عاجل
الإثنين 13 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

ننشر كلمة كومان في المؤتمر العربي الـ23 للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب 

خلال المؤتمر
خلال المؤتمر

بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربي الثالث والعشرون  للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب المنعقد عبر الدائرة التلفزيونية بحضور كلا من العقيد جمال محمد الخليفة بركات  رئيس المؤتمر ، و رؤساء وأعضاء الوفود العربية. 



 

واستهلت الجلسة بكلمة  الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال في كلمته:

 

 يُسعدني في مُستهل لقائنا هذا أن أتقدم ببالغ التقدير والعرفان لتونس العزيزة على الرعاية الكريمة التي تُحيط بها مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة.

 

ويُشرفني أن أرفع إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب كل الشكر والامتنان لسعيهم الدؤوب لتعزيز التعاون الأمني العربي في مواجهة مختلف التهديدات الإجرامية وعلى رأسها الأعمال الإرهابية.

 

يتجدد اللقاء بكم اليوم، عن بُعد، بسبب تداعيات جائحة كوفيد 19 التي حالت دون عقد هذا المؤتمر وسائر أنشطة الأمانة العامة حُضوريًا. وإن التحديات الناشئة من الجائحة والآثار التي خلفتها قد ضاعفت من حجم المهام الموكلة إلى الأجهزة الأمنية، فقد تم فرض حظر التجول وتقييد حركة التنقل والقيام بإجراءات الإغلاق الكلي أو الجزئي، حرصاً على التباعد الاجتماعي، وتم توجيه جزء كبير من الجهد الأمني للسهر على تطبيق هذه الإجراءات؛ بما يُسهم في الحفاظ على  الصحة العامة للمجتمع. وفي ظل ظروف كهذه لم يكن من الغريب أن تعمد التنظيمات الإرهابية إلى استغلال تركيز الأجهزة الأمنية على القيام بمهامها في تطبيق الإجراءات الاحترازية، لإعادة تشكيل هياكلها وترتيب صفوفها.

 

وبتوفيق من الله، كانت أجهزتكم الموقرة على مستوى المسؤولية، فلم تمنعها التهديدات الصحية من القيام بواجبها في التصدي للتنظيمات الإرهابية وإفشال مخططاتها الإجرامية.

 

وعلى صعيد العمل الأمني العربي المشترك، حرصت الأمانة العامة كذلك على أن لا تؤثر هذه الجائحة على أنشطة مكافحة الإرهاب وعلى ضمان استمرار التعاون بين الدول العربية وبين المجلس وسائر المنظمات الإقليمية والدولية في هذا المجال. وفي هذا السياق عقدت الأمانة العامة عن بعد خلال الجائحة نحوا من خمسة عشر نشاطاً ذات علاقة بمواجهة التطرف والإرهاب، خاصة بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي منها ما خُصِّص حصراً لمناقشة تداعيات الجائحة على جهود مكافحة الإرهاب، على غرار الجلسة الافتراضية حول "فيروس كورونا والإرهاب: تحليل النموذج الأمني الجديد، وإدارة الأزمات والتنسيق، التي عقدت بالتعاون مع مشروع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمفوضية الأوروبية. ورغم ذلك فإن هناك بعضَ الاجتماعات التي اضطرت الأمانة العامة إلى تأجيلها لكونها تستدعي مشاركة حُضورية، خاصة في إطار المسار المشترك مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل وضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب، مما جعلنا نتفق مع المكتب على تمديد هذا المسار عاماً إضافيا.

 

يستعرض مؤتمرُنا هذا عددًا من البنود المهمة، تأتي في مقدمتها التحديات المستجدة التي تواجه مكافحة الإرهاب في المنطقة العربية واستغلال العملات الرقمية المشفرة في تمويل الإرهاب؛ وتجنيد الأطفال والتعامل مع المقاتلين الإرهابيين العائدين؛ ولكن أهم بند في نظرنا هو ذلك المتعلق بإنشاء فريق خبراء عرب لرصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للأعمال الإرهابية، لأنه يؤسس لآلية عملية جديدة من شأنها أن تترجم تبادل المعلومات في إطار الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الى واقع ملموس. وفي هذا السياق فإنني أود الإشارة إلى أن الدورة الـ(154) لوزراء الخارجية العرب التي انعقدت يوم 9 سبتمبر الماضي قد كرَّست الأمانةَ العامةَ قناةً لتبادل المعلومات حول التنظيمات الإرهابية، إذ نص أحد القرارات الصادرة عنها على "حث الدول العربية على تكثيف التعاون العربي الثنائي والجماعي في مجال تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية من خلال الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وتفعيل أحكام المادة (4) من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي تنص على تعاون الدول الأطراف لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية طبقاً للقوانين والإجراءات الداخلية لكل دولة"، وهو ما يجعل الفريق المزمع إنشاؤه أداةً مُساندة للأمانة العامة في القيام بالمهام الموكلة إليها في هذا المجال.

 

وختاماً يسعدني أن أجدد الترحيب بكم، راجياً لأعمالكم أن تُكلَّل بالنجاح، وسائلا الله عز وجل أن يرفع عنا هذه الجائحة قريباً وأن يتجدد اللقاء بكم في تونس الشقيقة وجها لوجه وأنتم بخير حال.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز