عاجل
الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

وزير الأوقاف في حوار لـ"بوابة روزاليوسف": نسعى لإعداد جيل من الأئمة قادر على التجديد

الزميل صبحي مجاهد يحاور وزير الأوقاف
الزميل صبحي مجاهد يحاور وزير الأوقاف

 تساؤلات كثيرة في الشارع عن وزارة الأوقاف، ومساجدها في تنوير الناس ومواجهة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الديني، وهل الأئمة قادرون على التصدي لإصدار الفتاوَى الدينية في مختلف شؤون الحياة ومن له حق إصدار تلك الفتوى، والخطبة الموحدة في صلاة الجمعة، وغيرها من الأسئلة التي تهم المسلمين، حملتها وتوجهت إلى فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وطرحتها على فضيلته.. فكان هذا الحوار.   



 

-    بداية؛ ما آخر خطوات وزارة الأوقاف تجاه تجديد الخطاب الديني؟ 

الأوقاف اتخذت خطوات على مسارات مختلفة من أجل تجديد الخطاب الديني بداية من تنظيم دورات تأهيل الدعاة والواعظات ورفع مستواهم وانتهاءً بإصدار عشرات المؤلفات التي تعالج قضايا هامة، وتوضح كيفية مواجهة التحديات التي تواجه مجتمعنا بسبب الأفكار المتشددة أو المنفلتة، وفي إطار التجديد أصدرنا مؤخرًا عدًا من المؤلفات التي تساهم في فهم النصوص الدينية، مثل كتاب العقل والنص، وكتاب الجاهلية والصحوة، وكتاب مقاصد الشرع وقضايا العصر.

 

ولكون قضية التجديد جزءًا أصيلًا في مواجهة مشكلات المجتمع حرصنا على أن يتناول الخطاب الديني قضايا هامة لمجتمعنا كقضية تنظيم الأسرة، وخصصنا خطبًا وندوات لمناقشتها، كما أصدرنا كتابًا شرعيًا يؤصل لمسألة تنظيم الأسرة وفق متغيرات العصر.

 

-  وهل نجحت الأوقاف في الارتقاء بالدعاة لتحقيق أهداف التجديد؟ 

 بالفعل الأوقاف نجحت إلى حد بعيد في تنفيذ خطتها في الارتقاء بالدعاة من خلال برامج متقدمة جدًّا في التدريب والتأهيل للأئمة والواعظات والإداريين بوزارة الأوقاف؛ حيث أخذنا مبادرة التدريب العلمي المنهجي التراكمي المستمر على كل المستويات للأئمة والواعظات ليكونوا دعاة وسطية، انطلاقًا من أن الدعوة إلى الله "عز وجل" تكون  بالحكمة والموعظة الحَسنة، ولا يمكن أن تكون الدعوة حكيمة حَسنة ما لم تكن الطريقة والوسيلة كذلك، وأكدنا أنه علينا أن نكون دعاة لا قضاة ولا جلادين، وأن نكون مبشرين ميسرين لا مشددين ولا معسرين. وفي هذا الصدد نفذنا برامج علمية متخصصة للأئمة والواعظات؛ حيث تم تنفيذ "164" دورة لأكثر من 37 ألف إمام وواعظة وإداري ومعلم تربية دينية، وتم من خلال هذه الدورات تدريس مجموعة من الكتب التي تُعنى بتأصيل الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة الأفكار المنحرفة، وكذلك تدريس العلوم الإنسانية "علم المنطق، وعلم النفس، وعلم الاجتماع"، كما لم نغفل تدريب الدعاة على المهارات الإعلامية من خلال التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام.

 

 

دعوة إلكترونية

 

- لكن، هل كان لوسائل التواصل الاجتماعي نصيب من تدريب الدعاة؛ لاسيما أن الدعوة التكنولوجية أصبحت أكثر تأثيرًا؟

  لا بُد على الداعية في زماننا الإلمام بمهارات التواصل الدعوي مما يتطلب الإلمام الكافي بالتعامل مع سائر وسائل التواصل العصرية والتكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بمهارات فائقة تواكب العصر ومستجداته ومتطلباته؛ حيث إن لدينا قناعة بأن وسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل التفاعل في عصرنا الحاضر لأنها تمتلك السرعة في نقل المعلومات، لذلك أطلقنا دورات السوشيال ميديا بالمديريات في المحافظات، ليتمكن الإمام من التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي في شتى مناحي الحياة.

 

كما لدينا قناعة بأنه يجب على كل عالم أو واعظ مخلص أن يبذل أقصى طاقته في سبيل تحقيق الدعوة إلى الله، مع الأخذ بكل الأسباب ووسائل ومهارات وأدوات التواصل التي تعينه على إبلاغ دعوته بلاغًا مبينًا، ولذلك كان هناك حرص على تدريب الدعاة على الحاسب الآلي، والسوشيال ميديا والتحول الرقمي، ليصل إجمالي الحاصلين على شهادة "ICDL" من أكاديمية الأوقاف الدولية "637" إمامًا وواعظة وإداريًّا.

 

 وقد تم خلال شهرَيْ يوليو وأغسطس 2021م الانتهاء من تدريب أكثر من "31" ألف إمام بالمديريات الإقليمية من خلال عقد "47" دورة في السوشيال ميديا.

 

صناع التجديد

- أطلقتم وسط هذا الكم الهائل من الدورات برنامجًا بعنوان "الإمام المفكر" فما الهدف وراء هذا البرنامج؟

هذا البرنامج يُعد أقوى وأهم برنامج تدريبي في تاريخ وزارة الأوقاف "الإمام المفكر"؛ حيث يهدف إلى صنع جيل شديد التميز من الأئمة العلماء المفكرين الذين يدرسون إلى جانب علوم الدين واللغة علوم العصر بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ؛ حيث نأمل في أن يسهم ذلك في صنع جيل من الأئمة العلماء المفكرين. 

 

فقد استطعنا أن نتحول بثقافة الفكر المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة عامّة بين الأئمة والواعظات، ونعمل على التحول بالإمام من إمام مستقبل لقضايا التجديد إلى منتج ومساهم في صنع قضايا التجديد، ومن هنا جاءت فكرة الإمام المفكر المستنير وكذلك الحال في الارتقاء بمستوى الواعظات.

 

-  أعلنتم من قبل عن وجود دعاة متميزين تم حصرهم.. كيف تم هذا الحصر؟  

الحصر تم من خلال اختبارات للتميز بين الدعاة والأئمة والواعظات، وكانت النتيجة أن "713" إمامًا من الحاصلين على الدكتوراه من الأئمة اجتازوا اختبار التميز العلمي، كما اجتاز "1644"   أمامًا من الحاصلين على الماجستير اختبار التميز العلمي، إضافة إلى "2163" من الحاصلين على دبلوم الدراسات العليا نظام السنتين من الأئمة اجتازوا اختبار التميز العلمي. 

 

كما بلغ إجمالي عدد الأئمة المسجلين بالدراسات العليا على منحة الماجستير "865"، في حين بلغ عدد الواعظات الحاصلات على الدكتوراه "13" وبلغ عدد الواعظات الحاصلات على الماجستير "15".

 

مبادرات الأوقاف

 

- سمعنا مؤخرًا عن المبادرات الجديدة التي أطلقتها وزارة الأوقاف.. ما هي أحدث تلك المبادرات من وجهة نظركم؟ 

تُعد مبادرة "حق الطفل" تتويجًا حقيقيًا لنشاط وزارة الأوقاف والمقدم لشريحة الأطفال والذي نشط بشكل كبير منذ عام ٢٠١٥م، و تهدف إلى تثقيف وبناء وعي الطفل، فبناء وعي الطفل لا يقل أهمية عن بناء الأوطان، فهم نواة المجتمع وبناة المستقبل، وسوف نقدم من خلال هذه المبادرة عددًا كبيرًا من المضامين التثقيفية المختلفة والتي تضمنتها كافة إصدارات الوزارة  الثقافية الخاصة بالطفل، سواء دينية أمْ اجتماعية أمْ تاريخية أمْ أدبية أمْ نفسية أمْ خيالاً علميًا إلى غيرها من المضامين الأخرى، كل ذلك في قالب تفاعلي جاذب يعمل على جذب الطفل للتأثر والفهم والتفاعل والمشاركة.

 

وفي إطار حرصنا على الاستقرار الأسري والمجتمعي أطلقنا أيضًا مبادرة "سكن ومودة"، ومن خلالها ستعقد وزارة الأوقاف دورات متخصصة في فقه الأسرة وحقوق كل من الزوجين على الآخر، وبيان أهمية الاستقرار الأسري؛ وبخاصة للمتزوجين حديثًا والمقبلين على الزواج وجميع الراغبين والراغبات.

 

العناية بالمساجد

 

- واجهت مصر اتهامات مستمرة بإهمال المساجد.. كيف ترد على تلك الاتهامات؟

الدولة تعتني عناية بالغة وبصورة غير مسبوقة بالمساجد، مما أدى إلى تحقيق رقم قياسي في افتتاح المساجد الجديدة التي تم إنشاؤها بمعرفة الوزارة أو بالجهود الذاتية التي تمّت تحت إشراف الأوقاف؛ حيث تم افتتاح "1745" مسجدًا جديدًا في الفترة من ديسمبر 2020م حتى اليوم، منها "1599" مسجدًا جديدًا.

 

كما تمّت صيانة وترميم نحو "6600" مسجد، منها نحو "3700" مسجد تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها من موازنة وزارة الأوقاف ومواردها الذاتية بتكلفة مالية نحو ثلاثة مليارات جنيه، ونحو "2900" مسجد تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها بالجهود الذاتية تحت إشراف وزارة الأوقاف، بما يزيد على ملياري جنيه.

 

 كما تم لأول مرة في مصر توثيق المقتنيات الأثرية المنقولة بالمساجد؛ حيث بلغ إجمالي ما تم توثيقه وتسجيله بمعرفة اللجان المشتركة بين الأوقاف والآثار "2537" مقتنى أثري.

 

هيئة الأوقاف

- ننتقل إلى هيئة الأوقاف؛ لمعرفة إلى أي مدى تم تطوير الهيئة وتكثيف إسهامها المجتمعي؟

لقد ساهمت وزارة الأوقاف من خلال هيئة الأوقاف في إنشاء مشروعات وطنية واستثمارية، كمدينة للحرفيين بالغربية على مساحة 12 فدانًا، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المشروعات الإسكانية والعقارية.

 

ونتيجة للمتابعة والتطوير؛ فلقد حققت هيئة الأوقاف المصرية رقمًا قياسيًّا جديدًا في إيرادات وأرباح الربع الأول من العام المالي الحالي؛ حيث بلغ إجمالي الإيرادات والأرباح "363,899,994" جنيهًا، بزيادة قدرها "48,515,245" جنيهًا بنسبة زيادة تقدر بنحو 15,4% عن نفس الفترة من العام المالي 2020 /2021م. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز