عاجل| قتلى ومفقودون وتشريد الآلاف في فيضانات مدمرة تضرب القارة العجوز

شهدت القارة الأوروبية واحدة من الفيضانات المدمرة، ما أدى إلى مقتل حوالي عشرين شخصًا، وفقد 70 شخصًا بسبب تدمير المباني، وترك العائلات محاصرة على أسطح المنازل وسيارات في ألمانيا، بينما دمرت أجزاء من بلجيكا وهولندا.

وحسبما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تأكد مقتل خمسة أشخاص بالقرب من بلدة شولد، على بعد حوالي 20 ميلا جنوب بون، بعد أن جرفت الأمطار ستة منازل خلال الليل، بينما لقي أربعة آخرون حتفهم في أقبية غمرتها الفيضانات في ولاية شمال الراين -وستفاليا.

وكان من بين القتلى اثنان من رجال الإطفاء، أحدهما غرق أثناء محاولته إنقاذ الناس في بلدة ألتينا يوم الأربعاء، وتوفي آخر خلال عمليات الإنقاذ في محطة كهرباء في ويردهل-إلفيرلنغسن.

وقالت خدمات الطوارئ إن ثمانية أشخاص آخرين قتلوا في مقاطعة أوسكيرشن فيما يتعلق بالفيضانات، ولا تزال عمليات الإنقاذ جارية.

وتوفي شخص في بلدة راينباخ، على بعد حوالي 20 ميلاً جنوب كولونيا، وفقًا لصحيفة بيلد، على الرغم من عدم وضوح ملابسات وفاته بالضبط.

في غضون ذلك، أطلق خبراء الأرصاد الجوية الفرنسيون تحذيرات من حدوث فيضانات في شرق البلاد اليوم الخميس، وكشفت الصور أن البلدات والقرى في شمال سويسرا غمرت أيضًا بعد أن فاضت الأنهار على ضفافها.

قالت الشرطة في مدينة كوبلنز غربي ألمانيا، اليوم الخميس، إن حوالي 50 شخصًا حوصروا على أسطح منازلهم في انتظار إنقاذهم.

ولا يزال النطاق الكامل للدمار في المنطقة غير واضح بعد أن قطعت العديد من القرى بسبب مياه الفيضانات والانهيارات الأرضية التي جعلت الطرق غير سالكة.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سيارات تطفو في الشوارع ومنازل منهارة جزئيًا في بعض الأماكن.

أعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة بعد أيام من هطول الأمطار الغزيرة التي أثرت أيضًا على أجزاء كبيرة من غرب ووسط ألمانيا، وكذلك دول مجاورة، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق.

قالت السلطات إن رجلا فُقد في بلدة جوشتاد الشرقية بعد اختفائه أثناء محاولته تأمين ممتلكاته من ارتفاع منسوب المياه.

تم تعليق خطوط السكك الحديدية في أجزاء كبيرة من ولاية شمال الراين وستفاليا، أكثر الولايات الألمانية اكتظاظًا بالسكان.

كان من المتوقع أن يزور الحاكم أرمين لاشيت، الذي يخلف أنجيلا ميركل كمستشارة في الانتخابات الألمانية التي جرت هذا الخريف، مدينة هاغن التي ضربها الفيضان في وقت لاحق يوم الخميس.

الأرصاد الألمانية تتوقع انخفاض هطول الأمطار

توقعت خدمة الأرصاد الألمانية DWD أن هطول الأمطار سينخفض اليوم الخميس.

شهدت بعض المدن في شرق بلجيكا ارتفاعًا في مستويات المياه إلى مستويات غير مسبوقة وتحولت مراكزها إلى أنهار متدفقة.

غمرت المياه الطرق السريعة الرئيسية، وفي جنوب وشرق البلاد، قالت خدمة السكك الحديدية إن جميع حركة المرور قد توقفت، مضيفة أن "النقل البديل غير مرجح إلى حد كبير".

وقالت الشرطة إن ما يصل إلى 70 شخصًا في عداد المفقودين، معظمهم من السكان الذين كانوا يحتمون في منازلهم قبل أن تجرفهم الطرق حيث تحولت الطرق إلى سيول مستعرة.

تضرر حزام من المدن والبلدات والقرى الممتد من شرق دورتموند إلى جنوب بون في ولاية شمال الراين وستفاليا الأكثر اكتظاظًا بالسكان وراينلاند بالاتينات بعد هطول أمطار استمرت ثلاثة أشهر في ثلاثة أيام فقط -بدءًا من الثلاثاء ويستمر حتى الخميس.

لم تكن ألمانيا الدولة الوحيدة المتضررة، حيث قتل شخص واحد على الأقل وفقد آخر في منطقة لييج ببلجيكا بينما تم إجلاء الأشخاص في منطقة ليمبورغ بهولندا -بما في ذلك سكان دار الرعاية -بسبب الفيضانات، على الرغم من عدم وقوع إصابات، تم الإبلاغ عنها.

وفي شرق أوبن، على الحدود الألمانية، تم الإبلاغ عن مقتل رجل بعد أن جرفته السيول، حسبما قال حاكم محلي لشبكة RTBf.

في لييج، المدينة الرئيسية في شرق بلجيكا، يمكن لنهر ميوز أن يكسر ضفافه في وقت مبكر من بعد الظهر وينتقل إلى قلب المدينة. وحذرت الشرطة المواطنين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية.

وأفادت وسائل إعلام هولندية أن السلطات في بلدة فالكنبورج بجنوب هولندا، بالقرب من الحدود الألمانية والبلجيكية، أخلت دار رعاية ودار رعاية المسنين خلال الليل وسط فيضانات حولت الشارع الرئيسي في البلدة السياحية إلى نهر.

وارسلت الحكومة الهولندية حوالي 70 جنديا إلى مقاطعة ليمبورج الجنوبية فى وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء للمساعدة في مهام من بينها نقل من تم أجلاؤهم وملء أكياس الرمل في الوقت الذي فاضت فيه الأنهار.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات مرتبطة بالفيضانات في هولندا.

كما غمرت الأمطار الغزيرة بشكل غير عادي رقعة من شمال شرق فرنسا هذا الأسبوع، مما أدى إلى سقوط الأشجار وإغلاق عشرات الطرق.

تعطل طريق قطار إلى لوكسمبورج، وقام رجال الإطفاء بإجلاء عشرات الأشخاص من منازلهم بالقرب من حدود لوكسمبورج والحدود الألمانية وفي منطقة مارن، وفقًا للإذاعة المحلية فرانس بلو.

سقط ما يعادل شهرين من الأمطار على بعض المناطق في اليوم أو اليومين الماضيين، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية الفرنسية.

مع تشبع الأرض بالفعل، توقعت الخدمة المزيد من الأمطار الغزيرة اليوم الخميس وأصدرت تحذيرات من الفيضانات في 10 مناطق.