

حسن الرشيدى
المنفى ودبيبة.. والموقف المصري
رحبت مصر باختيار الحكومة الجديدة المؤقتة في ليبيا، داعية كل الأطراف الليبية إلى الاستمرار في إعلاء المصلحة العليا لبلادهم.. فقد أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أحمد حافظ في بيان الخارجية أن مصر ترحب بنتائج التصويت على اختيار السلطة التنفيذية من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي عقد بجنيف برعاية الأمم المتحدة.. معربًا عن التطلع إلى العمل مع السلطة الليبية المؤقتة، وحتى تسليم السلطة إلى الحكومة التي سيتم انتخابها في 24 ديسمبر المقبل.
انتخابات ملتقى الحوار الليبي التي عقدت بجنيف بسويسرا، قد أسفرت عن فوز محمد يونس المنفى، برئاسة المجلس الرئاسي.. وعبد الحميد دبيبة برئاسة الوزراء.. بينما خسرت قائمة عقيلة صالح الذي كان مرشحًا لرئاسة المجلس الرئاسي وفتحي باشاغا الذي كان مرشحًا لرئاسة الحكومة.. بعد منافسة صعبة أفرزت نتائج مفاجأة.. غير متوقعة في الأوساط الليبية.. رغم أن بعض المحللين والساسة الليبيين يرون أن فشل قائمة "عقيلة - باشاغا" كان متوقعًا، لأن أداءهم خلال النقاش وطرح برامجهم كان ضعيفًا.. بينما كان محمد المنفى يقف على مسافة واحدة من الجميع وعلاقته جيدة مع كل مكونات الشعب الليبي.. بجانب وجود بعض التحفظات على.. باشاغا.
القائمة الفائزة ستتولى إدارة شؤون ليبيا مؤقتًا لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل.. الحريصون على عودة الهدوء ووحدة الشعب وسيادة ليبيا واستقرارها، يأملون نجاح المنفى ودبيبة في إدارة شؤون البلاد في المرحلة المؤقتة.. حتى تخرج ليبيا من أزمتها رغم بعض المخاوف من رئاسة دبيبة للحكومة لقربه من الملياردير الليبي علي دبيبة المقرب من تنظيم الإخوان والنظام التركي.
الموقف المصري دائمًا يتسم بالوضوح والثبات.. وينحاز لاختيارات الشعوب.. ونتائج الانتخابات.. وحل أية صراعات بالطرق السلمية والتفاوض السياسي بعيدًا عن الحل العسكري.. لذلك كان من الطبيعي أن ترحب مصر بما أسفرت عنه انتخابات الملتقى الليبي، لأن وحدة ليبيا واستقرارها في المقام الأول.. لتحقيق تطلعات الشعب الليبي بطرد الميليشيات وكل القوى الأجنبية من أراضيها.. ووقف التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا.