العميد"وهيبي" أحد أبطال أكتوبر73 يروي تفاصيل خطة الخداع استعدادا للحرب (فيديو)
تحتفي مصر من كل عام في السادس من أكتوبر بذكري الانتصار العظيم الذي قدمه أبناء الوطن المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم فداءً لوطنهم وأثبتوا قدرتهم في الدفاع عن تراب وطنهم الغالي ، الذين رفعوا علم مصر علي أرض سيناء الحبيبة، حيث سيظل هذا اليوم راسخًا في عقول وأذهان الجميع جيلاً بعد جيل يسترجعون ذكريات الماضي لأجدادهم يستلهمون الأبناء و الأحفاد منه القوة والفخر والعزة والكرامة والشجاعة لما حققوه الأجداد من نصر عظيم.
روي العميد السيد وهيبي خليل ابن محافظة الشرقية ل"بوابة روزاليوسف" وأحد مقاتلي قوات الصاعقة في حرب أكتوبر1973، تخرجت من كلية الحربية في 5/8 1973 اي قبل الحرب بشهرين وتم انضمامي للكتيبه 43 صاعقه والتي كانت مكلفة بمهمة النقطة القوية علي لسان بور توفيق واستعددنا للمعركة، كنت حينها قائد الكتيبة 33 صاعقة في حرب تحرير الكويت "العروبة 90" وحصلت علي العديد من الدورات التدريبية ومنها واحدة بإحدي الدول العربية.
وأثبتت عمليات أكتوبر 73 صدق الحكمة" ان النصر لا يأتي أثناء المعركة فقط ولكن يتأتي بعدها بوقت طويل ولم يكن النصر وليد الصدفة بل كان سمة تخطيط وتنفيذ سليم للقوات المسلحة وقيادة حكيمة من خلالها حققنا نصر أكتوبر العظيم ليجسد أسمي المعاني في حب الأبناء لوطنهم. قال العميد السيد وهيبي، منذ نكسة 67 يونيو واحتلال اسرائيل الي 80% من شبه جزيرة سيناء والاسلحة والمعدات من هنا بدأ الإستعداد لحرب أكتوبر 73 ولم يكن هناك جندي واحد يعتقد ان المعركة قد انتهت ولكن الجميع كان يتذكر دائما ويفكر ان المعركة قادمة لاريب فيها سواء طال الوقت او قصر أعدت القوات المسلحة خطة خداع محكمة للاستغناء عن الخبراء السوفيتت ما يعني عدم جاهزيتها بالدخول لمعركة مع إسرائيل، بجانب المشروع التدريبي تحرير 41 و جعلت الإشارات مفتوحة لكي توهم اسرائيل عدم إستعداد القوات المسلحة للحرب، والمحافظة علي الروتين اليومي للجنود لإظهار عدم نية الهجوم.
كما بلغت خطة الخداع ذروتها بالاعلان عن تسريح دفعات من الجنود وعددهم 30 ألف جندي وفتح باب الحجز للحج والعمرة واستكمل أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد، أنه في يوم في 5 أكتوبر سافر وزير الخارجية محمد حسن الزيات آنذاك لمقابلة هنري كسنجر لعرض خطة سلام وقوبلت بالرفض من إسرائيل، وفي يوم السادس من أكتوبر أعلن قائد القوات الجوية عن زيارته إلي ليبيا قبل بدء الضربة الجوية بساعات.
وفي السياق ذاته، قال العميد السيد وهيبي ان الرئيس محمد أنور السادات كان علي إستعداد للمعركة حيث اجتمع بالقادة العسكريين في الاول من أكتوبر، وأخذت القوات البحرية أوضاعها في البحر الأبيض والأحمر والمتوسط، وتوجه المشير أحمد اسماعيل إلي سوريا لوضع اللمسات النهائية ، كما تم تجميع 31 كتيبه صواريخ علي الجبهه وتسليم الأظرف المغلقة بتوقيت العبور ودخول وحدات الكباري في آخر ضوء لمواقعها، وتكثيف دوريات سطع علي طول الجبهه لحين الساعة الصفر وإقتحام خط بارليف الذي قيل عنه" خط حصين ولا يقهر ولا يمكن تدميره بأي حال من الأحوال".
واسترجع العميد السيد وهيبي ذاكرته أثناء المعركة ليتذكر مشاهد من أكثر اللحظات الصعبة التي مرت عليهم خلال المعركة، قال أن الشهيد إبراهيم الشاهد أصر علي الدخول في خضم المعركة من اليوم الأول واستشهد بعد ارتدائه الأفارول للمرة الأولي ، والملازم أول عادل السعيد أحد أبناء مدينة المنصورة أصيب بلغم في قدمه أدي إلي بترها وحاولنا نقله للمستشفي ورفض خوفًا علي زملائه من ضرب النار قائلاً :" انصرفوا لحد ما الضرب يوقف انا عرفت نهايتي"، والشهيد البطل جمال عزام الذي اقتحم النقطة القوية واستشهد هو الآخر، مشاهد تضحيات كثيرة من رجال صنعوا مصر في سبيل الوطن ولحظات لن تنسي ولم يمحوها الزمن تترسخ في أذهان الجميع. وتابع : من أكثر لحظات الفرح التي مرت علينا عندما استسلم 37 جنديا اسرائيليا في بور توفيق منكسين العلم، وتقديم التحية للقائد المصري، وتناقلتها جميع وسائل الإعلام وكانت قمة النصر لنا كمقاتلين في الكتيبه 43 صاعقة.
وأوضح العميد السيد وهيبي، انه بعد تخرجه كان قائد دورية في قوات الصاعقة ، وقائد كتيبة صاعقة ، وأركان حرب وتدريب العمليات المجموعة 127 صاعقة ، مساعد لرئيس أركان وحدات الصاعقة، رئيس مجموعة تعليم في معهد ضباط الصف معلمين ، قائد لواء الطلبة في معهد ضباط الصف معلمين.
حصل أحد أبطال حرب أكتوبر المجيد ، علي نوط الواجب العسكري ، نوط الخدمة الطويلة والخبرة الحسنة ، ميدالية اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر 1973، هذه الأنواط هي شرف لاي مقاتل مصري لا اتقدر بثمن ومشاركتي في المعركة العظيمة هي الفخر الذي نعيش عليه الآن.



