عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد فايز يكتب: الكرملين هو العملاق الشاهد على تاريخ السُلطة

أحمد فايز
أحمد فايز

الكرملين هو مركز السلطة ورمز الحكم في روسيا، ومهد ظهور الدولة الروسية الموحدة في القرن 15، حيث كان مقرًا لإقامة الأمراء والقياصرة، ثم مكان تنصيب الأباطرة على عرش روسيا، ثم مكان إقامة وعمل قادة الاتحاد السوفيتي سابقا، ومقر عمل رئيس الدولة حاليًا، وتجرى فيه استقبالات رؤساء وملوك دول العالم، وتقام فيه مراسم تنصيب الرئيس الروسي، كما يتم فيه مَنح أعلى الأوسمة الحكومية.



 

وارتبط هذا الصرح العريق ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الروسي، ويشُد الانتباه من الخارج، قباب ذهبية عديدة، وبوابات مبنية على شكل أبراج مدرجة يصل عددهم إلى 20 برجًا، وسور مهيب محيط بالكرملين يبعث على الرهبة يصل طوله إلى 2235م، وارتفاعه إلى 19م، ومباني فخمة تبدو وكأنها غامضه وراء السور، وتعطي الأشكال المعمارية المتنوعة للكرملين وديكوراته ولونه الأحمر القرمدي انطباعًا بالقوة والعظمة، وهناك كلمة روسية مأثورة ومتداولة تقول "لا شيء أعلى من موسكو إلا الكرملين، ولا شيء أعلى من الكرملين إلا السماء".

 

تعرض للهدم والحرق عدة مرات، إحداها كانت أثناء غزو المغول والتتار لموسكو عام 1238، وفجر بونابرت قبل انسحابه من موسكو برج نيكولايسكايا (أحد أبراج الكرملين(، ومبنى الأرسينال أو ترسانة الأسلحة داخل الكرملين عام 1812 (مقر الحرس الوطني حاليًا)، ولكن في كل مرة كان يتم إعادة بنائه أفضل مما كان.

 

تم تمويه الكرملين بشكل متقن أثناء الحرب الوطنية العظمى (1945-1941) لإخفائه عن طائرات القاذفات (النازية) ليبدو وكأنه مبنى سكني عادي، إذا ما تم النظر إليها جوًا، وتم تفكيك الصلبان من الكنائس، وطليت القباب الذهبية باللون الأسود، أما النجوم الحمراء التي تزين قمم أبراج الكرملين فتم تغطيتها بأقمشة قاتمة، وتم رسم أشكال النوافذ والأبواب على أسوار الكرملين.

 

بدأ تشييد الكرملين في القرن الثاني عشر، كمجموعة من البيوت والكنائس المبنية من الخشب فوق "تلة بوروفيتسكي" المرتفعة بحوالي 25م فوق سطح الأرض كحصن أو (قلعة) يعيش ويحتمي فيها سكان موسكو، وقد اختار هذا المكان الأمير يوري دالجاروكي عام 1147 مؤسس مدينة موسكو، وقد أطلقت كلمة الكرملين على هذه القلعة (الحصن) لاحقا، وكانت ولا تزال مركز العاصمة موسكو.

 

يطل الكرملين على نهر موسكفا من الجنوب، وكاتدرائية القديس فاسيلي والميدان الأحمر من الشرق، وحديقة ألكسندر من الغرب، ويضم الكرملين بين أسواره مجموعة من القصور التاريخية الفاخرة التي كانت مقرًا لإقامة القيصر ورجاله والتي تحول بعضها إلى متاحف أهمها: متحف الأسلحة في بموسكو، ومتحف الماس وكذلك قصر الكرملين الكبير.

 

1. متحف الأسلحة في بموسكو داخل الكرملين” ARMOURY CHAMBER ”، واحدًا من أقدم وأغنى المتاحف في روسيا كلها، تُعرض فيه الكنوز والنفائس الروسية، والتي من بينها: كراسي العرش، وتيجان القياصرة والعربات الملكية، والأسلحة والدروع، وكؤوس ومباخر ذهبية وفضية، وملابس البطاركة (بابوات الكنيسة الروسية)، وغيرهم الكثير من كنوز ونفائس الدولة الروسية، ويجاوره يقع متحف الماس والذي توجد به أكبر قطعة ألماظ في العالم.

 

2. قصر الكرملين الكبير: تم بناء هذا القصر للإمبراطور نيكولاي الأول في الفترة ما بين 1838 و1850 من قبل مجموعة من المهندسين المعماريين الروس بإشراف المعماري "قسطنطين تون"، وتطل واجهة القصر على نهر موسكفا، ويمتد من الغرب إلى الشرق بمسافة 125 مترا، ويضم خمس قاعات سميت باسم أوسمة الإمبراطورية الروسية الشهيرة وهي: قاعة جورجيوس وأندراوس وألكسندر وفلاديمير وكاترينا، ويعتبر قصر الكرملين الكبير جزءا من مقر رئيس روسيا، وتجرى في قاعاته المراسم العامة للدولة مثل تقليد الأوسمة وتسليم أوراق الاعتماد للسفراء الأجانب وتسلم الرئيس المنتخب لمهام منصبه، وغير ذلك من الأحداث الكثيرة ذات الأهمية الخاصة.

 

3. وكذلك يوجد داخل أسوار الكرملين أكبر مدفع في عصره يسمى مدفع القيصر تم صبه عام 1586م، يبلغ طوله 5.34 متر ويزن 40 طنًا، وأثقل جرس في العالم جرس القيصر الذي تم صبه في الفترة بين عام 1737م، يصل ارتفاعه 6.6 متر، ووزنه 200 طن.

 

الكرملين هو العملاق الشاهد على تاريخ السُلطة منذ بداية عصر القياصرة مرورًا بالحقبة الشيوعية وصولًا إلى روسيا الاتحادية الحديثة، وهو القلعة الوحيدة الكاملة في أوروبا منذ العصور الوسطى، وقد أدرج الكرملين في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1990.

 

مرشد سياحي عربي في روسيا

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز