عاجل
الإثنين 3 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الوعى المفقود.. وبلطجية أغانى المهرجانات

الوعى المفقود.. وبلطجية أغانى المهرجانات

مجلس نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان هانى شاكر،  قرر وقف تصاريح الغناء لمدة شهر لكل من حسن شاكوش ورضا البحراوى، وعدم مزاولتهما الغناء طوال مدة الوقف، وذلك لما بدر منهما من تنمر وشتائم أمام الجمهور، مؤكداً أن ما حدث بينهما يحط من قيمة الفن المصري الذي ظل طوال عقود هادياً للأخلاق، ولم يكن أبداً داعماً لإهدار الأخلاق والفضيلة.



 

فى الحقيقة ما حدث بين شاكوش والبحراوى يؤكد أن الفن المصري يعانى من تلوث وعشوائية، بعد أن اقتحم عالم الغناء مجموعة من الجهلاء تحت ما يسمى أغانى المهرجانات، والتي بدأت بجماهير من سائقى الميكروباس والتوك توك، ثم انتشرت وطالت طبقات أخرى غنية أدمنت هذه النوعية من الأغانى التي ينشرها دخلاء على الغناء، ينشرون جهلهم وأساليبهم البذيئة، وخناقاتهم المشينة. 

 

وللأسف هؤلاء يجدون من يستمع إليهم ويحضر حفلاتهم بصورة تؤكد أن أبواب الغناء أصبحت مفتوحة ومتاحة للجهلاء والبلطجية، وكأننا نشجعهم ونصنع منهم نجوماً وأثرياء جدد، وهذا يمثل ظاهرة خطيرة للغاية، وعدواناً على عالم الغناء والطرب الأصيل، وفى نفس الوقت يمثل خطراً جسيماً على الأجيال الجديدة والأطفال الذين أصبحوا يروون أن الجاهل والبلطجى صارا نجوماً وأثرياء بالغناء العشوائى، بينما العالم والمثقف والمهندس، وغيره، يعانى ويواجه أعباء الحياة بصعوبة وشقاء.

نماذج بعض مطربى المهرجانات مثل حمو بيكا، وغيره، من الذين تسللوا لعالم الغناء بأسلوب رخيص وكلمات مبتذلة، يمثلون خطراً لا يستهان به، لأنهم بجهلهم وبذاءاهم أصبحوا نماذج للأطفال وبعض الشباب الغض، الذي يرى أمامه أن الجهلاء أصبحوا نجوما لهم جماهير، ويحظون بالثراء الفاحش بسبب الأموال التي تنزل على بطونهم وروؤسهم، بالإضافة للسيارات الفارهة التي يمتلكونها، والحراس مفتولى العضلات الذين يحرسونهم ويتباهون بهم، بينما من أفنى حياته فى العلم والمعرفة والعمل الشاق يتعارك مع الحياة بحثاً عن وظيفة، أو فرصة عمل تعينه على مواجهة أعباء الحياة.. ومتاعبها. 

هل كان يتصور أحد أو يتخيل أن يأتى علينا زمن نجد فيه جاهلاً لا يقرأ ولا يكتب، ويعانى من صوت أجش وأسوأ يصبح نجماً، رغم أنه يفتقد لكل عناصر ومقومات الغناء والطرب؟!

 

إن الوعى المفقود أفسح المجال للغناء العشوائى ولبلطجيته أن يصولوا ويجولوا، ويتحولوا إلى حيتان للحفلات والأفراح والليالى الملاح، بينما يتوارى اهل الطرب الأصيل، وأصحاب الأصوات الحلوة والحناجر الذهبية، والكلمات التي تهز المشاعر وتشكل الوجدان، وتعبر عن أحوالك فى الأفراح والأحزان.

 

العيب كل العيب ليس فى هؤلاء الدخلاء على الأغنية فحسب، وإنما أيضا فى كل من يشجعهم.

 

هناك أصوات رائعة جذابة بين مطربى المهرجانات، لكن الخطر يتمثل فى البلطجية والجهلاء فى هذا المجال.    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز