عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مهن تتحدى الإندثار
البنك الاهلي

محمود شطا: تصنيع مراكب الصيد مهنة مهددة بالانقراض في الإسماعيلية.. "فيديو"

عم شطا اقدم صنايعي مراكب صيد بالإسماعيلية
عم شطا اقدم صنايعي مراكب صيد بالإسماعيلية

"بات العديد من المهن والصناعات القديمة مهددة بالانقراض يومًا يتلو الآخر، ويأتي على  رأس تلك المهن، تصنيع مراكب الصيد والمراكب السياحية، التي لم تظهر إلا في المدن والمحافظات الساحلية، التي تشتهر بالصيد ومختلف أنواع الأسماك من "أرزاق البحر". وتعد مهنة تصنيع المراكب، من أقدم المهن والمعروفة منذ عصر الأنبياء والرسل، حيث قام بتصنيعها نبي الله نوح، التي أنقذت قومه من الغرق، وأرست على جبل الجودي، وهي من الأشهر المهن والصناعات التي ذكرت في القرآن الكريم. اليوم ذهبت “بوابة روزاليوسف”، إلى محترفي تلك الصنعة في محافظة الإسماعيلية، لنجد  الحاج محمود شطا، أقدم صانعي المراكب.



يقول “شطا”: “لم يعمل أي  فرد من أفراد وأصول عائلتي إلا في هذه المهنة، ولم يمنع أي منهم عنها إلا التعليم والدراسة فقط لا غير، فأتذكر جدي لوالدي وهو يروي تاريخ امتهان عائلتي لهذه المهنة العتيقة”.

 

 تمتد أصول عائلتي إلى محافظة الغربية، وبعد إنشاء محافظة الإسماعيلية نزحنا إلى تلك المدينة الساحلية الصغيرة، حيث المجرى الملاحي لقناة السويس أيضًا، وبحيرة التمساح، وممارسة مهنة الصيد، وانتشار الصيادين ممن أرادوا شراء مراكب الصيد.

 

في البداية غرس أجدادي بداخلي حب المهنة والاعتماد عليها فقط، في كسب الرزق الحلال، والوصول إلى حد الكفاف منها، وبالفعل هذا ما قامت تلك المهنة بتحقيقه لنا، وكنا نعمل بأدوات ومعدات قديمة، واليوم أمتلك ماكينة منشار الخشب، والتي تسهل عليّ الكثير من مجهود التصنيع، عكس ما كان في الماضي. وتتكون مركب الصيد من صال وتسمى الأرضية "الحصيرة"، يتم تثبيت عدد  من الأعمدة الخشبية متساوية الأبعاد  على "الصال”، ثم تثبت أعواد النصف بمنتصف هيكل الفلوكة، أما الفلوجة ذات "السنبك"، البيضاوي، فنضع عود المنتصف في بداية التصنيع، ثم نضع ١٢ عودًا مع بعضها البعض، ذات مقاسات معينة، ويتم تثبيتها في منتصف فلوجة الصيد، ثم يتم عمل ميزان المركب، وهي عبارة عن "سدابة" من الخشب يتم المعيار عليها أمام وخلف "الفلوجة"، ثم نقوم بتصنيع "الشاعة"، وهي صدر ومؤخرة المركب، وتتراوح أطوال المركب، بداية من ٧ وحتى ١٧ مترًا وعلى أساسه يتم تحديد سعر تصنيع المركب، ويستخدم فيها أنواع الخشب السويد والتوت.

 

ثم تأتي المرحلة الثانية للتصنيع، وهي مرحلة استكمال عضم المركب ثم التجليد بالألواح الخشبية والمستخدم بها خشب "السويد"، ثم المرحلة الأخيرة، وهي طلاء هيكل المركب أو "فلوجة" الصيد بمادة "الفايبر" العازلة، لمنع  تسريب المياه وتأثيرها على المركب، وحمايتها من الإصابة بالصدأ أو تآكل أسفل الفلوجة.

 

 

ويضيف الحج محمود شطا، أقدم صنايعي مراكب الصيد في الإسماعيلية، أنه من المتوقع أن تنتهي تلك المهنة، خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد انتشار المزارع السمكية في المحافظات، فضلًا عن ارتفاع أسعار الأخشاب، التي وبالتبعية ترفع من أسعار الفلوجة ومراكب الصيد، والتي وصلت أسعارها إلى ٩ آلاف جنيه.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز