أحمد الطاهري
جائحة من التضخم تضرب الاقتصاد العالمى.. هل تتحرك الحكومة قبل تحرك الأسعار؟
الرئيس يؤكد دعم المسار السياسى فى ليبيا من باريس والانتخابات فى موعدها ولا مكان للمرتزقة
ضربة استباقية من المنتدى الاستخباري العربى قبل موجة الفوضى الإقليمية الثانية
على مَن يتم إطلاق الرصاص فى العراق؟
لا حدود فاصلة بين الداخل والخارج.. تقاطعات واضحة بين ما هو اقتصادى وسياسى وأمنى واجتماعى.. تبادُلية التأثير باتت أمرًا واقعًا مع دولة بحال وحجم (مصر) بلغت من القوة ما يجعلها تتجاوز مستوى التأثير الإقليمى وتنتقل بثقلها الاستراتيچى إلى مركزها كفاعل دولى مؤثر له كلمته ورؤيته وحركته النشطة فى الأچندة العالمية. وتيرة الأحداث تتسارع وتتصارع.. انعكاس الأزمة الاقتصادية العالمية بات واضحًا على الشعوب.. الفايننشال تايمز خرجت لتعلن ارتفاعًا هو الأكبر فى الولايات المتحدة منذ العام 1991.. وفى مصر بدأ صدَى تحرك الأسعار، وهو أمرٌ متوقع؛ خصوصًا إذا ما علمنا أننا نستورد 97 % من احتياجاتنا من الزيوت، وقد تضاعف السعر العالمى..
تحرّك سعر الزيت وإن لم يصل إلى المستوى العالمى، ولكن معه تتحرك أسعار أخرى فى الطعام اليومى.. فى سوق السيارات تدخّل جهاز حماية المستهلك لوقف ظاهرة (الأفر برايس) أو السعر المضاف.. وهنا علينا أن نسأل الحكومة هل تتحرك بشكل استباقى قبل أن تحرك الأسعار؟
إن هذا السؤال ليس هدفه وضع حكومة الدكتور مصطفى مدبولى فى لوحة التنشين تحت وطأة ظرف عالمى؛ ولكنه يبتغى فتح سياق الأفكار والمبادرات والخطوات الاستباقية.. ليكن تفكيرًا مشتركًا بين الحكومة والرأى العام بكل مكوناته ولتستمع الحكومة لكل الآراء والأفكار بما فى ذلك آراء المعارضة الوطنية.
إن أسئلة تفرض نفسَها الآن.. هل نحن بحاجة إلى تحسين جودة الدعم؟
هل نحن بحاجة إلى مزيد من إجراءات الحماية الاجتماعية؟
إن مهمة الصحفى هنا تتلخص فى السؤال، أمّا الإجابة فهى تحتاج إلى أهل الاختصاص فى كل المواقع.. وداخل هذا العدد ملف خاص يرصد حال الشارع ويستمع إلى آراء المتخصصين.
أبعاد الأزمة الاقتصادية العالمية عن متغيرات السياسة الدولية فرض ساذج.. واستبعاد التأثير الاجتماعى والأمنى على منطقة الشرق الأوسط؛ خصوصًا المنطقة العربية أكثر سذاجة، لا سيما أن إرهاصات محاولات ضرب منظومة الأمن الإقليمى باتت واضحة بَعد هدنة من التماسُك وبداية تعافى بدا أن هناك مؤشرات لموجة جديدة من الفوضى تقوّض محاولات استعادة الدولة الوطنية فى المنطقة.. دولة المؤسّسات.
هنا علينا أن ننتبه إلى ما يجرى عندنا وما يدور من حولنا.. ولنبدأ من مؤتمر باريس الدولى والنشاط المكثف للرئيس «عبدالفتاح السيسي» من أجل نجدة ليبيا وعدم ترك مصيرها فريسة فى يد المرتزقة، وجاء الخطاب المصري واضحًا متمسكًا بالدولة الوطنية الليبية ودعم المسار السياسى والذي يقضى بإتمام الانتخابات فى موعدها وتحرير التراب الليبى من تواجُد المرتزقة.
وهو ما يمثل استمرارًا للجهد المصري الشريف تجاه الأشقاء فى ليبيا لحفظ مقدرات وطنهم بما تمثله ليبيا وأهلها من خصوصية لمصر، فالحديث عمّا تمثله ليبيا لمصر كمسألة أمن قومى مباشر هو الحقيقة المطلقة، ولهذا كان الخط الأحمر المصري قول الفصل فى إعادة المسار الليبى إلى السياق السياسى رُغم أنف الجميع.
بين هذا وذاك.. فرضت تطورات المسألة الأفغانية ظلالها على السياق الأمنى العالمى.. تحركات من واشنطن وموسكو وبكين، ولكن استبقت القاهرة الجميع بانعقاد دورة استثنائية للمنتدى الاستخبارى العربى وتصدّرتها التطورات فى أفغانستان.. المنتدى الاستخبارى العربى وكما وصفه الرئيس «السيسي» فى الكلمة التي وجّهها للوفود المشاركة، يُعَد مَحفلاً فريدًا من نوعه فى المنطقة يعزز من مبدأ المسؤولية المشتركة فى مجابهة التحديات التي تواجه المنطقة؛ خصوصًا ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف والتي تستدعى انتهاج مقاربات شاملة خلال التعامل مع الأزمات الإقليمية من خلال التركيز على إنهاء التدخلات الأجنبية فى شؤون المنطقة العربية واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية ومؤسّساتها.
هذه المحددات التي جاءت فى كلمة الرئيس «السيسي» للوفود المشاركة فى المنتدى الاستخبارى ترسم أيضًا محددات لفك شفرة ما يجرى فى العراق بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى.. فإذا أردنا أن نعرف لماذا تم استهداف الكاظمى؟ ستجد لأنه رجل دولة يسعى لاستعادة الدولة الوطنية فى العراق وبناء جيش عراقى يمتلك القدرة ويعمل بدأب لإعادة العراق إلى محيطها العربى ودخل فى مواجهة حقيقية بالغة الشراسة مع الإرهاب.. هنا ندرك على مَن يتم إطلاق النار فى العراق؟..
وللحديث بقية.