عاجل
الجمعة 16 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
"إلا أنا" وحكايتها
بقلم
هند عزام

"إلا أنا" وحكايتها

تقديم فن هادف بصورة غير مبالغ فيها من ناحية الشكل والديكورات، بالإضافة إلى التمثيل الجيد ومناقشة القضايا المجتمعية وطريقة السرد والطرح من الإشكالية التي داعبت خيال الجمهور وصناع الدراما أنفسهم مؤخرا، بدأت تتغير البوصلة بتقديم توليفة من الأعمال الفنية، ما بين الاجتماعي والوطني والترفيهي.



 

في رأيي أن سلسلة حكايات دراما "إلا أنا" من أهمها، خاصة ما تم عرضه خلال الأسابيع الماضية، من مناقشة مشاكل المرأة والحياة الزوجية عامة.

 

الغريب أن يخرج علينا البعض ينتقد ويبرز امتعاضه من استمرار عرض القصة المنفصلة لهذا العمل.

 

عمل يمكن أن يغير الكثير، عمل حقيقي يكشف عورات المجتمع والحال الذي وصلنا إليه، عمل يفتح جرحًا غائرًا بالمجتمع، تضج بقصصه جروبات السيدات على مواقع التواصل الاجتماعي، البعض تهكم على بعض القصص كونها تشجع المرأة على الانفصال، بتفسير يؤكد عدم المتابعة، الطرح يدق ناقوس الخطر وينبه المرأة بضرورة الاستقلال المادي عن الزوج، كما أنه من خلال تلك القصص التي يلقى الضوء عليها يمكن أن تتحرك الجهات لتغيير القوانين لحماية الزوجة والأبناء من رب أسرة مستهتر أو عديم المسؤولية.

 

الحكايات تنوعت ما بين الرجل الخائن وعديم الشعور وغيرها، وكان من أهمها حكاية "على الهامش"، التي جسدتها الفنانة نرمين الفقي، عن زوجها الذي خانها مع صديقتها، وعقب الطلاق لما تجد مأوى، لها بسبب أن أولادها تعدوا السن القانونية الحضانة.

 

عقب العرض وافق المجلس القومي للمرأة على مناقشة هذه القضية وحلها، من خلال المجلس، وكيفية حصول المرأة المنفصلة على حقوقها كاملة وإيجاد فرصة عمل لها بعد الانفصال، وذلك عقب عرض مخرجة المسلسل أماني التونسي قضية "نساء بلا مأوى" على المجلس لمناقشتها وإيجاد حلول لها، هذا هو الدور الحقيقي للفن لنفع المجتمع.

 

أثناء كتابتي للمقال قرأت بالمصادفة في أحد جروبات السيدات على فيس بوك قصة امرأة تطرح مشكلتها وتطلب المساعدة تتحدث عن تعرض طفلها الذي لم يتجاوز الـ4 أعوام لاكتئاب! وتم فصله من المدرسة التي لم تقم بدورها بشكل سليم في معاملته ليعاقب دون ذنب، وذلك بعد وفاة جدتها التي كان الطفل متعلقًا بها تعلقًا شديدًا، والدة الطفل وحيدة ليس لها أخوات، ووالداها متوفيان، واضطرت إلى تغيير مكان السكن، فترك الطفل كل ما هو محبًا ومتعلقًا به فجأة، من أصدقائه ومدرسته، وفي المقام الأول جدته العطوفة، وكانت وجدتها متحملين نفقاته كاملة، ومع وفاتها تعرضت للعديد من الأزمات.

 

كل هذا أدى في النهاية إلى تشخيص الطفل باكتئاب، وكثير من القصص التي يجب أن يتحرك القانون سريعًا ليحمي المرأة والطفل بشكل أكبر.

 

وهنا أتذكر ما طرحته الفنانة سمية الخشاب بضرورة فرض الحكومة فكرة "رخصة إنجاب"، تمنح للمقبلين على الزواج، بعد اختبار يجرى لهم قبل الزواج.

 

وأثارت سمية الجدل بهذا الطرح، وقالت سمية في تغريدتها: "أنا بطالب برخصة وامتحان لـ"الإنجاب"، يعني قبل ما الأزواج يخلفوا يروحوا يطلعوا الرخصة دي، فيتعملهم اختبار هل هما مؤهلين يربوا أو لا؟

 

وتابعت: "هل هيطلعوا نشء كويس للمجتمع؟ واللي يسقط في الامتحان ياخد كورس تدريب لحد ما ينجح".

 

هذا الطرح سخر منه البعض لكنني أؤيده، فمع الخلل المجتمعي والخلل الأخلاقي الذي ملأ المجتمع والأمراض النفسية التي يعاني منها البعض أصبح هذا الطرح ضرورة ملحة.

 

في الكنسية يوجد كورس قبل الزواج، من خلاله يستطيع بدقة الطرفان إما أن يستمرا وإما الانفصال مبكرًا قبل إتمام الزواج، وأدعو إلى أن يكون هذا الكورس إجباريًا للجميع في إطار محاولة حل المشكلة من بدايتها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز