هل تنتصر "الأمعاء الخاوية" على البطش الإسرائيلى

الإضراب عن الطعام سلاح الأسرى الفلسطينين فى مواجهة دبابة المحتل

تمكن مقداد القواسمة وعلاء الأعرج، ومنذ ساعات كايد الفسفوس، من الحصول على قرار  بانتهاء مدة الاعتقال الإداري فى سجون الاحتلال بعدما خاضوا معركة شرسة عرفت إعلاميا بـ "معركة الأمعاء الخاوية"، والتي بدأت منذ  أكثر من 6 أشهر وقادها 6 من الأسرى على فترات زمنية متفاوتة  .

والاعتقال الإداري بدون تهم صدر من خلال ضابط مخابرات إسرائيلى، بالمخالفة للمواثيق الدولية ومعاهدة جنيف، وكان المحرض الأساسى لخوض المعركة، وقد يعيش الأسير كل عمره داخل سجون الاحتلال فى ظل هذا الاعتقال، ويتم تجديد أمر الاعتقال الإداري سنوياً دون أن يسمح لأهل الأسير بزيارته، باسثناء الزوجة أو الأم، وتحت ضغوط وإجراءات أمنية مشددة، ومن يعترض من الأسرى يتم عقابة بالسجن فى زنازين انفرادية، وغيرها من الإجراءات العنيفة مثل التعذيب الذي قد يتسبب له فى عاهة مستديمة.

 يكفى أن تكون فلسطينياً

يقول خالد شقيق الأسير كايد الفسفوس، الذي قام بالإضراب عن الطعام لأكثر من 130 يوماً، حتى تم التوصل منذ ساعات لاتفاق يقضى بالإفراج عنه فى 14 ديسمبر المقبل: "الفلسطينى هو هدف الاحتلال الصهيونى، لإخلاء فلسطين من شعبها ونهب أرضها، وبالتالى طالما لست يهودياً فأنت متهم"..

معركة الأمعاء الخاوية

وأكد أن شقيقه اعتقله قوات الاحتلال ثلاث مرات، كان آخرهم فى شهر سبتمبر 2020، وتم إبلاغه بأنه معتقل إداريا لمدة 6 أشهر ولم يتم الإفراج عنه.

وأشار إلى أن شقيقه طالب بكلية الحاسبات والمعلومات ولديه طفلة تدعى جوان عمرها 8 سنوات.

ويخوض الأسير هشام أبو رواش، نفس الحرب ونفس المعركة اعتراضاً على ما يسمى بـ "الاعتقال الإداري"، وأكد شقيقه سعد أبو هواش، أن هشام تم اعتقاله منذ عامين دون وجود لائحة اتهام، ولفت إلى أن شقيقه دخل فى إضراب عن الطعام اعتراضا على قرار محكمة اسرائلية ببقاءه قيد الاعتقال مدة عامين، قائلاً إن قوات الاحتلال تتبع آلية تتصف بعدم الإنسانية فى التعامل مع الأسرى الفلسطينين، ومن يعترض منهم يوضع فى زنزاين انفرادية شديدة السوء، وغير آدمية.

وأشار إلى أن العائلة منعت أمنيا من زيارة ابنهم، باستثناء زوجته التي تمكنت من زيارته عدد قليل من المرات قبل دخوله فى الإضراب.

معركة الأمعاء الخاوية

"سجن الموت"

وأضاف سعد أبو هواش، أن شقيقه عاش خلف أسوار سجن عوفر،  وبعدها فى زنازين سجن الرمل المعروف باسم "سجن الموت"، ولا يتم نقل المضرب عن الطعام إلى مستشفيات مدنية، بل يتم التعامل معهم من قبل أطباء لا يملكون حق مزاولة المهنة.

وأشار إلى أن شقيقه أصبح "جلد على عظم" ونسبة البوتاسيوم زادت بجسمه لدرجة قد تؤدى إلى فشل كلوى، ويتقئ دم نظراً لإصابته بقرحة المعدة .

وأوضح  أنه تم اعتقال شقيقه منذ عام تقريباً من منزله، بعد منتصف الليل، ما أفزع أبناءه الخمسة بشدة وعاشوا ليلة من الفزع والخوف والصراخ، فقد حاصرت قوات الاحتلال منزلهم وقامت بتقييد والدهم بوحشية واعتقاله.

الامعاء الخاوية سلاح المقاومة ضد المحتل الاسرائيلي

"عياد الهريمى"

عياد الهريمي (28 عاماً) من بيت لحم، مضرب عن الطعام منذ 60 يوماً، يقبع في سجن "عيادة الرملة" حيث جرى نقله مؤخراً من زنازين سجن "عوفر"، وهو كذلك يعاني من أعراض صحية خطيرة، وهو معتقل إداري منذ شهر إبريل 2021، وأسير سابق تعرض للاعتقال المتكرر، وأعاد الاحتلال اعتقاله مجدداً بعد الإفراج عنه بفترة وجيزة، وكان قد أضرب سابقًا ضد اعتقاله الإداريّ، حيث خاض في عام 2016 إضراباً استمر لمدة (45) يوماً، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله نحو تسع سنوات.

لؤى الأشقر

المعتقل الرابع هو الأسير لؤي الأشقر من بلدة صيدا – طولكرم- مضرب منذ 39 يوما   منذ دخوله المعتقل فى بداية أكتوبر الماضى، وهو  قرر أن يشارك فى هذه المعركة ضد الظلم والاحتلال، وكان قد اعتقل عدد من المرات وأمضى من عمره 8 سنوات، وأثناء تعذيبه فى إحدى التحقيقات فى عام 2005 أصيب بشلل فى ساقه اليمنى، ومع ذلك لم يتمكن العدو من قتل روح المقاومة لديه، وهو يقبع في زنازين معتقل "الجلمة" في ظروف قاسية للغاية، حيث بدأ يعاني م تراجع واضح فى وضعه الصحي، و"الأشقر" معتقل منذ الخامس من أكتوبر 2021، متزوج وأب لثمانية أبناء، وهو شقيق الشهيد الأسير محمد الأشقر، الذي ارتقى شهيدًا في سجن "النقب" عام 2007.

نادى الأسير

أكد تقرير نشره نادى الأسير الفلسطينى، أن قوات الاحتلال الصهيونى اعتقلت 467 فلسطينياً خلال أكتوبر الماضى، من بينهم 135 طفلاً و10 نساء. 

وأشار التقرير إلى إنه وصل عدد أوامر الاعتقال الإداريّ الصادرة بحقّ المعتقلين خلال شهر أكتوبر إلى (106) أوامر، بينها (49) أمراً جديداً، و(57) أمر تجديد..

والاعتقال الإداري مبدأ صهيونى لعدم الكشف عن التهمة المسندة للمعتقل،وحسب ما صرحت به منظمة "مادى الأسير الفلسطينى" فإن سلطات الاحتلال تستخدم الاعتقال الإداري بشكل متصاعد كنهج لعدم الكشف عن التّهمة المسندة للمعتقل بموجب أمر الاعتقال الإداري، وتشكّل هذه السّياسة إحدى أدوات سلطات الاحتلال التي تهدف من خلالها إلى تقويض أية احتجاجات أو مطالبات تتّصل بالحقوق المصيرية للشّعب الفلسطيني.

وأكد نادى الأسير الفلسطينيى أنه منذ عام 2015 خرجت المحكمة العليا للاحتلال بما يسمى بقرار "تجميد أو تعليق" الأمر الإداري بحقّ الأسير الذي يخوض إضراباً فردياً عن الطّعام، واعتبرت المؤسسات المختصّة في حينه أن هذا القرار أداة لترسيخ سياسة الاعتقال الإداري، ولم تتوقّف المحكمة العليا عن استخدام هذا القرار حتّى اليوم، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري، بل إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والمخابرات (الشاباك) عن مصير وحياة الأسير، وتحويله إلى "أسير" غير رسمي في المستشفى، ويبقى تحت حراسة "أمن" المستشفى بدلاً من حراسة السّجّانين.

.

أبناء الأسرى