خطر الزيادة السكانية.. ومجلس النواب الجديد

الاقتصاد المصري يحظى بثقة المؤسسات الدولية.. وتقرير صندوق النقد الدولى حول افاق الاقتصاد العالمى يعبر عن ثقته في أداء الاقتصاد المصري.. ولولا قوة اقتصادنا ونجاحنا فى مسيرة الإصلاح الاقتصادي بصبر المصريين وصلابتهم فى تحمل أعباء الإصلاح.. لما استطاعت مصر أن تنجح فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية واحتواء الازمات.. ومواجهة وباء كورونا اللعين.. وتوفير مظلة حماية اجتماعية للفقراء.. وتحقيق نجاح ملموس فى القضاء على العشوائيات .. فالأعمال والمشروعات العملاقة التي تجرى على ارض الواقع..هى نتاج نجاحنا فى مسار الاصلاح الاقتصادى ..ولولا الزيادة السكانية الفظيعة التي تلتهم ثمار الاصلاح والنمو.. لأصبحت مصر فى موقف ووضع افضل فى مستوى معيشة الناس وصحتهم وتعليمهم..فالزيادة السكانية التي تصل لحوالى 2 مليون مولود سنويا ..تشكل عبئا ثقيلا على الدولة ..ورغم ذلك فان الدولة المصرية تمر بافضل مرحلة بناء فى تاريخها لتكون دولة قوية حديثة ..وجاحد من ينكر حجم المشروعات الضخمة التي تجرى على ارض الواقع وتصب فى صالح الشعب. 

فى الحقيقة ..لقد فشلنا فى مواجهة الانفجار السكانى ولم نفلح فى الحد من الزيادة البشعة بالاساليب والطرق التقليدية فى التوعية ..لان هناك هناك قوى ظلامية مضادة تركناها تلعب فى عقول وادمغة الناس زمنا طويلا ..وتثير مخاوف البسطاء والغلابة من العقاب حال تنظيم النسل او تحديده ..قوى تتاجر بالدين لتحقيق مأرب خاصة ..كما تركنا ايضا بعض الناس تستغل اطفالها فى اعمال غير مشروعة ..لتحقيق مكاسب.

بصراحة الزيادة السكانية تتطلب مواجهة صارمة.. لأن الطرق والأساليب التقليدية وعمليات التوعية قد فشلت.. كما فشل الإعلام أيضا فى مواجهة تلك المشكلة.. بل إن بعض وسائل الاعلام كانت تتيح الفرصة لترويج الافكار الشاذة والمضادة لتنظيم او تحديد النسل.

أعتقد أنه يجب إصدار تشريع أو قانون لمواجهة هذه الزيادة البشعة، بعد الفشل فى المواجهة بالوسائل التقليدية.

أتمنى أن تكون مواجهة الزيادة السكانية من أولويات اعمال مجلس النواب الجديد، حتى نرتقى بمستوى معيشة المواطن وصحته وتعليمه ..انها قضية قومية مهمة للغاية.. ولا ينبغي أن نترك الفرصة للقوى الظلامية أن تستمر فى اللعب فى أدمغة البسطاء.