عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ندوة أدبية تقدم رؤى نقدية متعددة حول رواية "نادي المحبين" للكاتب صبحي موسى

غلاف رواية نادي المحبين
غلاف رواية نادي المحبين

عقد مركز آفاق اشتراكية ندوة لمناقشة رواية "نادي المحبين" للكاتب المصري صبحي موسى، شهدها عدد من الكتاب والنقاد والمثقفين الذين قرأوا الرواية، وأثارت لديهم العديد من الرؤى النقدية، وقام بمناقشتها كل من استاذ الأدب المقارن في جامعة حلوان الدكتور صلاح السروي واستاذ الأدب الحديث في كلية دار العلوم فرع الفيوم الكاتب الروائي الدكتور محمد سليم شوشة. 



وقالت مديرة الندوة الكاتبة الروائية والصحفية بهيجة حسين، أن رواية "نادي المحبين" تمثل إضافة جديدة ومهمة إلى منجز صبحي موسى، الذي قامت آفاق اشتراكية بمناقشة أكثر من عمل في إطاره، كان آخرها رواية "صلاة خاصة" التي رصدت تاريخ الأقباط في مصر، ومنجزهم في الثقافة المسيحية ككل. 

وأضافت أنه هذه المرة اختار أن يكون مؤرخا للحظة شاركنا جميعا فيها، ليقدم لنا من خلال روايته هذه كواليس ما جرى بعد ثورة 25 يناير حتى 30 يونيو، لنكتشف أننا كنا شهود عيان على الأحداث لكننا لم نكن نعرف ما يجري فيها من وراء الستار، وأنه من خلال ربطه الأحداث ببعضها قدم لنا رؤية عن كيف جرت الثورة الأولى والثانية، وكيف لعب الغرب دورا بارزا في صعود الاسلام السياسي في المنطقة منذ السبعينات وحتى الآن، وكيف راهن عليه في إعادة صياغة شكل المنطقة ككل بعد ثورة يناير، لكن الوعي المصري استرد البلاد من براثنهم واستعادها إلى حوزة الوطنية المصرية من جديد. 

من جانبه قال الناقد محمد سليم شوشة، أن صبحي موسى قسم روايته "نادي المحبين" إلى جزأين كبيرين، هما "الفقد"، و"الاستعادة"، وأنه في الفقد رصد كيف فقدت البلاد وذهبت إلى أيدي الإخوان وغيرهم من التيارات الراديكالية الرجعية، وأنها كادت تكون حجر أساس في تفتيت المنطقة ككل وصناعة الشرق الأوسط الجديد، لولا أن الدولة المصرية بمؤسساتها وجماعاتها الوطنية استعادت البلاد من براثنهم سريعا على النحو الذي رصده المؤلف في الجزء الثاني من روايته. 

وأضاف شوشة أن "نادي المحبين" ليست رواية سياسية أو عملا تاريخيا ذا طابع سياسي، لكنها رواية شخصية،، حيث تقوم في إطارها العام على شخصية أساسية، هي شخصية "المزدوج"، الذي حمل كل التناقضات من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتفوق، ومن ثم فقد لعب على كل الحبال. 

وأضاف أن "نادي المحبين" واحدة من الأعمال الكاشفة للحظة عصيبة في تاريخنا الحديث، وأننا بحاجة إلى مزيد من الأقلام كي تقدم رؤيتها لهذه اللحظة. 

وقال استاذ الأدب المقارن بجامعة حلوان صلاح السروي أن رواية "نادي المحبين" هي الرواية الثامنة لصبحي موسى، وتأتي في إطار مشروع واضح المعالم، حيث يستخدم التاريخ للدفاع عن الهوية وليس البحث عنها، كما أنه يتعامل مع التاريخ بوصفه الوعي الباطن في العقل الجمعي، وأن الشعوب سرعان ما تلجأ إلى هذا الوعي لينقذها سريعاً ساعة الأزمات، وهذا ما حدث مع المصريين أثناء الثورة، كما حدث أيضا بعد سقوط البلاد في يد الاخوان. 

وأضاف السروي أن شخصية الباحث والمفكر في روايته الأحدث هي شخصية البطل التراجيدي، ذلك الذي يخطئ خطأ بسيطاً فيعاقب عليه عقابا مضاعفا، وهذا ما حدث من السارد، وإن كانت هذه الشخصية معادلا موضوعيا للوطن، ومن ثم جاءت المقابلات بشكل دائم وثري بينها وبين البلاد في لحظاتها الحرجة. 

وقال الكاتب والسيناريست محمد رفيع، أن صبحي موسى آل على نفسه أن يبحث في التاريخ عن أزمتنا، وأنه أضاف في هذه الرواية آلية التسجيل لما عاشه وما عشناه جميعا أثناء الثورة، وهناك كثر من الكتاب تعجلوا في رصد ما جرى، فقد كانت هناك أطراف كثيرة، وكان من المعتاد أن يتم الانتظار نحو خمسين عاما كي يتم الافراج عن الوثائق، لكن ثورة الاتصالات جعلت جهات مثل ويكيليكس وغيرها تسرع في الكشف عما جرى في الكواليس، وهو ما ساعد صبحي موسى على تقديم رؤيته الأقرب للواقع وما جرى فيه. 

وقال الكاتب الدكتور حسن هند، إن صبحي موسى صمم أن يكتب التاريخ شعرا،، فما أطلق عليه إدوارد سعيد تماثلات المثقف قدمه موسى في روايته "نادي المحبين"، فنحن أمام شخصية مثقف قدم للغرب كل ما يريدونه، فكان بمثابة المستشرقين الذين يمهدون للاستعمار أو يأتون في صحبته. 

وأضاف حسن هند أن صبحي موسى قدم رؤيته للكواليس وما جرى بها، وكان لا بد أن يكتبها هو وغيره من الكتاب، لتفسير ما حدث، فإذا تأخر السياسي تقدم المثقف، وصبحي موسى بأسلوبه الروائي قدم رؤيته لكيف صنعت 25 يناير على نار هادئة في الجزء الخاص بالفقد، بينما صنعت 30 يونيو على عجل في الجزء الخاص بالاستعادة، وكيف أتى ذلك كله في إطار صورة من صور تمثلات المثقف حسبما طرحه إدوارد سعيد. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز