

حسن الرشيدى
الثقافة بين الأمجاد والبلطجة والفكر الشاذ
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أكد أهمية الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة في إثراء العقول وتشكيل الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع، خاصة البراعم والشباب، فالوعي جدار حصين يقي الوطن من كافة الأفكار المتطرفة والهدامة، ويحفز طاقات البناء والتنمية.
رئيس الوزراء يؤكد دور وزارة الثقافة في مكافحة الفكر المتطرف وتشجيع كافة الأفكار التي تحث على تحفيز الشباب على التنمية والنهوض بالوطن، ووزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، تؤكد تنفيذ خطتها لدعم النشاط الثقافي في مختلف المحافظات، وإتاحة المطبوعات المتنوعة التي تناسب جميع الاهتمامات والأعمار، وإحياء الإرث الثقافي والفني من الحرف التراثية التي برع فيها المصريون عبر العصور.
الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة يمثل ركنًا مهمًا في تنمية وعي الناس، وربطهم بالتراث المصري وماضيهم ويذكرهم بالبطولات الخالدة، ولكن على وزارة الثقافة أن تؤدي دورًا حيويًا مهمًا في غرس الأفكار الإيجابية المحفزة لبناء الوطن وتنميته في عقول الأطفال والشباب، ونشر ثقافة النظافة والالتزام بالقانون، ليس فقط من خلال الكتب والروايات وإنما عبر الندوات الثقافية، خاصة أن لديها مراكز ثقافية تضم كتائب من المثقفين والموظفين في مختلف أنحاء الوطن.
أعتقد أن مراكز الثقافة الجماهيرية المنتشرة في كافة المحافظات، يمكن أن تؤدي دورًا مهما في بناء وعي الناس، وتنويرهم بمخاطر الزيادة السكانية، وأعتقد أيضًا أنه من اليسير تنظيم ندوات في مراكز الثقافة بالأقاليم، يحضرها قادة الرأي المؤثرون في القرى والمحافظات لإقناع الناس البسطاء بخطر الانفجار السكاني، وأهمية تنظيم النسل في توفير حياة كريمة للأسرة، وتعليم أفضل، ورعاية صحية لائقة للأبناء.
ومن الأدوار المهمة أيضًا التي يجب أن تقوم بها وزارة الثقافة مع الأجهزة الأخرى، هي توعية الأطفال والشباب بأهمية النظافة، والحفاظ على نظافة شوارعنا ومنازلنا، وكل مكان بالوطن.. وزارة الثقافة من خلال مراكز الثقافة الجماهيرية في مختلف الأقاليم، يمكنها أن تلعب دورًا جوهريًا في تغيير سلوكيات الناس للأفضل، عبر الندوات ووسائل الاتصال المباشرة.
لا قيمة للقراءة والثقافة إذا لم يستفد بها الإنسان في بناء الوطن، والارتقاء بسلوكيات البشر.
ما فائدة أن نتحدث دائمًا عن أمجاد الماضي، دون الاستفادة من تجارب العظماء الخالدين في بناء الوطن؟!
وما فائدة أن تقرأ ألف كتاب بينما لا تحافظ على نظافة بلدك، وتنتهك القوانين وتمارس السلوكيات الشاذة التي تضر بالوطن والناس؟!
ما فائدة نشر الكتب الثقافية عن القيم الأخلاقية، بينما تقتحم دراما العنف والبلطجة والقتل والمخدرات، وغيرها، البيوت؟!