طارق الشناوى
«بعيد عنك» ... من نجاة إلى أم كلثوم !!
طلبت نجاة فى اللحظات الأخيرة من الشاعر مأمون الشناوى والموسيقار بليغ حمدى، إجراء تغيير مفاجئ على أغنية «بعيد عنك»، رفض الشاعر والملحن الإضافة أو الحذف لأن الأغنية تتكئ على بناء شاعرى وموسيقى محكم، ومن المستحيل إعادة صياغته مجددا، وأمام إصرار نجاة ذهبت «بعيد عنك» إلى أم كلثوم، ولم تفكر ولو لحظة واحدة كيف تقدم أغنية رفضتها نجاة، فكانت واحدة من أكثر أغانى «الست» التي حققت نجاحا جماهيريا ولا تزال، وبلغ إعجاب أم كلثوم بالكلمات أنها قررت تسجيل مطلع الأغنية بصوتها، على الأسطوانة بدون فرقة موسيقية.
عدد من الأعمال الفنية لعبت الصدفة دور البطولة فى نجاحها، لديكم مثلا فيلم «أنت حبيبي»، سنجد مع اقتراب النهاية أنجح الأغنيات «زينة والله زينة» التي وجدت طريقها للفيلم ، عندما شاهد فريد النسخة قبل النهائية خلسة بدون علم المخرج يوسف شاهين، فاكتشف أن الفيلم لا يتجاوز زمنه فقط ساعة ونصف الساعة ، وقال فيلم فريد يجب أن يصبح فيلمه الأطول، وهكذا أصر أن يبحثوا عن موقف يملأون به الزمن ، برغم اعتراض المخرج على المبدأ، وأضافوا للأحداث عُرسا نوبيا، من الممكن من الناحية الدرامية حذفه تماما، شارك فى أدائه فريد وشادية وبالرقص هند رستم، لعب هذا المشهد المقحم دورا معتبرا فى رواج الفيلم .كان يوسف شاهين يتجنب رؤية الفيلم ويعتبره أفشل أفلامه بسبب «زينة والله زينة»، وعن طريق الخطأ وجد الفيلم فى باريس، أثناء إقامة احتفالية ليوسف شاهين، فاكتشف أن الجمهور الفرنسى يردد تحديدا «زينة والله زينة» فأحب الفيلم.
قال لى محمد صبحى أسنه ذهب مع رفيق الرحلة الكاتب لينين الرملى إلى محمد عوض الذي كان فى منتصف السبعينيات أحد أهم نجوم الكوميديا، ليتفقوا معه على بطولة مسرحية «انتهى الدرس يا غبى» ،كان صبحى سيكتفى بأداء دور ثانوى بجوار عوض، إلا أن عوض اعترض على الفصل الثالث، بينما رفض لينين إجراء أى التغيير، و أسند المخرج لإنقاذ الموقف الدور لصبحى ، وتم تدشينه بعدها نجما جماهيريا ، ذهب عوض لمشاهدة العرض وصعد لتحية الأبطال وعلى المسرح طلب الكلمة قال للجمهور مازحا أعترف لكم أننى طلعت «....».
فيلم «سواق الأتوبيس» وهو أحد أهم الأفلام العربية ، كتب القصة المخرج محمد خان إلا أنه بعد أن قرأ السيناريو الذي كتبه بشير الديك، لم يتحمس لإخراجه، وتم ترشيح المخرج خيرى بشارة الذي قال أنه ميلودرامى زاعق، وجاء الفيلم فى نهاية الأمر إلى عاطف الطيب، فكان هو الأهم فى حقبة الثمانينيات وقال بشارة حسبتها غلط.
عندما استمع محمد رشدى إلى لحن «بهية» اعتذر لبليغ حمدى قائلا غنيت ل «وهيبة» و«عدوية» و«نجاة» و«نواعم» وغيرهن وأخجل أن أضيف لهن «بهية»، فكانت من نصيب منافسه التقليدى محمد العزبى، لتصبح أشهر أغانيه، على الإطلاق، وعندما سألوا عبد الحليم عن الأغنية قال لو عُرضت على لقدمتها فورا، بينما محمد رشدى اعتبرها غلطة إلا أنه أضاف النجاح رزق يستحقه العزبى .
تخوف عادل إمام كثيرا من أداء دور «الشيخ حسني» الكفيف فى فيلم «الكيت كات» إخراج داود عبد السيد، وذهب الفيلم إلى محمود عبد العزيز، وقال عادل إمام بعد النجاح الجماهيرى والنقدى للفيلم أنها بالفعل شخصية درامية رائعة وأثنى أيضا على أداء منافسه محمود عبد العزيز، وكانت تلك أهم غلطة سينمائية ارتكبها عادل ليقتنصها محمود، والغريب أن مسلسل «رأفت الهجان» جاء الدور أيضا لمحمود بسبب غلطة مماثلة ارتكبها عادل فصار أشهر أدوار محمود. بينما أشهر أفلام المخرج سعيد مرزوق «المذنبون» جاء إليه بعد اعتذار المخرج عاطف سالم فى اللحظات الأخيرة، بسبب ترشيحه لإخراج فيلم «الملكة وأنا» بطولة ملكة جمال الكون جورجينا رزق، وقال لى عاطف كانت هذه هى أكبر غلطة فنية ارتكبتها فى حياتى!!.
PAGE
PAGE 1
من مجلة روزاليوسف