عاجل
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكتاب الذهبي
البنك الاهلي

صندوق الدنيا

رسم: ابراهيم عبدالملاك
رسم: ابراهيم عبدالملاك

 اعْتَادَتْ مُنْذُ الصِّغَرِ أن تَحْتَفِظَ بأَشْياءٍ عزيز ةٍ عليها داخِلَ صندوقٍ تَضَعُهُ فى غُرفتها،هى فقط مَنْ تمتلكُ مِفْتاحَهُ، وكُلَّما كَبُرَتْ قليلًا اسْتَبْدَلتْ صُنْدُوقَها بآخرَ أكبرَ منه، حتى أصبح يَشْغَلُ حيزًا كبيرًا من الغُرفَة.. حاولت والدتُها كثيرًا تَفَقُّدَ هذا الصندوق ولكنها كانت تَرْفُضُ بشدةٍ؛ وتُحكِمُ إغلاقه.. أخبرتها والدتُها بضرورةِ تَصْغير الصندوق لصِغَر الغُرفةِ.. اسْتَمَعَتْ ولم تَسْتَجِبْ..  ألحَّتْ الأمُّ فى طَلَبِها.. غَلَبها الفُضُولُ وجَلَسَتْ ذاتَ يومِ بجوارِ ابنتها عن كَثَبٍ وهى تَفْتَحُ الصندوقَ.. ترددت الابنة فى فتحه أمامها ولكنْ إصرارُ الأمِ تَغَلَّبَ فى النهاية، وعندما فُتِحَ الصُّنْدوقُ ضَحِكتْ الأمُّ مُستنكرةً ما يحدثُ؛ فلم تجدْ أى شىء داخِلَ الصُّندوق!! تساءلتْ أين أشياؤك؟ ومن اختلسها؟ لقد أحْكَمْتى إغلاقه.. ااستمرت الأمُّ فى الأسئلة بينما التزمت هى الصمتَ!! نظرت إليها تنتظر إجابةً.. فأخبرتها أنَّ الصندوقَ فارغٌ مُنذ وُجِد!!  زادت حيرةُ الأمِّ كنت دومًا تُخبرينى بحاجتك إلى تكبير حجم الصُندوق ليستوعب أشياءَك.. أجابتها بإقتضابٍ شديدٍ.. نعم أخبرتك بذلك فعلاً.. إذن أين هى؟ أين الهدايا والألعابُ؟ لم أرَ منها شيئًا.. أجابتها كلُّ الألعابِ والهدايا التي امتلكتها ليست من اختيارى.. كانت اختيار من أحضروها إلىّ وكنت مُضْطَرةً أن أقْبَلها بامتنانٍ مزيف، ودون سعادةٍ ألْعبُ بها.. بينما أشيائى التي أحتفظُ بها فى صندوقى من اختيارى أنا حتى وإن كانت تَقْطُنُ بمُخَيِّلَتى فقط.. أحلُم بأنى أمتلكها، أعيشُ أسعدَ لحظاتى بجوارهذا الصُندوقِ..  أشعر فى نهاية لعبتى وأنا أُلملمُ أحلامى بأن صندوقى لم يعد به مكان شاغر لكل هذه الأحلام.. أُبادر بإحضار صُندوق أكبر يتسع أحلامى وممتلكاتى.



نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021
نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز