سامي عبد العزيز: زيارة الرئيس لأهالي أسوان لمسة إنسانية تفوق أي تعويض مادي
السيد علي
أكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن الإعلام له دور كبير في رسم مزاج المجتمع لأن هناك تأثيرا كبيرا من الإعلام على الرأي العام وثمة علاقة كبيرة تربطه بالأمن القومي.
واشاد الدكتور سامي عبد العزيز بالرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وجهوده في اعادة بناء الدولة ولغته في الخطاب مع الجمهور مشدداً علي ان الرئيس السيسي رئيس يجيد الانصات ، وإذا استمع لوجهة نظر مقنعة ينفذها وتابع قائلاً : ان زيارة الرئيس السيسي لأهالي أسوان اليوم كانت لمسة إنسانية لمواساة الأهالي والإنطباع الذي تركته الزيارة لا لمواطن أكبر بكثير من اي تعويضات او دعم مادي يقدم .
وتابع الدكتور سامي عبد العزير خلال ندوة حزب الحركة الوطنية المصرية حول " الاعلام وقضايا المجتمع " والتي نظمتها أمانة المرأة المركزية لحزب الحركة الوطنية المصرية وأمانة التواصل الاجتماعي المركزية وأمانة العاصمة وذلك بمقر الأمانة العامة للحزب والتي شهدت حوار مفتوح بين المشاركين وبين الدكتور سامي عبد العزيز والذي قام بالاجابة علي كل الاسئلة المطروحة في سياق موضوع الندوة شارك في الندوة الدكتور احمد الضبع نائب رئيس الحزب والأمين العام للحزب واللواء احمد البلتاجي نائب رئيس الحزب ونهاد خير الله أمنية المرأة ومدحت نبيل أمين العاصمة وسامية فوزي اميمة التواصل الاجتماعي كما شهدت الندوة حضور مميز من كل امناء واعضاء وقيادات الحزب بالمحافظات .
واردف عميد كلية الاعلام الأسبق قائلاً : " الامة التي امنها النفسي معتل امنها القومي مختل " الامر الذي يسهل اختراق تلك الأمة وتشتيتها ودفعه اهلها نحو ممارسات ضد البلد خاصة اذا ما تغير المزاج العام والعواطف ودفع بها لتسير في الاتجاه السلبي الذي يتعارض مع مصلحة الدولة وضد امنها واستقرارها مشدداً علي ان المزاج العام ظاهرة كونية ينبغي مراعاة توجهاتها في اي بلدٍ واعادة بناءها بما يتوافق مع الصالح العام مشيراً الي ان الافلام في امريكا علي سبيل المثال تصور الامريكان في الراي العام علي انهم اعظم شعوب الارض وانهم الابطال المنقذين بينما نحن نري نماذج اعلامية وافلام تشوه صورة الدولة وتقدم نماذج سيئة تسئ لبلدنا وتاريخها وحاضرها ومستقبلها والحق يقال فان الخطر الحقيقي في اعلامنا وافلامنا وعلينا ان تكون استراتيجيتنا هي ان نرسم صورة ايجابية ونبتعد عن النماذج السيئة في ظل وجود نماذج اعلامية للاسف تفتقد للابداع المخطط الهادف .
واضاف عميد الاعلام الاسبق إن أي حزب سياسي يفترض ان يكون لديه " وحدة بحوث " لقياس الرأي العام ومعرفة المزاج العام للمواطن واي حزب لا يستطيع ان ينجح بدون وجود وحدة بحوث تتناول قضايا لم يسبق مناقشتها وتقيس لها توجهات الجمهور ومزاجه العام مشدداً علي انه ومن خلال دراسة سبق وقام بها حول مدي معرفة الرأي العام ودرايته بوجود احزاب حقيقية مؤثرة كانت النتيجة غير مرضية وليست في صالح الاحزاب السياسية وتابع استاذ الاعلام مؤكداً علي انه كلما كانت الاحزاب قوية وكان هناك تقدم في الحياة الحزبية كلما ازدادت الحيوية السياسية .
واضاف سامي عبد العزيز ان المزاج العام للشعوب له دور كبير في بناء اقتصاديات الدول مشيراً الي ان الاتراك علي سبيل المثال انفقوا ما يقارب من خمسة ملايين دولار لانتاج سلسلة من الافلام العاطفية والرومانسية الامر الذي انعكس علي انتعاش السياحة التركية ومن هنا بدأ المخطط الخبيث في العبث بالمزاج العام للشعوب وتدمير الدول من الخارج واردف ان التجارب اكدت علي ان الحالة المزاجية للشعوب اما ان تجعل الناس في حالة رضا او تجعلهم حالة سخط فقد تأكد من خلال الدراسات والابحاث ان هناك علاقة وطيدة بين المادة الموجودة والتي تعرض في الاعلام وبين المزاج العام ومن هنا ينبغي ان يكون لدينا الاهتمام بنوع المادة الاعلامية التي تبث للجمهور ومعرفة تأثيرها الحقيقي علي مزاجنا ونفسنا وتعاملنا مع الاخرين ، لذا اطالب حزب الحركة الوطنية وكل الاحزاب السياسية بأن تقصد المزاج العام للمواطن وترصد وبشكل لحظي وشكلي ومؤقت هذا المزاج والعمل علي مزاج المواطنيين حتي يكون لها تواجد حقيقي يميزها عن بقية الاحزاب الأخري مشدداً علي ان الخطاب الاعلامي في جميع الاحزاب يحتاج الي مراجعة ليترتبط بالمواطن ويحدد ويعرض الفوائد التي ينبغي ان تعود للمواطن وبشكل مباشر .
وقال الدكتور عبد العزيز، إن التجارب أكدت ان الحالة المزاجية لشعب من الشعوب اما تجعل الناس فى حالة رضا او فى حالة سخط، وهناك علاقة بين المادة المرئية فى الإعلام وبين الحالة المزاجية للمشاهدين، موضحا ان الأفلام القديمة والكوميدية تؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية للمشاهد ومن ثم تؤثر في سلوكيات الناس .
وأوضح عبد العزيز، أن مزاج المواطن مهم جدا في اتخاذ القرارات ووضع الرؤى العامة، وانه لابد من الاستماع للمواطن وعدم الاهتمام بالمؤتمرات والحشود فقط، والرأى العام أحيانا يفرض نفسه على الإعلام مستنداً لمعلومات وحقائق، اما المزاج العام فهو حالة شعورية أي عاطفية، غير قابلة للقياس، ولا تظهر فى كل الأوقات لافتا لأن المزاج العام مع نقص المستوى التعليمي، تعمم الأحكام وتنتشر السلبية بشكل مبالغ به .
واشار عبد العزيز، الى انه وعلي سبيل المثال كثرة النشر عن قضايا ضبط الفساد تؤثر علي المزاج العام وتعطي ايحاء بأن الدولة كلها فساد ورشاوى، لذا سبق واقترحت علي الجهات المعنية بأن يتم اعادة صياغة الأخبار بشكل ايجابي كي لا تعمم الحالة السلبية، ومن ثم لا ينعكس على المزاج العام لكل الشعب الامر الذي قد يتسبب في تناسي الايجابيات، محذرا من الاعلام غير الواعي الذي يستخدم الألفاظ غير المناسبة التي تعتمد على المبالغة، فالدراسات اوضحت ان المذيع فى مصر ياخذه دقيقتين كل 3 دقائق مقاطعا الضيف الذي يتحدث .
واوضح عبد العزيز، ان مايؤثر فى المزاج العام عدة خصائص منها الخصائص الديموغرافية مثل الزواج وعدمه، والحالة المعيشية والمستوى التعليمي، والعوامل الثقافية، والخلفية الدرامية الحزينة، الإنجاز العام والذي أثبتت الدراسات العلمية أنه من أكبر المؤثرات في الحالة المزاجية للإنسان، وهو ما لا يحدث فى الخطاب الإعلامي المصري، لذا أعود وأؤكد ان الاعلام يؤثر على الامن القومي، "والامة اللى أمنها النفسي معتل أمنها القومي مختل ".