

حسن الرشيدى
قسوة الأباء.. والانتحار
الأسرة تلعب دوراً أساسياً فى تشكيل شخصيات أبنائها.. والأباء الذين ينتهجون القسوة أسلوباً فى تربية أبنائهم يؤثرون سلباً على سلوكياتهم.. هؤلاء الأباء يعتقدون بفهم خاطئ أن القسوة ضرورة حتمية فى التربية، بداعى حماية أبنائهم من الانحراف والاعوجاج.
قسوة الوالدين قد تكون سبباً أساسياً فى تشكيل ابن مهزوز الشخصية، أو يعيش فى حالة اكتئاب، وقد تدفع هذه القسوة الأبناء إلى العقوق، أو إدمان الكذب مخافة العقاب، وقد تدفع أحيانا إلى الانتحار.
طالبة كلية الطب التي انتحرت داخل مول سيتى ستارز بإلقاء نفسها من الدور السادس بصورة هزت مشاعر الناس، أكدت التحريات وكلام صديقتها أنها انتحرت بسبب وجود خلافات عائلية ومشاكل أسرية دفعتها للخروج من المنزل والتوجه إلى المول للانتحار، وأشارت التحقيقات إلى أن والد الطالبة المنتحرة قال إنه كان يمنعها من الخروج فى أوقات متأخرة خوفاً عليها، وأوضح أنه يوم انتحارها رفض خروجها فى أول الأمر خوفاً عليها، لكنه وافق بعد ذلك بشرط عدم التأخر، فى حين قالت صديقتها إنها أخبرتها بأنها سوف تنتحر بسبب الاضطهاد، وسوء معاملة أسرتها لها.
علامات الانتحار كما يرى علماء النفس والأطباء المتخصصين متعددة، منها الشعور باليأس، الحصار، الانعزال عن الأخرين، التحدث المستمر عن الانتحار، القيام بسلوكيات مدمرة للنفس، الشعور بالقلق، الانشغال بالعنف أو الموت، وبالطبع الاكتئاب أو فقدان أصدقاء أو أحباء مقربين.
والشاب أو الفتاة عندما تشعر أنها محاصرة بوالدين يتسمون بالقسوة والعنف فى معاملتها، فإن ذلك يؤثر سلباً علىها ويدفعها للخوف أو الاكتئاب أو الكراهية، فالحصار قد يؤدى للهروب من المنزل، وربما يدفع للهروب من الحياة بالانتحار، والأب فى مرحلة معينة لابد أن يتعامل مع الابن كصديق، وكذلك الأم..
البنت التي تفوقت والتحقت بكلية مرموقة مثل الطب، من المؤكد أنها شخصية واعية تفهم أمور الدنيا، وعندما تريد أن تكوين صداقات فإنها بلا شك تدرك كيف تنتقى وتختار، والحرص والمتابعة من الأسرة ضرورى، لكن الحصار أو مجرد نقل هذا الإحساس إليها يثير قلقها وغضبها وحزنها، ويخلق لديعا شعور بالغبن،
وسوء المعاملة، والحصار القاتل من الأب لابنته قد يؤذيها نفسياً ويصيبها باضطراب قد يدفعها للانتحار.. وكما يرى أطباء وعلماء النفس فإن معدل الاضطرابات النفسية ينتشر بصورة أعلى عند الإناث، ولذا ينبغى على الأباء أن يتعاملوا برفق وحنان مع بناتهن.