
اتعلم من يوسف وعالية في "الاختيار 2".. إزاي تتصرف لو كنت في علاقة مع شخص عقلاني؟

مروة فتحي
"الحب تضحية"، مقولة نرددها كثيرًا، ولكن قليلا من يدرك معناها؛ وبرجوع إلى المعنى الاصطلاحي لكلمة التضحية؛ فنجدها بذل ما تستطيع تقديمه من أجل من تحب؛ فالتضحية حينئذ هي وهب كل ما هو غالٍ وثمين دون مقابل، عطاء بلا حدود، تحدي الصعاب، السند في الشدة قبل الرخاء، أن تسامح وتعفو، تفضل من تحب عنك في كل شيء، تبذل ما تستطيع حتى لا تلحق الضرر بمن تحبه.
هكذا وجدنا قصة الحب التي تجمع «يوسف الرفاعي»، الشخصية الذي يجسدها النجم أحمد مكي، و«عالية»، التي تلعب دورها الفنانة أسماء أبو اليزيد، في مسلسل الاختيار ٢، قصة حب واقعية تتخللها مشاعر التضحية.
"يوسف" يعمل ضابط شرطة، أحب فتاة تدعى "عالية"، ولكن لم يفصح عن حقيقة مشاعره بسهولة؛ فكان يتابعها على حسابها عبر "الفيس بوك" دون التفاعل مع ما تنشره، هذا ما دفع "عالية" ألا تتردد لحظة في أن تقبل شابا آخر ليرتبط بها ويتقدم للزواج منها، إلى أن علم "يوسف" بذلك؛ فتوجه سريعًا إلى منزل "عالية" ليفصح بحقيقة مشاعره ولأول مرة قال لها: "بحبك.. بحبك مش هينفع تبقي لحد غيري، ولا أنا ينفع أبقى لحد غيرك"، ورغم صعوبة الموقف، وفي مشهد عاطفي ممتزج بالرومانسية، قالت "عالية": «وإنت كان لازم تستنى العريس يبقى على الباب عشان تيجي تقولها لي؟!». ولأنها لا تصدق ما حدث، بدأت "عالية" تقول: «قوللي بحبك كتير عشان تعوض الفترة اللي كنت بتستعبط فيها، يعني صباح الخير بحبك، وحشتيني بحبك، اتغديتي إيه النهارده بحبك».
يقول أحمد عبد الفتاح، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية لـ"بوابة روزاليوسف": إن "يوسف" يقوم بأداء واجبه الوطني، ونتيجة لما يواجه من مصاعب، وللأحداث السريعة والمتلاحقة كل يوم، جعلته في خطر دائم؛ فما كان منه إلا أن يضحي بمشاعره الصادقة من أجل حبيبته "عالية"، لا يريد أن يلحق الضرر بها، ولا يكون سببًا في إيذاء مشاعرها؛ فمن شدة القلق وخوفه عليها، فضّل أن يبتعد عنها سريعًا قبل أن يتزوجا، وألا يتركها بمفردها إذا ما لحقه مكروه.
ولكن كان لإصرار "عالية" من أجل الحفاظ على قصة الحب التي تجمعهم، قررت عدم الابتعاد عن حبيبها تحت أي ظرف، وألا تتركه، أدركت أن من يضحي من أجل إسعادها، بمثابة الكنز، الذي ربما لو استمرت تبحث عنه لم تجده مرة أخرى، شريك الحياة الذي تأمن نفسها معه.
وأوضح أحمد عبد الفتاح أن هذه المشاهد نجدها في حياتنا اليومية؛ فهي ليست بمعزل عمّا نعيشه، وبتحليل شخصية "يوسف" نجد أن طبيعة عمله تغلب عليه، فهو شخصية عقلانية، أغلب قراراته نابعة بعد تفكير دقيق، لذلك يتكتم مشاعره وأحاسيسه لوقت، وهذا لا يعني أنه جامد المشاعر، ولكن يأخذ الأمور على محمل الجد، صريح ولا يبالغ في تصرفاته، وليس لديه الوقت للتسويف أو المماطلة، لذلك عندما شعر بأن "عالية" هي مثال الزوجة التي لا يستطيع أن يكمل حياته بدونها، لم ولن يتردد وذهب إليها ليصارحها حتى لا يفقدها.
وفي مشهد قاسٍ، استشهد صديق مقرب "ليوسف"، كان يعمل ضابطًا أثناء أدائهما مهمة مكلفين بها، وعندما شاهد زوجة صديقه وهي تبكي، تذكر "عالية" وما ستكون عليه إذا ما تعرض هو أيضًا لنفس المصير، ويرى عبد الفتاح أن "يوسف" بجانب أنه عقلاني؛ فهو يتمتع بقدر كافٍ من تحمل المسؤولية، يضحي بنفسه من أجل الوطن، ومن أجل حماية أرواح المواطنين الأبرياء من جراء عمليات التخريب والدمار، مسؤولية كبيرة بالفعل تقع على عاتقه، فكيف لا يتحمل مسؤولية من ستكون أقرب الناس بجواره؟!
وأشار عبد الفتاح إلى أن كثيرين لا يعرفون كيف يتصرفون إذا كانوا في علاقة عاطفية مع شخص عقلاني، فالشخص العقلاني، شخص مريح أثناء التعامل معه، يأخذ كافة الأمور الحياتية بشكل منطقي، دائمًا يتصرف بحكمة، ولا يريد إقحام من حوله في مشكلات يكون سببًا فيها، يفكر ليطمئن من حقيقة مشاعره، لذلك يجب عليك أثناء التعامل معه، أن تقدر عقله ومنطقه، وإن أردت أن توصّل له فكرة؛ فيجب عليك أن ترتب عباراتك وتسلسل أفكارك بشكل منطقي حتى يدركها سريعا، كذلك يحب من يشاركه طريقة تفكيره، وإعجابك بها يقربه منك أكثر، احترامك لخصوصيته يزيد من احترامه ويزيد من قربه منك.