عم عادل مكوجي الرجل الوحيد في الإسماعيلية: المهنة ليها أصول "فيديو"

ترتسم علي  ملامحه الجسدية، طبيعته العملية، فتتحول ساقه اليمني علي هيئة وشكل كف اليد، وينحني ظهره الذي بات واقفا امام  مكواة الرجل أكتر من ٤٠ عاما، تعكس تلك الملامح  معاناته المادية والجسدية؛ لرجل ذو العقد السادس من عمره،.

 

عم عادل محمد  الذي أتخذ من محل والده العتيق مصدرا للرزق طوال سنوات عمره، حاصل على الشهادة الابتدائية وأبا لثلاثة من الأبناء هم،أحمد الحاصل على دبلوم الزراعة، ومي ابنته المتزوجة ، و الثالث نجله الأصغر وهو من ذوي الهمم، يكبده الكثير من نفقات العلاج الباهظ الثمن ولكن الله يعينه على ذلك.

ويقول عم عادل: علي الرغم من  الأزمات المالية الكبيرة التي مرت في حياتي،إلا أنني لم أفكر  في البحث عن عمل إضافي أو مهنة أخرى غير مهنتي المكواة الرجل؛ التي ظلت صورة والدي وهو يعلمني تلك المهنة، محفورة في ذاكرتي حتى الآن، وكلمات ومشاعر عشقه لها، ما زالت تتردد على مسامعي حتى اليوم، فلم يستطيع الزمن ومحو أي من ذلك، فكل ما هو أصيل سيظل أبد الدهر،. وفي هذا المحل الصغير، الذي شهد لحظات ضعفي وقوتي، فرحتي بخبر زواجي وولادة أبنائي، كسرتي حينما تتعثر أموري المالية، سعادتي بعوض ربي برزق بعد طول انتظار، ظلت وستظل ذكرى  السنوات الماضية.

 

 

ويضيف العم عادل، ترتفع درجة الحرارة في المحل  طوال أيام وشهور السنة، بدرجة كبيرة، وذلك نظرا لتسخين زهرة المكواة في درجة حرارة عالية ولمدة تزيد عن ١٥ دقيقة، وبناء عليه لا أستطيع العمل وفتح المحل خلال ساعات الصباح في فصل الصيف، لا سيما والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وطبيعة عمري المتزايدة والتي لم تعد تتحمل مشقة العمل والجهد البدني، فقط أقوم بفتح المحل من ٦ مساءً وحتى الثالثة فجرا في فصل الصيف.

 

أما عن تهديد مكواة البخار لمهنته، فأكد العم عادل مكوجي الرجل الوحيد في الإسماعيلية على أنه ما زال محتفظا لزبائنه القدامى والجدد في منطقته بحي الشهداء محافظة الإسماعيلية، الذين يأتون إليه قاصدين المكواة الرجل، فما زال الشعب الإسماعيلي محتفظا بكل ما له قيمة وأصل، أما وإن عاد الزمن من جديد فلم ولن أختار إلا مهنتي كموجي رجل.