عاجل
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
البحث عن الجدل
بقلم
هند عزام

البحث عن الجدل

"أشمعنى أبو حنيفة"، جمله أطلقتها عروس أثناء عقد قرانها؛ ليعقبها جدل على السوشيال ميديا هل كانت جملة عفوية أم لا؟



صاحبة المقولة هي الفنانة التشكيلية ياسمين الخطيب، التي تعرضت للهجوم عقب قرانها لسببين، أولًا لكون المأذون امرأة. ثانيًا بسبب جملتها الاعتراضية عن مذهب أبو حنيفة واعتبر رواد السوشيال ميديا ما حدث بغرض لفت الانتباه والبحث عن الجدل.

فيما علقت الخطيب قائلة: "في مراهقتي سألت والدي: "هو إحنا على مذهب أبو حنيفة؟".

أبويا كان رجل مستنير وعلى درجة مرموقة من الوعي والثقافة.. ناشر ابن ناشر وحفيد "ابن الخطيب"، مؤسس أول مطبعة على أرض مصر، فقال لي: في مكتبتي كتاب متخصص عن المذاهب الإسلامية اسمه "الملل والنحل"، اقرئيه واختاري.

 

كنت صغيرة.. مافهمتش حاجة من الكتاب، ولما كبرت، قرأت إن أحدهم سأل شيخ الأزهر العظيم الشيخ محمود شلتوت عن مذهبه، فقال :"أنا مسلم.. وكفى".

انطلاقًا من المبدأ ذاته، سألت المأذونة أثناء عقد قراني: أشمعنى على مذهب أبو حنيفة؟! ليه مانقولش "على مذهب رسول الله"؟! فوضحت إن دي الصيغة الرسمية للزواج بالقانون المصري.

 

الأمر لا يستحق كل هذه الضجة! كل ما أردته هو تأكيد قول الشيخ شلتوت رحمه الله وأرضاه: "أنا مسلم.. وكفى".

 

هذا الحدث والرد عليه يدل على احتياجنا إلى خطاب ديني واجتماعي وثقافي، أولًا إذ كانت الجملة عابرة في مناسبة خاصة خرجت للجمهور من شخصية على قدر من الثقافة، وإن صح المقصود إثارة الجدل أو لفت الانتباه فهنا ندق ناقوس الخطر على مزيد من التحويلات المجتمعية الخطيرة ومحاولة تصدر الترند، عندما يخرج كلام للعوام من شخصية مثقفة، وثانيًا نحتاج إلى خطاب ديني مختلف من خلال الإعلام ومناقشات جادة تبعد عن إثارة الجدل، فالمجتمع الآن يعاني من تحولات مجتمعية لم نرها أو نسمع عنها من قبل، فضروري تكاتف رجال الدين والإعلام والثقافة لمحاولة توعيه وتثقيف المجتمع.

 

وعلى الشخصيات العامة مراعاة ما يمر به المجتمع، وأن ينأى بنفسه عن هوس السوشيال ميديا، فعلى سبيل المثال عند عرض مسلسل "نونة المأذونة" عن امرأة تعمل كمأذون لم نر مثل هذا الجدل، إنما الهوس بالسوشيال ميديا حول مناسبة اجتماعية إلى مادة والبعض هاجم وجود امرأة على كرسي المأذون ولم يتطرقوا حتى إلى إمكانية ذلك والمثير للسخرية أن بعض السيدات هاجمن وجود امرأة في عصر من المفترض أنه لا يوجد مسمى عمل للرجال فقط فالمرأة أصبحت تقود الطائرة وقبطان بحري وغيرها.

 

إثارة الجدل دون فهم ووعي وبحث يزيد من تفاقم أزمتنا المجتمعية

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز