دينا توفيق تكتب: يا حواء
أنا هو أنا.. هذه هي أهم قاعدة يجب أن تكون راسخة في ذهنك يا "حواء".. أن تكوني أنتي كما أنتي وانسي أنك يجب أن تتصرفي كما يريدك الآخرون أو أن يكون تصرفك متوافقا مع ما يهواه الناس، لأن كل واحد منهم له تصوراته المختلفة، فلا تغيري من نفسك من أجل أحد. وإياكي أن تتجاهلي إحساسك الداخلي.. ثقي به وكوني مؤمنة بالإشارات التي تأتي بلا سبب.. حدسك الذي يجبرك على المغادرة.. إحساسك بأنكِ لست في المكان الملائم.. ثقل كاهلك وصعوبة شرحك.
كل تلك الأشياء يجب أن تؤمني بها. ولا تبحثي يا عزيزتي عن سعادتك في الآخرين، بل ابحثي عنها داخل نفسك، فلتقومي بما يسعدك، فأبسط الأشياء يمكنها أن تسعدنا.. كوب لذيذ من القهوة يمكنه أن يحسن من مزاجك.. لقاء بعض الأصدقاء المقربين قد يجعل يومك سعيدا، استمعي إلى الموسيقى وعيشي حياتك كما ترغبين.. كم من امرأة فرضت عليها الظروف قبول وضع لا يلائمها، فعاشت تعيسة طيلة حياتها، لا تخجلي يا "حواء" من تجاهل مكالمة تزعجك أو قطع علاقة تسببت لك بالحزن ولا تخجلي من مغادرة مكان دون ذكر الأسباب ويكفي أنه لا يلائمك.
لقد تعرفت على سيدة كانت تعمل في العديد من الوظائف الإدارية، لكنها اكتشفت بعد فترة طويلة أنها لا تحب عملها هذا، وقررت أن تبحث عن الشيء الذي تحبه، فكان الطبخ هو عشقها الوحيد وبالفعل بدأت مشروعها الخاص وحققت به شهرة واسعة وتغيرت حياتها للأفضل وبدأت تشعر بسعادة حقيقية.. وانعكس ذلك على أسرتها. لقد صممت تلك السيدة على النجاح واستطاعت أن تحققه عندما قامت بعمل تحبه.. أنتِ أيضا يا "حواء" لا يمكنك النجاح إلا إذا أحببتِ ما تقومين به، ابحثي عن رغبتك الحقيقية واصنعي الاختلاف والتميز، فالطريقة الوحيدة لفعل أشياء عظيمة هي أن تحبي ما تفعليه.
ولا تتنازلي أبدا عن حلمك مهما مر الوقت فلا علاقة لأحلامنا بأعمارنا، فالأحلام لا تشيخ. فاحلمي يا عزيزتي حتى تري نفسك كما تختارين لها أن تكون، وإياكي أن تدعي مخاوفك تمنعك من تحقيق أمنياتك، فأحلامنا يمكن أن تتحقق إذا تحلينا بالشجاعة. وتذكري دائما أن كل الناجحين كانوا من كبار الحالمين، فهم يحلمون كيف سيكون مستقبلهم ويتخيلون كل التفاصيل فيه، ثم يعملون كل يوم من أجل تحقيقها.. فلا تتوقفي أبدا عن الحلم مهما كان حلمك صغيرا في أعين الآخرين أو ضرب من الجنون، تمسكي به مهما بلغت صعوبة الطريق إليه.. وثقي أنه سيتحقق في النهاية.
جوجل نيوز
