الصراع؛ الدين أم رجال الدين؟ العلم أم رجال العلم؟، وطبيعة العلاقة بين الدين والوحي، وبين الفلسفة والعقل، موضحا الاجابة عن عدة اسئلة مهمة متعلقة بالألوهية مثل: ما مفهوم كلمة الإله؟، وهل فعلا ليس لها مفهوم ثابت متفق عليه بين المؤمنين؟ وهل يمكننا نحن البشر معرفة الإله؟ ولماذا لا نراه بأعيننا أو ندركه بحواسنا؟ وهل فعلا انهارت براهين وجود الله مع انهيار المنطق الأرسطي في عصر التنوير والنهضة والعصر الحديث؟.
يركز الكتاب على موقف برتراند راسل وغيره من الملحدين واللا أدرين من براهين وجود الله، كالبرهان الانطولوجي، والبرهان الميتافيزيقي، وبرهان القانون الطبيعي؟ وبرهان الخطة والتصميم؟ والبرهان الأخلاقي؟ وبرهان التجربة الدينية؟ وما انتقاداتهم؟ وما الانتقادات الموجهة لانتقاداتهم؟، وبيان هل الانسان مجرد جسد مادي لا روح فيه؟ وهل هناك فعلا وعي حقيقي يميز الإنسان عن بقية مخلوقات الكون؟، وهل هو مجبور ومحكوم عليه أن يخضع للقوانين نفسها ، ومن ثم فليس هناك حرية إرادة ولا اختيار؟، وهل فعلا ينفي العلم إمكان البعث، ووجود حياة أخرى في عالم آخر غير هذا العالم؟.