احتدام الجدل في إفريقيا بشأن طرح لقاحات "أكسفورد وأسترازينيكا" المضادة لـ"كورونا"
قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إن البلدان الإفريقية التي سجلت حالات إصابة بالمتغير الجديد المنبثق عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” أضحت في حيرة من أمرها بشأن ما إذا كانت ستطرح لقاحات شركتي “أكسفورد” و”أسترازينيكا”، لاسيما بعدما أفادت تقارير حول قلة فعاليتهما حيال هذا المتغير.
واعتبرت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- أن الموقف الراهن في العديد من البلدان الإفريقية، وعلى رأسها جنوب إفريقيا، التي اكتشفت المتغير لأول مرة، أنما يعبر عن التحدي المعقد الذي يواجهه مسؤولي الصحة العامة هناك.
ونقلت الصحيفة عن جون نكينجاسونج مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، قوله إن ثمة أدلة أولية تقول إن لقاحي “أكسفورد” و”أسترازينيكا” قد لا يواجهان الأعراض الخفيفة والمتوسط المرتبطة بمتغير 501.V2، وهو ما يعني أن البلدان التي تعاقدت على طرحها على نطاق واسع يجب أن تبحث عن بدائل"، وإذا كان لديك دليل على أن المتغير 501.V2 هو المسيطر في بلدك، فإننا نوصي بعدم نشره لأنه سيترك فعاليه أقل في تحييد الأجسام المضادة".
وقالت الصحيفة البريطانية إن مثل هذه التصريحات الصادرة عن العديد من المسؤولين الأفارقة يبدو أنها ستتعارض مع توصيات منظمة الصحة العالمية، التي أيدت يوم أمس الأول نشر لقاحات أكسفورد وأسترازينيكا في جميع بلدان العالم، بما في ذلك تلك التي يوجد سجلت المتغير 501.V2. ونقلت (غاينانشيال تايمز) عن الدكتورة ماتشيديسو مويتي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، قولها "إذا كان هذا المتغير لا ينتشر على نطاق واسع جدًا- وحتى لو كان كذلك- فإننا نوصي باستخدام اللقاح مع إدراك أنه قد لا يكون قادرًا على إيقاف بعض الأعراض، خاصة الحالات الخفيفة، ولكنه سيكون قادرا على مواجهة الأعراض الشديدة". ووصفت مويتي الاختلافات بين توصيات منظمة الصحة العالمية وبين المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض بأنها صغيرة. وقالت إنه بالنظر إلى زيادة عدد الإصابات، من المهم استخدام أي أدوات متاحة لإبقاء الناس خارج المستشفى، خاصةً في ظل نقص أدوات الأكسجين.
وكافح العديد من البلدان الإفريقية لتأمين الاحتياجات من جرعات اللقاح اعتمادا على إمدادات شركتي (أكسفورد وأسترازينيكا) لبدء حملات التطعيم الوطنية. غير أن احتدام الجدل حول المتغير 501.V2 وفعالية اللقاح ضده أدى إلى انتشار أجواء عدم اليقين.
وأعلنت مملكة إيسواتيني، التي كانت تُعرف سابقًا باسم (سوازيلاند)، هذا الأسبوع إنها لن تستخدم لقاحي أكسفورد وأسترازينيكا، لكنها ستبحث عن بدائل. وقالت وزيرة الصحة هناك ليزي نكوسي:" لقد شعرنا أن المتغير الجنوب إفريقي قد يكون موجودًا بالفعل في البلاد.لذلك قررنا اننا لن نستخدم لقاحي أكسفورد وأسترازينيكا بعد الآن".
كما أوقفت جنوب إفريقيا بالفعل طرح اللقاحين بعد أن كان من المقرر طرحهما في نهاية هذا الشهر. وبدلاً من ذلك، تأمل البلاد في بدء التطعيم قريبًا باستخدام جرعة جرعة واحدة من لقاح شركات "جونسون آند جونسون" و"فايزر-بيونتيك".فقال زويلي مخيزي، وزير صحة جنوب إفريقيا إن بريتوريا كانت تستكشف إمكانية مبادلة أو بيع جرعات أكسفورد- أسترازينيكا التي كانت لديها بالفعل.
في الوقت نفسه، شكك بعض خبراء الصحة العامة في قرار جنوب إفريقيا بالتوقف عن استخدام اللقاح، بحجة أنه لا يزال بإمكانه منع وقوع المزيد من الوفيات.
وتابعت مويتي أن جنوب إفريقيا ستستمر على الأرجح في استخدام لقاح “أكسفورد / أسترازينيكا” على أساس تجريبي في العاملين في مجال الرعاية الصحية الأكبر سنًا لمحاولة تحديد فعاليته ضد الأمراض الخطيرة. وأكدت:" أن مكتبها سيتحدث مع جيران جنوب إفريقيا، بما في ذلك إيسواتيني، لمناقشة مخاطر وفوائد استخدام اللقاح وإعلان توصياته في هذا الأمر".