عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

أخذت "حواء" تنظر طويلا الى حوائط منزلها التي شهدت في البداية على حبها الشديد لزوجها ثم شهدت بعد ذلك على تضاؤل هذا الحب شيئا فشيئا حتى صار يمر أمامها كالشبح بعد أن أصبح وجوده لا يحرك فيها أية مشاعر بل قد يسبب لها القلق أحيانا...لم يعد له أي رصيد في قلبها...لم تكن تتخيل يوما أبدا أنه سيأتي اليوم الذي تلوم فيه نفسها على أنها فتحت قلبها لمثل هذا الرجل! لقد أخطأت "حواء" عندما اكتفت أن تعيش في كنفه، أخطأت عندما نسيت أحلامها واكتفت بأن تراه سعيدا وهو يحقق طموحاته.. 



أخطأت عندما قبلت الانزواء من أجل أن يظل هو وحده النجم الساطع. 

قد تظن بعض النساء أن الزواج هو نهاية المطاف وينصب التفكير بعد ذلك على كيفية توفير احتياجات الأسرة ورعاية الأبناء، وتبدأ الحياة تأخذ شكلا روتينيا خانقا لبعض الأزواج...فيشعر الرجل بالملل ويبدأ في البحث خارج أسوار المنزل عما يعطى لحياته مزيدا من البهجة. 

فاذا لم تلتفت اليه الزوجة، قد يفلت من بين يديها...فيلجأ الرجل الى أن يعيش حياة مزدوجة، واحدة داخل المنزل بكل ما تفرضه عليه من مسؤوليات وحياة أخرى في الخارج لتجديد نشاطه، واضفاء البهجة على حياته "الكئيبة" كما يدعى معظم الرجال! 

لكن يغفل الزوج أن شريكة حياته قد تخنقها أيضا المسؤوليات ويحبطها عدم وجود التقدير…

فكان ينبغي أيها الرجل بدلا من الاستسهال والبحث عن الحب خارج المنزل، أن توجه طاقتك لإنعاشه في الداخل. لقد فقدت "حواء"  

هذا الرجل ليس لأنها لم تحافظ عليه بل لأنها حافظت عليه أكثر مما يستحق.

كانت تخفى بداخلها الكثير من الاحباطات والانكسارات حتى صارت تبدو أكبر من سنها، ولم تعود الى طبيعتها الا عندما تحررت منه، عادت لشخصيتها المرحة التي كادت أن تموت وهي بجواره، عاد البريق يلمع في عينيها بعد أن انطفأ لسنوات طويلة.

لقد عادت "حواء" الى الحياة، فالعيش مع الشخص الخطأ هو بمثابة  الموت البطيء الذي يقتل كل شيء جميل في داخلنا.. لذا يجب يا عزيزتي ألا تحكمي على قدراتك من محاولاتك السابقة، ولتبدأى كل يوم من جديد ولا تفكري في أي احباط...فحياتك وسعادتك مسؤوليتك أنتى. لقد كانت مشكلتك الوحيدة هي أنك أحببتى الشخص الخطأ بطريقة صحيحة…

لقد أفرطتى في الاهتمام وأفرطتى في الالمام بتفاصيل شخص فرط فيكى، والافراط يا عزيزتي في كل شيء خطأ كبيرا...ولتعلمى يا "حواء" أن الخيبات التي تؤلمك وتعثر مسيرك،ستنجلى. قد تشعرين أحيانا بأن الكون بأرجائه الفسيحة قد ضاق عليكى، لكن ثقى بأنها سحابة عابرة لن تطيل المكوث وفترة ستتجاوزينها بكل ما فيها…

فابتهجى ولا تيأسي، ستعودين مضيئة كما كنتي وستتضح لكي الصورة أخيرا لترى أن كل الذين نظرتي لهم بعين الاعجاب يوما ما، كنتي أنتى من جملهم بداخلك فقط، بالرغم من زيفهم…

ولولا نظرتك الحسنة لهم لكانوا سقطوا من أعماقك منذ زمن طويل.        

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز